ظهرت مؤخرًا علامات الضياع التي تهدد شريحة كبيرة من أبناء مجتمعنا العربي، ففي ظل التطورات التكنولوجية وسرعة التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة بدأنا نشهد حالة من التأخر السلوكي لدى شريحة الشباب حتى بدت ظاهرة مقلقة تأخذ الشباب في مجتمعنا الى عالم بلا علم وبلا فائدة.

فكما هو معروف في عصر التطور والتقدم التكنولوجي تم ابتكار مجموعة من البرامج ومواقع تواصل اجتماعي مختلفة لتسهل للعالم وللناس سرعة التواصل مع بعضها، الا ان غالبية الشباب في مجتمعنا العربي اساؤوا استخدام هذه التطورات حتى بدت سلبية النتائج تظهر وتطفو معلنة ضياع الشريحة الأكبر من الشباب في مجتمعنا .

عن ماذا يبحث شبابنا العربي اليوم في شبكات التواصل الاجتماعي، ما هي الأهداف التي يريدون الوصول اليها عبر هذه المواقع، وكيف يستخدمون هذه الشبكات وهذا العالم وعلى اية نتائج يحصلون في نهاية المطاف؟!
 
حول هذه القضية تحدث مراسلنا الى الخبير في شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت عبدالله ميعاري، من مدينة سخنين، الذي قال: عالم الشبكات والمواقع الاجتماعية وشبكات التواصل الاجتماعي دخلت بيوتنا والى حياتنا اليوم دون سابق انذار حتى دون ان نهيئ أنفسنا وابنائنا واطفالنا في التصرف والتعامل مع هذه التطورات .

نلاحظ بان سوء استخدام هذه التطورات، لكن هنالك إيجابية

وأضاف ميعاري: عادة ما نشعر ان هناك ضياع في هذا العالم، وهنا نلاحظ بان سوء استخدام هذه التطورات قد يؤدي في ناهية المطاف الى نتائج لم نكن نتوقعها وبالتالي نقع في دوامات نحن بغنى عنها. ولكن من جهة أخرى هناك الكثيرين من أبنائنا يستغلون هذه التطورات وهذه الشبكات في طرق إيجابية وجيدة من اجل تحقيق النجاح في مجالات مختلفة والوصول الى ابعد المراحل والمراتب المرموقة وينجحون في ذلك، ونجد أيضا هناك من يستخدم هذه البرامج من اجل العلم ونشر المعلومات التي تساعد على نشر الثقافة والمعرفة، فهذه البرامج اليوم اتاحت لنا الفرصة ايضا من اجل ابراز وإظهار ابداعاتنا وثقافتنا حتى بدأنا نرى اليوم عبر هذه الشبكات الشاعر والكاتب والاديب والفنان و وبدانا نراهم ونرى ابداعاتهم حتى دون ان يروها هم انفسهم .

وتابع قائلا: من جهة أخرى وللأسف نرى عكس ذلك تماما، فهناك شريحة كبيرة من الشباب في مجتمعنا يستخدمون هذا العالم باتجاهات أخرى والتي تعتبر اتجاهات سلبية وسيئة والتي لا تليق في الامة ولا بالمجتمع العربي، فهنالك من يستخدمون هذه البرامج من اجل الدردشة ومضيعة الوقت في الألعاب والتعارف الوهمي ونشر سلوكيات سلبية نهايتها واضحة وفاضحة والتي تنتهي بنهاية الامر بنوع من الفشل .

وقال: وهنا اريد ان انوه لأمر وذلك لمن يبحث عن علاقة معينة او شريك معين بان فارس او فارسة الاحلام وشريك الحياة لا يأتي عبر هذه الشبكات ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبية هذه العلاقات الالكترونية مصيرها الفشل او القلق وفي معظم الأحيان تكون ضربة اجتماعية قاسية لهذا الشاب الذي كان متأملا في تحقيق هدفا وبالتالي يحصل على نتيجة سيئة .

ما هي اهتمامات الشباب في البحث داخل هذه الشبكات ؟

وعن اهتمامات الشباب في البحث داخل هذه الشبكات قال: في العادة يبحث الشباب العرب عن الكثير من الأمور في هذه الشبكات، ولكن كل يبحث في اتجاهه، أي ان طريقة البحث تتعلق بالعمر ومن أي حالة اجتماعية كان او حتى يتعلق بنمط ومستوى حياة الشخص. فعلى سبيل المثال شاب في جيل ما قبل الـ16 عاما غالبا ما يبحث عن الألعاب، وفي جيل 15 حتى 20 سنة وهو جيل المراهقة يبحث عن العلاقات والصداقات والدردشة، وأيضا يبحثون أمور تجذب النظر والانتباه اليهم من اجل اثبات وجودهم امام الجميع، ونلاحظ هذا من خلال المظاهر التي يعرضونها كالصور والمقولات التي ينشرونها والمواقف التي يظهرون بها . لذلك نرى غالبية الشباب في مجتمعنا العربي في هذه المرحلة يعيشون نوعا من الضياع ونوعا من الجهل في استخدام هذه التطورات مع العلم ان هذه الشبكات ليست وسيلة للضياع وانما العكس .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]