عُقدت في المحكمة المركزية بمدينة القدس أمس جلسة محاكمة للمستوطنين قتلة الفتى المقدسي محمد أبو خضير، وأستمعت هيئة القضاة لأقوال المتهم الثالث في القضية المدعو "ايتمار زيمير"، والذي حاول إنكار معظم أقواله واعترافاته بالجريمة.

وفي بداية الجلسة طالب محامي الدفاع عن "ايتمار زيمير" بأن تعقد جلسة مغلقة لموكله، يمنع فيها أسرة الشهيد ابو خضير والصحفيين من حضورها، ولدى وصول والد ووالدة الشهيد تم إخراجهما بالقوة وإبعادهما عن محيط القاعة، وبعد حوالي نصف ساعة سمح لهما بالدخول.
وأنكر المستوطن ايتمار خلال أقواله تخطيطه لقتل الفتى أبو خضير، وقال:" لقد خططنا لاختطاف عربي وضربه، وبعد تنفيذ اختطافه من حي شعفاط كنا نريد ربطه بأشجار الغابة وضربه فقط، اما البنزين الذي قمنا بشرائه كان لإضرام النيران في محال أو سيارات أو منازل عربية انتقاما لقتل المستوطنين في الخليل."

وأوضح انه قام بوضع القيود البلاستيكية في يدي أبو خضير بعد الاعتداء عليه بالسيارة، لافتا الى ان عملية الاختطاف نفذت بسيارة زوجة المتهم الرئيس "يوسيف بن دافيد"، لأنها كبيرة وبالتالي لتتسع لاختطاف "عربي".

كما أنكر ايتمار مشاركته بحرق الفتى أبو خضير، مدعيا انه بقي بالسيارة ورفض مرافقة المتهم ”يائير بن دافيد”، و"يوسيف بن دافيد".
وادعى المتهم ايتمار بأنه يعاني من أمراض نفسية ومشاكل عائلية قبل تنفيذه ومشاركته باختطاف وقتل الفتى أبو خضير، وكشف خلال الجلسة انه بسبب مشاكل مع والده لجأ عند خاله "يوسيف بن دافيد" وهو المتهم الرئيس بالجريمة.

كما حاول محامي الدفاع عن "ايتمار" الادعاء أن موكله شرب قبل تنفيذ العملية " مشروبات الطاقة"، ما أثر على وضعه العقلي، خاصة وانه يتناول أنواعا معينة من الأدوية بسبب حالته النفسية.

تأجيل المحكمة لتاريخ 22 تشرين الأول-

بدوره أوضح المحامي مهند جبارة – محامي الأسرة- أنه تم تعيين جلسة بتاريخ 22-10-2015، لسماع شهادة الطبيب النفسي للمتهم الثالث "ايتمار"، كما سيتم تقديم تلخيصات شفوية من قبل طواقم الدفاع والمدعي العام حول القضية.

وقال المحامي جبارة ان المتهم الأول بتصرفاته ورفض استجوابه خلال جلسات المحكمة فهو معترف بتنفيذ جريمة "اختطاف وقتل الفتى أبو خضير"، بينما يحاول المراوغة بأنه يعاني من اضطرابات وأوضاع نفسية سيئة.

ولفت الى انه تم عرضه مطلع تموز الجاري على طبيب نفسي أجنبي، والذي جاء فيه :"أنه غير مؤهل للمحاكمة لأنه يعاني من أمراض عقلية"، عكس ادعاءات الطبيب النفسي الإسرائيلي الذي فحص المتهم، وأكد بأنه "سليم عقلياً".
وأوضح جبارة أن تقرير الطبيب النفسي الأجنبي لا قيمة له، لان المتهم يرفض استجوابه.

والدا الشهيد

والدا الشهيد محمد أبو خضير عبرا عن ألمهما لمجريات جلسة المحكمة هذه بسبب منعهما من الدخول الى القاعة في البداية، وثم محاولة المتهم التراجع عن اعترافاته وتعاطف هيئة القضاة معه، حيث طالبا عدة مرات المدعي العام بعدم توجيه الأسئلة له.

وقالا: "ان بداية المحكمة جرت خلف الأبواب المغلقة، يريدون عقد جلسات محكمة حتى لا نعرف ماذا يدور خلف الابواب، يريدون تبرئة القتلة وتخفيف العقوبة.

وأكد والدا الشهيد انهما لا يثقان بالقضاء الاسرائيلي وبمجريات المحاكمة، خاصة وان طواقم الدفاع تحاول تخفيف العقوبة عن المجرمين القتلة بادعاءاتهم يعانون من أوضاع نفسية ومشاكل عائلية صعبة، وقالا :"لقد اصبنا بعد جلسة اليوم بحالة من "الاحباط"، نريد معاقبة القتلة المجرمين على جريمتهم البشعة، بعد مرور عام على الجريمة لا تزال القضية داخل أروقة المحاكم ولم يتم اتخاذ أي إجراءات ضدهم".

وأوضح والد الشهيد أبو خضير أن المتهم الرئيس "يوسيف بن دافيد" حاول تهديده أثناء تواجده بالقاعة، ورغم اعتراضه على ذلك الا انه لم يتم ايقاف تهديداته من قبل هيئة المحكمة.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]