قد تكون المرة الأخيرة التي يتمكن فيها الأسير ثائر نايف خالد قنديل (25 عاما) من مدينة نابلس من رؤية والده والنظر إليه، إذ يصارع الأب الستيني في العمر مرض السرطان الذي ينهش جسده وأنهكه، وجعله طريح الفراش.

منذ عدة شهور ساءت الحالة الصحية للحاج نايف قنديل والد الأسير، ليتبين أنه مصاب بمرض السرطان، ولا يزال من حينها ملازما لسريره لا يقوى على التحرك، توجهت به عائلته لعلاجه داخل المشافي الإسرائيلية وهناك أخبروهم أن حالته صعبة للغاية، وأن لحظة مفارقته للحياة باتت قريبة.

قبل عام كانت المرة الأخيرة التي زار فيها الأب نجله الأسير، وهذه المرة زاره بناء على طلب رفعه الاسير ثائر لإدارة السجون الإسرائيلية، تمت تلك الزيارة بتنسيق من الصليب الأحمر الدولي، ولم تكن الزيارة هذه المرة كسابقاتها.

الساعة السابعة صباحا وقفت سيارة إسعاف أمام منزل الأسير ثائر قنديل، لتنقل والده محمولا على السرير المتنقل لأحد الحواجز العسكرية للاحتلال، ومن هناك تم نقله لسيارة إسعاف أخرى، والتي أوصلته بدورها للسجن حيث يقبع الأسير.

الله يرضى عنك

ربما لا يدرك الحاج نايف أنه ذاهب لزيارة نجله في سجن النقب الصحراوي، والذي لم يتبق على تنسمه للحرية سوى ستة شهور، ويقول منصور قنديل “شقيق الأسير” في حديثه لمركز “أحرار” للأسرى وحقوق الإنسان إن الزيارة تمت بشكل جيد، وتمكن والدي من التحدث مع شقيقي الأسير بعدد قليل من الكلمات منها “الله يرضى عنك”.

ربما تكون أصعب اللحظات التي تمر على الأسير ثائر عندما يرى والده في حالة صحية صعبة ولا يقوى على الكلام أو حتى النظر إليه، لحظات فيها من الألم ما لا يعلمه إلا الأسير وعائلته، ممن يعيشون تلك اللحظات ويتذوقون مرها.

ولكن لحظات الفراق كانت هي الأصعب بعد ذلك المشهد حسبما يقول منصور قنديل شقيق الأسير، والذي رافق والده خلال تلك الزيارة، فلا يعلم أي من الأسير أو والده إن كان سيلتقي به بعد اليوم أم سيحول الموت دون ذلك.

يرقد الحاج نايف قنديل على سريره في إحدى غرف منزله محاطا بعائلته المكونة من تسعة أبناء، وبنت واحدة، وكلهم أمل برحمة الله أن تتنزل على والدهم ليشفى من ذلك المرض الخبيث، وفي سجون الاحتلال الإسرائيلي يقبع ثائر منذ أن كان فتى في الرابعة عشر من عمره.

اعتقال ثائر 

اعتقله الاحتلال بتاريخ 28 \ 3 \ 2004 وحكم عليه بالسجن مدة اثنتي عشرة سنة، ويمنع الاحتلال كافة أشقائه من زياره داخل السجن بحجة “المنع الأمني”.

والدة الأسير ثائر تدرك صعوبة الموقف الذي يمر به نجلها الأسير، ولا تملك سوى أن تتمنى الإفراج عنه، وتؤكد أن زوجها لطالما كان يتمنى رؤية نجله الأسير الذي فارقه صغيرا بفعل الأسر، ولطالما كان يتمنى أن يزوجه بعد تحرره من قيود الأسر. أحرار للأسرى وحقوق الإنسان – محمود مطر

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]