مصدر المعلومات الاساس والرسمي لوسائل الاعلام المختلفة، في قضايا الاختفاءات، هي الشرطة الاسرائيلية، التي تصدر بياناتها مرفقة بصورة المفقود واوصافه مناشدة المساعدة في أعمال البحث عنه.

محررة موقع بكرا توجهت الى الناطقة بلسان الشرطة الاسرائيلية، للاعلام العربي، لوبا سمري، والتي شغلت في السابق منصب ضابطة التحقيقات المسؤولة عن ملفات العنف الاسري والاحداث والاعتداءات الجنسية بشرق القدس، بعدد من الاسئلة حول كيفية تعامل الشرطة مع بلاغات الاختفاء، ومتى يتم الاعلان عن اختفاء شخص ما، وما هي المعايير المتخذة من اجل ذلك ودور وسائل الاعلام العربية في العثور على المختفي ونقاط عديدة اخرى، وحصلنا على اجابات مثيرة للغاية!

قضية اجتماعية وليست جنائية

بدايةً نوهت الناطقة بلسان الشرطة لوبا سمري لحقيقة لا لُبس فيها، وهي ان البحث عن المفقودين يعتبر بحد ذاته "عمل اجتماعي" وليس "جنائياً" ...

كما اوضحت أن"معدل البلاغات حول فقدان أو ضياع الأطفال طبيعي. والبحث عنهم لا يمثل في حد ذاته، حالة جنائية، وإنما يسجل ضمن الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الشرطة والأجهزة الأمنية الميدانية.

مشددةً على ان تقديم مثل هذه الخدمات هو مطلب وضرورة ملحة، للمساعدة في العثور على المفقودين وبالذات الأطفال، في حال ضياعهم، وكذلك، إرشاد الطفل الضائع الذي تم العثور عليه للوصول الى اهله.

البحث احيانا قبل تقديم البلاغ رسمياً للشرطة

واسهبت سمري الحديث حول اختفاء الاطفال بشكل خاص ولا سيما ونحن في العطلة الصيفية قائلةً:" غالباً ما تكثر مثل تلك الحالات في أماكن الاحتفالات والمتنزهات العامة والمجمعات التجارية، وبخاصة في فترة الإجازات... ويحرص رجال الشرطة والأمن الخاص بالمنشأة وغيرها ، وكذلك دوريات الشرطة البلدية والجماهيرية، على تقديم الخدمة والمساعدة في وقتها، والبحث ميدانياً عن الأطفال، من دون الحاجة لتقديم بلاغ مُسجل في الشرطة بذلك، واذا لم يتم العثور على الطفل في وقته، وبحسب ما تمليه الظروف والموقف، يتم حينها إحالة المُبلغ إلى مركز الشرطة المعني، لتقديم بلاغ الفقدان رسمياً، لتشرع جهات التحقيق بإجراءات الضبط الجنائي في الواقعة وما يترتب عنها من اجراءات ذات العلاقة ".

اغلبية البلاغات بعد الانتهاء من الدوام الدراسي

وحول البلاغات التي تم تقديمها للشرطة فيما يتعلق بأطفال خلال الاشهر الاخيرة قالت سمري:" غالبية طلبات بث أخبار ضياع الأطفال وأنهم لم يعودوا إلى المنزل بعد انتهاء الدوام الدراسي. تصلنا من قبل ذويهم، لكننا لا نستعجل بنشر الخبر، إذ نشدد على أسرة الطفل بالبحث عنه في محيط العائلة والأصدقاء. وغالباً ما يكون موجوداً إما في منزل الجيران، أو لدى أحد الأصدقاء، أو الأقارب".

مسؤولية الاسرة المضيفة

واوجة بهذا النقد الى ً الأسرة المضيفة لأنها"تغفل جانباً مهماً، وهو التواصل مع أسرة الطفل، وإبلاغها بأنه موجود بضيافتها، لا سيما وهي ترى ان الطفل وصل الى بيتها بحقيبته المدرسية، اي انه لم يعد إلى منزله، ما يسبب الخوف والقلق على الطفل من قبل أسرته، إضافة إلى الإرباك الذي يجعلها تجهل من أين تشرع في البحث عنه".

