استطاع "فيسبوك" أن يحتوي المبارازات السياسية بين المستخدمين والناشطين في وقت قليل، خصوصاً مع انتشار مفهوم الديمقراطية وحرية الرأي على الإنترنت من دون أي ضوابط أو معايير واضحة.

تحول "فيسبوك" إلى حلبة قتال، يتبارز فيها الناشطون بشراسة، تحت عنوان "البقاء للأقوى" لكن بمفهوم آخر وهو "البقاء للايك الأكثر".

وفي الواقع كل الآراء السياسية على هذا الموقع أو على أي موقع آخر لا تهم. الملاحم الفلسفية في السياسة والآراء المتخبطة عامودياً وأفقياً لن تصل إلى أي حكومة...إلا في حال شتمها إذا كانت عربية...فسيكون للمستخدم فنجان قهوة ينتظره بفارغ الصبر بأحد المراكز الامنية. ولماذا نقول "حلبة قتال"؟ لأن المبارزات في تلك الحلبة، كانت مجرد عبارة عن شخصين عاريين يتفاخران بدرع وقائي، والمبارزة مجرد مبارزة دون أي هدف...

هذا الرأي السياسي الذي يخلق كل هذه الضجة على الموقع، لا فائدة له، إن لم يقترن بالشارع... أي المشاركة في تظاهرة مطلبية، أو دعوة لاعتصام من أجل موقف سياسي أو سياسي اجتماعي.

المناقشة السياسية ليست من اختصاصات "فيسبوك"، هو منصة أكثر خدمة للراغبين بالتواصل الاجتماعي. الوقت نفسه الذي يقضيه المستخدم في النقاشات السياسية التي لن تصل إلى نقطة محددة، يمكن الاستفادة منه للتعارف او لاكتشاف موضوع معين في بلد معين. إن كل عملية مسح لصديق عن "فيسبوك" بسبب رأي سياسي، ممكن أن تؤكد مدى "خفة عقل" المستخدم الذي استغنى عن صديق بسبب موقف وليد لحظة غضب. هناك فائدة واحدة للنقاش السياسي على "فيسبوك"، هي توظيفه كحجة لمعاداة شخص معين من أجل التهرب من هدايا عيد الميلاد، أو للتخلص من صديق مزعج بشكل أسرع.
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]