أجرى طاقم من الخبراء والباحثين في مستشفى" هعيمك" بالعفولة ، بقيادة الباحث الرئيسي البروفيسور نائل بشارات – بحثًا أظهر أن اليهود عمومًا ، واليهود من أصول اوروبية غربية ( الاشكناز) بشكل خاص ، هم اكثر عرضة من غيرهم من بني البشر لمخاطر مضاعفات الاصابة بالمرض الجرثومي المسمى " حمى النيل الغربي".

وعن هذا البحث ونتائجه ، قال البروفيسور بشارات ، وهو مدير أحد أقسام الأمراض الباطنية في مستشفى العفولة ، وخبير في الأمراض الجرثومية والتلوثية ، ان حمى النيل الغربي تتسبب من لسعات البعوض الحامل للجرثومة ، وفي غالبية الحالات ، لا تتسبب العدوى في ظهور أية أعراض ، وتزول آثار اللسعة دون أضرار.

وأضاف : في 20% من الحالات تظهر لدى المصاب أعراض مرضية طفيفة تتمثل في ارتفاع حرارة الجسم ووجع الرأس وأوجاع بالمفاصل والعضلات والتهاب في الغشاء المخاطي الجفن (بالعين) ، والطفح الجلدي –وأحيانا الغثيان والإسهال .

وفي حالات نادرة (1% من الحالات) يكون تأثير الاصابة بالمرض حادًا وخطيرًا ، وخاصة بالنسبة للجهاز العصبي المركزي ، وتكون أعراضها على شكل التهاب في نسيج وغشاء المخ.

مرج ابن عامر

ويضيف البروفيسور بشارات انه منذ سنوات بدأت تظهر لديه اسئلة وشبهات حول العلاقة بين مستوى هذا المرض (حمى النيل الغربي) وأصل المريض وانتمائه العرقي ، حيث لاحظ ان معظم المرضى المتعالجين في القسم الذي يديره هم من اليهود ، فقرر اجراء بحث على هذه الظاهرة وشملت المرحلة الأولى من البحث دراسة معدلات الاصابة والعدوى بالمرض في منطقة مرج ابن عامر فتبين ان 94% من المرضى ذوي الحالات الصعبة كانوا من اليهود ، بل ان غالبية هؤلاء (اكثر من90% ) هم من أصول اوروبية غربية (اشكناز).

وفي وقت لاحق استعان البروفيسور بشارات بمعطيات وزارة الصحة ، وقام بتحليل المعطيات الخاصة بألف ومئتي مريض بحمى النيل الغربي ممن تعالجوا في مختلف المستشفيات الاسرائيلية ، فتبين ان 93% منهم يهود.

ثم انتقل الباحث الى مرحلة تحديد وتشخيص تطورات المرض وتحولاته التي تجعل اليهود الاشكناز اكثر عرضة من غيرهم لمخاطر المرض ومضاعفاته ، فأجرى بحثًا على اربعين مريضًا من الاشكناز الذين اصيبوا بأعراض خطيرة للحمى ثم تماثلوا الى الشفاء – وبالمقابل أجرى بحثًا على مجموعة مكونة من ستين يهوديًا من الاشكناز ، هم معافون أصحاء ولم يسبق لهم ان اصيبوا بمرض حمى النيل الغربي.

تجمعات المياه الراكدة

وأظهرت الفحوصات الوراثية( الجينية) وجود عامليّ تحول (" موتاتسيا") لافي الجينات الخاصة بأولئك الذين اصيبوا بالحمى الشديدة، مع وجود اشارات وأدلة وراثية.

ويسنتج البروفيسور نائل بشارات ،أن هذه النتائج تدل على وجود سبب وراثي يؤكد ان اليهود الاشكناز معرضون اكثر من غيرهم للجرثومة ، مع الاشارة الى اهمية استمرار البحث لاستيضاح المزيد من الأدلة والحقائق.

ويشار الى أن التعليمات الخاصة بتلافي وتجنّب لسعات البعوض في موسم الصيف تشمل نصائح بمسح الجسم بالدهون والمراهم والمستحضرات المقاومة للبعوض ، وردم أو تجفيف تجمعات المياه الراكدة ، وتركيب شباك واقية على النوافذ والأبواب ، لمنع دخول البعوض الى المنازل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]