وصف عدد من علماء الدين الفتوى التي أصدرها يوسف القرضاوي بإباحة تفجير الانتحاري نفسه بناء على أوامر الجماعة بالمحرمة والمخالفة لتعاليم ومبادئ الإسلام، موضحين أن الإسلام دعا إلى الحفاظ على النفس وحرم قتل الغير، لافتين إلى أن القرضاوي يصدر مثل هذه الفتاوي لتوظيفها في أهداف سياسية وتحقيق مصالح الجماعة حتى إن كان إزهاق الأرواح هو الثمن.

تخاريف شيخوخة

وصفت أمنه نصير، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، الفتوى التي أصدرها يوسف القرضاوي بإباحة تفجير الانتحاري نفسه بناء على طلب الجماعة بـ"تخاريف الشيخوخة"، موضحة أنها تدل على مدى كرهه وانعدام انتمائه لمصر، مبينة أن عمالة وخيانة الوطن وصلت عنده إلى أعلى المراحل.

ولفتت نصير، في تصريح لـ"بوابة الوفد"، إلى أن الله حرَّم قتل النفس وذكر ذلك كثيراً في العديد من الآيات القرآنية، مبينة أن التحريض على قتل الغير عقوبته كبيرة في الإسلام، ولن يفلح من يفعل ذلك في الدنيا والآخرة.

وأشارت نصير إلى أن إباحة العمليات الانتحارية من شأنها أن تؤثر على بعض النفوس الضعيفة خاصة الشباب الطائش من عناصر الجماعة، مؤكدا أن حدوث ذلك سيعد كارثة.

وأفادت "أستاذ العقيدة " أن القرضاوي تحول من عالم جاد يسلك طريق البحث العلمي إلى داعية محرض على الفتنة والقتل، مؤكدةً أنها بئس الخاتمة بالنسبة له.

كارثة

ومن جهته، أعلن حامد أبو طالب، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر ، أن الفتوى التي أصدرها يوسف القرضاوي بمثابة كارثة، متعجبا من صدورها من عالم حافظ لكتاب الله ومدرك لتعاليم الإسلام وسننه وقيمه، لافتا أن الانتحار حرمه الإسلام شرعا بكل الطرق.

وأفاد أبو طالب، في تصريح ل"بوابة الوفد"، أن مثل هذه الفتاوي بمثابة توظيف الدين لاستخدامه لأغراض دنيوية دنيئة، وسيزيد من يصدرها خزي وعار، مؤكدا أنه لا يجب إطلاق اسم فتوى على مثل هذا الهراء لأن الفتوى الشرعية عبارة عن أخبار عن حكم الشارع في واقعة من الوقائع والنبي محمد لم يأمر بإتلاف النفس الأدمية وإنهاء الحياة مهما كانت الأسباب.

ولفت أبو طالب، أن القرضاوي في نهاية حياته انتهج نهج سيد قطب الذي أفتى فتاوي شاذة تحرض على القتل وسفك الدماء، مؤكدا أنه يرغب في إحياء نهج الاغتيالات التي كانت تنهجه الجماعة سابقا.

وأشار "عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر "، أن هذه الفتاوي تتفق مع فكر تنظيم داعش والسلفية الجهادية، موجها رسالة إلى المسلمين بعدم سماع هذه الفتاوي الشاذة والانصراف عنها.

خراب أمة

قال أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن، إن فتوى القرضاوي تؤدي إلى خراب الأمة وتشرذمها، مضيفا أنها صدرت من رجل ليس بعاقل ويجهل كل تعاليم الدين الإسلامي الأساسية.

وأوضح كريمة، في تصريح ل"بوابة الوفد " أن القرضاوي يحاول أن يحافظ على جماعة الإخوان ويحقق أهدافها على أرض الواقع، حتى وإن كان الثمن خسارة العديد من الضحايا والأرواح لافتا أن فتواه باطلة ولن يستجيب أحد لها.

وتابع كريمة، أن المسلم منهي عن سفك دماء المسلمين ومأمور بالمحافظة على النفس موضحا أن فتوى القرضاوي محرمة وبعيدة عن الإسلام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]