روسيا اليوم- قد تكون الأحداث الجديدة على الحدود التركية السورية واشتباك الجيش التركي مع تنظيم "داعش"، بداية حرب غير معلنة بين الجيش التركي والتنظيم.

فقد قتل جندي تركي وأصيب آخر في ولاية كليس التركية جراء اشتباكات وقصف متبادل بين الجيش التركي ومسلحي تنظيم "داعش" على الحدود مع سوريا.

ومهما يكن حجم هذه المواجهة وسيرها، فإن دلالتها الفارقة تكمن في كونها أول احتكاك من نوعه بين طرفين ظلا بمعزل عن بعضهما البعض رغم تشابك خطوط الصراع الدموي في سوريا. وفي خضم كل ذلك، تعلن أنقرة وواشنطن عن اتفاقهما على وقف تدفق المقاتلين على الحدود التركية السورية.

فقد أضحت الأحداث في سوريا وما خلفته من عنف وعنف مضاد تحتل سلم الأولويات الدولية التي لا تنفك تتغير وتنقلب تبعا لما يحدث في الميدان، الحدود الشمالية لهذا البلد هي إحدى النقاط الساخنة، لاسيما أن أنقرة تبنت سياسة مفادها التحالف مع أي كان لتحقيق أمر واحد هو إسقاط الرئيس بشار الأسد.
أنقرة التي تواجه اتهامات بأنها فتحت حدودها لتدفق مسلحين من كل العالم للقتال في سوريا، يبدو أنها باتت اليوم تتجوس خطر انعكاسات الحرب على حدودها الجنوبية، وهو ما بدا واضحا في الاتصال الهاتفي بين الرئيس التركي ونظيره الأمريكي.

بحث الطرفان آلية التصدي لتدفق المقاتلين الأجانب وحماية أمن الحدود في ظل معلومات تفيد باعتقال الأمن التركي لآلاف من المتشددين القادمين لدخول الجارة الجنوبية.

عوامل عدة يراها مراقبون سببا في انعطاف الموقف التركي ومنها؛

1- تنامي خطر "داعش" واتهامه بالوقوف وراء التفجيرات التي حدثت داخل تركيا وآخرها الذي ضرب منطقة سوروج

2- قلق أنقرة من تزايد نفوذ الأكراد قرب حدودها بخاصة بعد تهجير "داعش" القسري للأكراد من مناطق سكنهم داخل سوريا واتجاههم شمالا

3- تزايد الضغط الغربي على أنقرة بخاصة من قبل واشنطن لمواجهة خطر الإرهاب

4- إمكانية إجراء انتخابات مبكرة في تركيا والضغوط الداخلية على حزب العدالة والتنمية الحاكم من معارضيه التقليديين كالحزب الجمهوري والجدد كجماعة فتح الله غولن

5- تراجع حلف داعمي المعارضة المسلحة في مقابل نجاح طهران الداعمة لدمشق بتوقيع اتفاق مع الغرب.

وهذا ما بدا واضحا في ما قاله نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج في مؤتمر صحفي إن تركيا وافقت على بعض المواضيع لدعم جهود قوات تحالف واشنطن لمكافحة الإرهاب كما أضاف أن هناك توافقا في الآراء بين واشنطن وأنقرة لمحاربة "داعش". وقد يتجلى ذلك في فتح قاعدة أنجرلك العسكرية وتفعيلها لمحاربة تنظيم "داعش" من دون شروط مسبقة طالبت أنقرة بها مسبقا كالمنطقة العازلة مثلا.

ويبدو أن نجاح "داعش" في بسط نفوذه ساعد على تغيير سياسات وقلب معادلات في مواجهة التنظيم اللاعب الأساس غير المرحب به من أحد في الشرق الأوسط والعالم.

تركيا تدخل حربا ضد داعش
دخلت تركيا في حرب غير ملعنة ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي لطالما اتخذ حدودها معبرا آمنا إلى جارتيها الجنوبيتين سوريا والعراق، وذلك في خطوة اضطرت لها بعدما لذعها التنظيم بناره.

فقد شهدت الحدود السورية التركية الخميس 23 يوليو/تموز اشتباكات متقطعة وقصفا هو الأول من نوعه الذي ينفذه الجيش التركي ضد مواقع "داعش" في سوريا، وذلك ردا على قذائف التنظيم التي قتلت في وقت سابق من اليوم نفسه جنديا تركيا في كيليس.

ويبدو أن نشاط "داعش" في العمق التركي جاء انتقاما من أنقرة التي حاولت قطع شرايين الحياة عملا بتعهدات قطعها الرئيس التركي ربج طيب أردوغان في حدث هاتفي أمام نظيره الأمريكي بارك أوباما الأربعاء 22 يوليو/تموز، بعدما ضاقت أنقرة ذرعا بجرائم "داعش" التي أججت الشارع ضدها.

وعلى ضوء التطورات الأخيرة عقدت رئيس الحكومة التركية داود أوغلو اجتماعا أمنيا طارئا لبحث هذه المستجدات.

وتأتي هذه التطورات بعد ثلاثة أيام على الهجوم الانتحاري الذي وقع في سوروج الحدودية واستهدف مجموعة ناشطين تجمعوا في تحرك لإعادة إعمار كوباني، المدينة الكردية شمال سوريا، وقد أسفر الهجوم عن مقتل 32 شخصا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]