بعد ان تعرضت لخطر الموت قررت ان تضع حدًا لخطر يهدد حياتها وحياة كثيرين غيرها، هي الطالبة الجامعية فدوى دغش من قرية دير حنا، التي تسافر بشكل شبه يومي من والى كلية نتانيا مكان تعلمها، حيث انها تسافر بواسطة خط النقل العالم لشركة "ايجد" باص رقم 845 من مفرق عيلبون شارع رقم 65 حتى مفرق نتانيا وهو الخط المركزي الذي يوصل بين كريات شمونة الى مركز نتانيا، الامر الذي يدفع بطلاب منطقة البطوف لاستخدام هذا الخط لأنه الوحيد ولا بديل .

الطالبة فدوى دغش تشرح مدى خطورة الطريق قائلة : الطالب القادم من منطقة المغار والبطوف الذي لا يملك بديلا اخر للوصول الى نتانيا، يضع حياته رهينة لخطر الموت او الاصابة نتيجة خطورة الموقف الراهن هناك، حيث ان على من يستخدم هذا الخط يحب عليه ان يعبر شارع بلا ممر للمشاة ولا اشارات تحذير او شيء يضمن سلامة العابرين، بالتالي تقع سلامة وامان المار عليه، علما ان الشارع لا ينقطع من السيارات المسرعة فحركة السيرة متواصلة باستمرار.

خطر كبير

وقالت دغش : انا شخصيا تعرضت لموقف كاد يكلفني حياتي ثمن عبوري الشارع للوصول الى الطرف الاخر للطريق، حيث وصلت منتصف الطريق ذات الخط الابيض المتواصل، تفاجأت بكم هائل من السيارات المسرعة اعاقت تقدمي وكادت تدهسني لولا لطف من الله لكانت النتيجة سيئة جدا .

واضافت دغش : منذ تلك اللحظة والتي كانت قبل حوالي شهر ونصف، قررت انه من الواجب ان افعل شيء او اتقدم بشكوى للجهات المسؤولة لدى وزارة المواصلات، وعلى الفور قمت بأرسال رسالة عبر البريد الالكتروني الظاهر على الموقع الرسمي لوزارة المواصلات والتي تنص على مدى خطورة الوضع الراهن في ذلك المكان وكان نص الرسالة كالتالي : مرحبا، إسمي فدوى دغش من سكان قرية دير حنا في الجليل الأسفل. أنا مسافرة دائمة في باص إيجد رقم 845 من مفرق عيلبون حتى مفترق نتانيا ، هذا الخط يعتبر خطا مركزيا فهو يربط بين الشمال والمركز. سفري بهذا الباص هو ذهابا وإيابا بحيث أنني أنزل في محطة الباص بمفرق عيلبون باتجاه الشمال ومن هناك أسافر بباص إضافي للوصول إلى قريتي ديرحنا . إن الانتقال من المحطة الخارجية في مفترق عيلبون حتى المحطة الداخلية في عيلبون يحتم علي عبور الشارع الرئيسي ، وفي الشارع لا يوجد ممر مشاة مما يعني أنني أضطر لعبور الشارع بسرعة فائقة مع تعرض حياتي للخطر نظرا لحركة السير الكثيفة. قبل أيام منصرمة أردت عبور الشارع كالمعتاد وكنت على وشك الدهس على يد مركبة مسرعة! لذلك أطلب منكم أن تهتموا بتنظيم حركة السير بحيث يستطيع المسافرين في المواصلات العامة عبور الشارع بدون الخوف على حياتهم .لذلك أطلب بالتحدث مع المسؤولين المعنيين بأمور البنى التحتية والشوارع لإيجاد حل ملموس وعملي لهذه المشكلة.

استهتار

وتابعت دعش قائلة : تلقيت الرد على رسالتي بعد شهر ونصف من الحادثة، أي قبل يومين، وقد فاجأني الرد الذي رأيت فيه نوعا من الاستهتار والاستخفاف بحياة المواطن، وهنا اعني المواطن العربي، لان من يجب عليه عبور الشارع والوصول الى تلك المحطة هو حتما من قرى البطوف او عيلبون والمغار، وعليه لا يعيرون أية اهمية لخطورة الوضع . 

وقالت : الامر الاصعب من ذلك هو الرد والاجابة التي ردت بها "عدي بلوم" مديرة قسم التخطيط والبنى التحتية في وزارة المواصلات، وكان الرد كتالي : " تخطيط لون ممر المشاة لا يعطي أي حماية ، علاوة على ذلك إنه يعطي وهم باﻷمان!

"في الشوارع بين المدن، التعليمات تقتضي بتخطيط خط مشاة فقط في مفارق ذات إشارات مرورية أما في باقي الأماكن على المشاة قطع الشارع بحذر بعد التأكد بأنه لا توجد هنالك مركبات. اضافة أنه لا توجد إمكانيات مادية للدولة بوضع إشارات مرورية بكل مفرق" .

رد سخيف

وقالت دغش : ما رأيكم بهذا الرد السخيف؟!. انتظرت بالسيدة بلوم كي تقول لي أنه علي واجب الانتباه بقطع الشارع بدلا من الاهتمام بحل مشكلة جذرية والتي هي تهم جمهور كامل وليست مشكلة شخصية ؟.ولكن بدا واضح جدا من توجه المديرة بلوم يوجد استهتار واستخفاف بعقول جمهور المسافرين العرب وعدم الاكتراث لتوجهاتهم التي تعني لصالحهم ، وذلك كون ممر المشاة المقترح يخص البلدات والقرى العربية وهذه المحطة تعتبر محطة مركزية بالنسبة للمسافرين من وإلى مدن ومناطق المركز. فحياة العربي ليست بمهمة للسلطات الاسرائيلية ولا ترتقي إلى الاهتمام بوضع أبسط وسائل اﻷمان على الطرق وهو ممر مشاة بل يجب علينا التأكد جيدا من عدم وجود مركبات ونعبر بسرعة فائقة كالغزلان مع حقائب السفر المثقلة .!

وزارة المواصلات:سنفحص ونعقب

اما الناطق الرسمي بلسان وزارة المواصلات "افنير عوبادياه " وبعد محاولة مراسلنا اخذ تعقيبه على القضية اجاب : انا لا استطيع الاجابة عن شيء ليست لدي معلومات كافية عنه، وعليه اطلب منكم ارسال الموضوع كاملا برسالة عبر البريد الالكتروني،  وسأرد على ذلك بعد اسبوعين اذا امكن ذلك!.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]