مع بداية الصيف الحاليّ أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية "إل عال" عن خدمات جديدة ستقدمها لزبائنها املا في استقطاب أكبر عدد منهم، لكن من الواضح أنها لا تقصد الزبائن العرب، فأحدى الخدمات التي أعلنت عنها كانت "الفحص الأمني قٌبيل الرحلة"، ويراد به إرسال رجل أمن إلى منزل المُسافر قبل السفر بـ 72 ساعة (أقصى حد)، ليقوم رجل الأمن بفحص أمتعة السفر للمسافر وأخذها معه مقابل 500 شيكل، مما يُسهل السفر للمسافر نفسه الذي لا يضطر أن يقوم بحمل أمتعة ونقلها من مكان إلى آخر والانتظار ساعات في مسار التفتيش.

ران ملماد يستفسر عن الموضوع ...

رام ملماد، رئيس جمعية "يديد" التي تعني بحقوق المواطنين، والذي أهتم بالخدمة، أتصل على شركة "بريميوم شيك" التي فازت بالمناقصة لتنفذ هذه الخدمة لصالح "ال عال" لكن تفاجئ ان الخدمة لا تشمل المدن والقرى العربية!

وفي حديثٍ إلى "بكرا" قال ملماد: اتصلت على الشركة التي تنفذ الخدمة لصالح "ال عال" واستفسرت عن التكلفة وأمور اضافية، وفي خضم الحديث وصلنا إلى المدن والقرى العربية وتفاجئت من إجابة موظف الخدمة أن رجل الأمن يصل إلى "رأس العين" لكن لا يصل إلى كفرقاسم أو جلجولية، علمًا أن بين كفرقاسم ورأس العين قرابة الـ 15 دقيقة سفر! مما يعني أن الخدمة مقتصرة فقط على السكان اليهود في رأس العين.

وأضاف ملماد: في أعقاب ذلك توجهت إلى إدارة "ال عال" التي أدعت على ان الخدمة جديدة ومحددة لمناطق معينة حاليًا، منها الخضيرة ومدن الساحل والقدس في حين حاولوا تجاهل الحقيقة أن كفرقاسم أو جلجولية هي قرى في المنطقة التي تم تحديدها.

وأكمل ملماد الحديث لـ "بكرا" على أنه تم التوجه باستجواب، حول الموضوع، إلى وزير المواصلات يسرائيل كاتس قدمه عضو الكنيست عن المعسكر الصهيوني "نحماي شاي" ونحن في انتظار الرد عليه.

النائب شاي يقدم استجوابا

وفي تعقيبٍ لـ "بكرا" قال عضو الكنيست نحمان شاي على أنه حتى الآن لم يستلم الرد على الاستجواب الذي قدمه لوزير الاتصالات مؤكدًا: في حال تم التأكيد على النهج العنصريّ من قبل الشركة سأقوم بالتصدي للموضوع بكافة السبل المتاحة ضمن عملي البرلمانيّ.

وأضاف: سأقوم بمتابعة الموضوع أمام وزير المواصلات حتى ضمان سياسة خدماتيّة متساوية لكل المسافرين، من العرب واليهود.

المحامي عوني بنا: تمييز وانتهاك

بدوره قال المحامي عوني بنا، من جمعية حقوق المواطن معقبًا: كما يتوجب على "ال عال" عدم التمييز بين المواطنين في الخدمات التي تعرضها وتقدمها للجمهور، كذلك يتوجب على كل المتعاقدين معها عدم القيام بذلك. مبدأ عدم التمييز يلزم "ال عال" والشركات المتعاقدة معها ايضا في القرارات الاولية المتعلقة بتحديد المناطق التي تقدم بها خدمات الفحص الامني الجديدة، وفي حال افضت هذه القرارات الى نتيجة مفادها ان البلدات العربية والمواطنين العرب غير مشمولين بالخدمة، فهذا بحد ذاته، ومع انعدام أي سبب مقنع لتحديد الخدمة ضمن منطقة معينة دون سواها، إشارة لوجود تمييز ضد العرب في تقديم الخدمة.

وأضاف: ليس من المستبعد ايضا ان يكون السبب من وراء عدم تقديم هذه الخدمة للعرب متعلق بسياسة التصنيف العرقي بالتفتيش الامني في المطارات والتي ترى بالمسافر العربي تهديدًا امنيًا يتطلب تفتيشًا مشددًا لا يمكن التعامل معه من خلال الخدمة الجديدة. وفي كلتا الحالتين الامر مرفوض ويعد انتهاكا لحقوق الانسان الاساسية.

رد "ال عال"...اذا ما توفرت الخدمة!

بدورها عقبت الناطقة بلسان شركة "ال عال" دانا هرمان لـ "بكرا" بجملة مقتضبة مشيرةً: الخدمة بدأت مؤخرًا وهي حديثة وتهدف إلى مساعدة المسافرين وتقديم الخدمات الأفضل لهم، حتى الآن الخدمة تقتصر على المدن والبلدات ما بين الخضيرة وغيديرا وبعض مناطق القدس.

وردًا على سؤالنا على أن جلجولية وكفرقاسم، على سبيل المثال، تقعان في المنطقة المحددة فهل سيحصل المسافرين على الخدمة، ردت هرمان قائلة: سيتم فحص الموضوع، المبدأ الذي نعتمده في تقديم الخدمة "منحها لكل من يحمل جواز السفر الإسرائيلي، اذا ما توفرت"!. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]