عائلة ابلغت الشرطة عن اختفاء ابنها وخلال البحث اتضح انه داخل غرفته

وتابعت سمري تقول:" يتم إبلاغنا لاحقاً بأنهم وجدوا طفلهم، في أحد الأماكن التي أشرنا إليها، وفي إحدى المرات التي حصلت قبل فتره قصيره تلقينا من والد من معليا خبر ضياع طفله، وقبل أن ننشر ونعمم الخبر، علمنا أنهم وجدوه نائماً في احدى غرف المنزل.

"البعض يتوجه لإبلاغ الشرطة عن فقدان الطفل، ولا يتم البحث إلا بعد مرور 12 ساعة، لاحتمال وجود الطفل بصحبة أحد أصدقائه. وهذا ما يحدث غالباً".

بلاغات مزيفة ومفبركة على فيسبوك ودور المواقع الألكترونية

وفيما يتعلق بدور مواقع التواصل الاجتماعي في قضية الاختفاءات بشكل عام، قالت سمري:" شبكات التواصل الاجتماعي قد تزيد من البلاغات وبالذات "ضياع وفقدان " الأطفال ... وبعضهم في "منازل أصدقاء".

ولا يكاد يمر يوم، دون أن تتبادل شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة ، خبرا عن ضياع طفل في إحدى البلدات ، وغالباً ما يرفق الخبر بصورة. إلا أن بعض هذه الأخبار"قديمة"، وربما"مفبركة"، وعلى المواطنين الالتفات إلى ذلك.

وتابعت سمري تقول:" تصلنا اتصالات كثيره ، للتأكد من صحة الخبر. فنبلغ المتصل بأن الخبر قديم"، ونلفت النظر إلى أن ذلك"يسبب البلبلة والقلق في أوساط المجتمع ".

اما بالنسبة لوسائل الاعلام ودورها وخاصة المواقع الألكترونية المحتلنة والمهنية، فالأمر يختلف من حيث المصداقية، وعن ذلك اكدت سمري:" لا شك ان لوسائل الاعلام دورا ايجابيا بارزا في التوصل لاثار اختفاء اي من المفقودين وحتى لظهوره والتوصل اليه، وهو ما يظهر في العديد من الحالات".

قسم خاص متطور في الشرطة للبحث عن المفقودين

وعزت سمري ارتفاع عدد البلاغات حول المفقودين التي تصل الشرطة الى الثقة الزائدة بالشرطة وعملها.

مؤكدة ان الشرطة الاسرائيلية اخذت تولي موضوع رعاية قضايا المفقودين ومجهولي الهوية داخل الدولة سواء كانوا مواطنين أو وافدين مهمة ذات اهمية قصوى وحساسة من الدرجة الاولى.

جنبا الى جانب ادراك كافة المشاركين في تنفيذ هذه المهمة على انه وراء كل من هو في عداد المفقود تقف أسرة وأقارب وأصدقاء والى ذلك تواصل الشرطة بمهمتها هذه من منطلقات مسؤولية الجمة والتزامها الواسع ومع العلم ان كافة ملفات المفقودين تعالج ويتم مراعاتها وفقا لمراسيم وأوامر راسية ومنصوص عليها في مراسيم واجراءات التي تخضع لرقابة ومتابعة دورية وحتى قطرية صارمة.

كما في سياق معالجة هذه المسألة نفذت الشرطة خلال السنوات الأخيرة الماضية عمليات حوسبة شاملة لصالح قسم معالجة قضايا المفقودين، وبحيث تم رفع ومراجعة كافة ملفات الاشخاص الذين هم في عداد المفقودين ومجهولي الهوية وايضا تم تنفيذ العديد من الإجراءات واعمال التحقيقات ذات العلاقة والتي شملت فيما شملت اخذ عينات من الحمض النووي " دي.ان. اي" من أسر المفقودين.

اضافة لذلك وعلى ضوء التطورات التكنولوجية بهذا المجال, ومع اعتبار الشرطة الاسرائيلية اهتمامها في هذة المسألة رسالة بالغة الاهمية، تستثمر هي فيها أفضل محققيها اضافة الى استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة الموجودة في جهاز الشرطة والتي يتم توظيفها خصيصا لمعالجة مثل هذة المسائل.

وانهت سمري قائلةً انه تم تخصيص مكتب بقيادة الشرطة القطرية يتولى شؤون المفقودين ومجهولي الهوية، ومكلف بتقديم النصيحة والمشورة، كما التوجيه لطرق التعامل، ومراقبة ومتابعة ومساعدة وحدات التحقيقات الميدانية في كافة مراكز الشرطة في البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]