اختارت اللجنة الأوليمبية الدولية اليوم تلافي المخاطر المالية وقررت إسناد شرف تنظيم أوليمبياد الشتاء عام 2,022 إلى بكين, عاصمة ثاني أكبر اقتصاد في العالم, في مواجهة منافسة هي مدينة ألماتي الكازاخية التي كانت تلعب بورقة أوليمبياد شتوي أصلي على أرضها المنتشرة فيها الثلوج بشكل طبيعي.
وفي قرار يتوقع أن يثير الجدل لفترة كبيرة, مثلما حدث بعد أن قررت اللجنة أيضا تنظيم بكين 2,008 الصيفي, فضلت اللجنة الأولمبية اختيار العاصمة الصينية بسبب حجمها العملاق والبنية التحتية التي تتمتع بها, لكنها ستكون بحاجة في المقابل للجليد الاصطناعي بدلا من المناظر الطبيعية الجبلية لألماتي لأولمبياد .

وتعد بكين إحدى أكثر مدن العالم تلوثا وهي عاصمة ذات تاريخ طويل في معاداة حقوق الإنسان, ما سيجلب على اللجنة والمنظمين الصينيين انتقادات لأعوام طويلة من قبل المدافعين عن الحريات الأساسية والنشطاء البيئيين, وهو الأمر الذي حدث خلال الفترة بين 2,001 و 2008.

ورغم ذلك, فرغم وعود اللجنة الأوليمبية الدولية بتنظيم ألعاب أوليمبية أكثر بساطة ضمن تعهداتها في "أجندة 2020", إلا أن وفرة الأموال ساهمت في فوز بكين بتنظيم الأوليمبياد, وهو نفس الشيء الذي حدث بالنسبة لأولمبياد 2,020 والذي فازت به العاصمة اليابانية طوكيو نظرا لأنها تحظى بقدرات اقتصادية أكبر من نظيرتيها الإسبانية مدريد والتركية اسطنبول.

وتصدى الملف الصيني للشكوك التي تحوم حوله بتعهده بتحقيق انجازات أخرى, منها مكاسب بالنسبة لصناعة رياضات الشتاء تصل إلى 800 مليون دولار, واستثمارات ب160 مليار دولار لتقليص تلوث الهواء بالعاصمة بكين, وجلب الرياضات الشتوية أمام 300 مليون صيني.

وذكرت مصادر من ملف بكين "سيكون حدثا يتم تذكره للأبد, بجوار سور الصين العظيم, بالنسبة لكل الأسرة الأوليمبية. سيؤكد الأبطال والمشجعين المكانة التي تحظى بها الرياضات الشتوية في بلادنا وفي آسيا وفي جميع أنحاء العالم ", وذلك بعد إعلان فوزها.

ويعتقد أن اللجنة الأوليمبية الدولية, المعروفة بميولها المحافظة, شعرت بالقلق تجاه النمو الاقتصادي لكازاخستان, وهي دولة تعد خططا طموحة للتنمية بحلول 2,050 ومنها ما يتم تمويله من جانب حليفتها الصين لكن بقدر أكبر من الاعتماد على عائدات البترول.

وربما يكون تراجع أسعار البترول في الاسواق العالمية منذ العام الماضي, قد سبب مشكلات في التمويل بالنسبة لمدينة مثل ألماتي التي مع عدم وقوعها في دائرة مناطق الجذب السياحي الأقوى على مستوى العالم, فإنها لم توفر العدد الكافي من الوحدات الفندقية, فضلا عن ضعف البنية التحتية في مجال النقل.

بالمثل, كانت هناك نقطة قوة أخرى في صالح ملف بكين 2,022 ألا وهي وجود قطار فائق السرعة بحلول ذلك العام يربط بين العاصمة بكين ومدينة زهانجياكو التي ستستضيف منافسات التزلج على الجليد والواقعة على بعد 250 كلم من بكين.

ويحتاج مزاولو رياضة التزلج على الجليد الصينيين لقطع مسافة بالسيارة تستغرق بين ثلاث إلى أربع ساعات, تزيد في حال وجود زحام مروري, لكن مع قطار الطلقة الجديد الذي سيربط بين المدينتين يمكن الوصول في غضون نصف ساعة.

وأكد عمدة بكين وانج أنشون اليوم خلال تقديم ملف الترشيح "بواسطة البنية التحتية وخبرتنا, نضمن أفضل ألعاب أوليمبية ممكنة".

أما ألماتي, فقد حققت مفاجأة من نوع آخر حيث خسرت بفارق أربعة أصوات فحسب خلال عملية الاختيار اليوم وفازت فيها بكين ب44 صوتا وألماتي ب40 صوتا.

وقال وزير الخارجية الكازاخي إرلان إدريسوف فور معرفته بالنتيجة "وصلنا إلى النهاية, قمنا بعمل جيد وخسرنا بفارق ضئيل للغاية", مهنئا العاصمة الصينية على استضافة الأوليمبياد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]