في اعقاب مصادقة الكنيست الاسرائيلية على قانون جديد، ضمن سلسلة القوانين العنصرية، وهو قانون الإطعام القسري للأسرى المضربين عن الطعام، في محاولة منها لكسر ارادتهم، اعلنت منظمة الطب العالمية وهيئة الطب الاسرائيلية استيائها من هذا القانون التعسفي في اشارة منها الى انه انتهاك مباشر لحقوق الانسان، كما رفض عدد من الاطباء العرب واليهود بشكل علني الانضمام الى تنفيذ مشروع القانون بسبب اخطاره الجسدية والنفسية على المضرب عن الطعام، مشيرين الى ان تنفيذ هذا القانون يعتبر انتهاكًا ومسًا بقسم "سقراط" الطبي الذي اقسم عليه الاطباء، وانتهاك اخلاقي وخاص للانسان.

الاطعام القسري عمل عنيف ويعتبر نوع من انواع التعذيب..ويخالف قسم "سقراط"

الطبيبة مثال نصار- طبيبة امراض باطنية وقلب عقبت في هذا السياق لـ"بكرا" قائلة: الإطعام القسري له ابعاده النفسية والجسدية قريبة وبعيدة الامد وهو تعدي على حرية الجسد-الحرية الاخيرة المتبقيه للمعتقل والمعتقل الاداري على وجه الخصوص المضرب عن الطعام بعد ان جُرّد من حريات أساسيه كثيرة. وهو تعدي على "الاتونوميا" الذاتية.

وتابعت نصار لـ"بكرا": هو عمل عنيف ويعتبر كنوع من انواع التعذيب لذا فهو مرفوض من قبل منظمه الطب العالمية وهيئه الطب الاسرائيلية، الهستدروت.
 
وعن خطورته وتأثيراته الجسدية قالت معقبة ومفسرة: هذا العمل غير انساني وهو قاب قوسين او أدنى من الاغتصاب، فعند الحديث عن الإطعام القسري ممكن ان نقرن صور لتفطيم الأوز حتى تصبح سمينة.

وأكملت موضحة: لو تجردنا من الأحاسيس وعدنا الى المراجع الطبية بخصوص مضاره واخطاره الجسدية لتبيّن لنا ما يلي، اولا ادخال أنبوب للمريء بالقوه ،لان المضرب عن الطعام يرفض ذلك ومن الطبيعي ان يقاوم وبالتالي الامر قد يؤدي الى إبرام الانبوب في المكان غير المناسب-الرئتين مثلا وبالنتيجة الى التهاب رئه كيميائي وفوري ان صح التعبير

وتابعت: بطبيعة الحال كل إبرام لأنبوب الى المريء حتى لو كان بموافقه المريض يؤدي الى التهاب رئوي وذلك بسبب التلامس بينه وبين الجرس في حلق الفم مما يؤدي الى الشعور بالغثيان وتقيؤ اللعاب الذي قد يدخل الى الرئتين، علما ان التهاب الرئة في حال اصاب شخص مضرب عن الطعام فانه يشكل خطرا على حياته وذلك لان جهاز المناعة ضعيف امام مقاومه الالتهاب بسبب عدم وجود غذاء في الجسم. ويكون من الصعب اكتشافه في المراحل الاولى لان اعراضه، وهي ارتفاع درجه الحرارة وارتفاع نسبه كريات الدم البيضاء، اعراض قد يفتقد اليها المضرب عن الطعام بسبب ضعف جهاز المناعة لديه، وبالتالي فان اكتشاف التهاب الرئه بمراحل متأخرة قد تكون عواقبه وخيمة تؤدي الى الموت احيانا.

وادرفت موضحة ومفصلة: هنالك طرق اخرى الإطعام القسري مثل ادخال أنبوب عن طريق البطن عبر الجلد للمعدة حيث من الممكن ان تسبب هذه العملية نزيف دموي نتيجة لإلحاق الضرر بأعضاء مجاورة مثل الكبد البانكرياس مما قد يحتاج الى عملية جراحية مستعجلة لوقف النزيف قد تتطلب فتح البطن، اضافة الى انه من الممكن ادراج الانبوب في جوف البطن مما قد يؤدي الى ثقب الامعاء وبالتالي الحاجة الى عملية جراحية مستعجله لفتح البطن ومعالجة المضرب. طبعا في هذه الحاله ايضا قد يكون التشخيص متأخرا بسبب حاله المريض كما ذكرت أعلاه وضعف جهاز المناعة وعدم ظهور العوارض الكلاسيكية للمرض وبالنتيجة فان تشخيص متأخر معناه ان تكون حياة المضرب عن الطعام مهدده بالموت.
 
كما اشارت نصار لـ"بكرا" الى ان الإطعام القسري حسب تصريح منظمه الطب العالمية في مؤتمرها بمالطا يعتبر عمل غير مقبول اخلاقيا أبداً وحسب منظمه الطب الاسرائيلية جريمة طبية اضافة الى انها جريمه بإسم القانون بناء على التطورات الاخيره، وان الخطوات الفعليه التي يجب القيام بها هي متابعه اعلان الرفض لهذا القانون التعسفي غير الانساني وغير اخلاقي عبر الصحف، البرامج التلفزيونية، مواقع التواصل الاجتماعي على أنواعها الى جانب اشراك المحاكم الدولية والتوجه للمحكمة العليا.

واختتمت قائلة لـ"بكرا": أضعف الإيمان هو الوقوف على الارجل الخلفية كأطباء ورفض المشاركة بشكل قطعي بتنفيذ هذا القانون لانه كما قد تبين للجميع فان القانون ينفذ فقط عن طريق الأطباء وتنفيذ هكذا قانون من قبل الطبيب نفسه يعني الكفر بقسم سقراط الطبي الذي نستشف من احدى معانيه معالجة المريض بانسانية وخصوصية.

اسرائيل تقوم بتنفيذ النظريات العلمية والفاشية التي كانت في الحرب العالمية الثانية

الطبيبة لينا قاسم حسان قالت لـ"بكرا" في هذا السياق: من الناحية طبية فانه من المعروف ان بعد الاضراب عن الطعام يجب اعادة الشخص تدريجيا للطعام بسبب تغييرات بجهازه الهضمي والمعدة، لان اطعامه غصبا او مرة واحدة ممكن ان يسبب ضرر ونزيف للامعاء بمرافقة طبية وفحوصات دم.

وتابعت: الاطعام القسري هو امر مضر الى جانب الاضرار النفسية، ويعتبرعملية اغتصاب ، حيث ان هناك اسير قد مر بهذه التجربة اكد انها عملية اغتصاب، لانهم يسلبون من المضرب سلطته على جسده.

واضافت قائلة: انا ارفض هذا القانون وهو موقف رسمي لكل منظمات الصحة العالمية، وكل اخلاقيات المهنة ترفض معالجة المريض بالقوة فكم بالحري موضوع مشابه وحساس، نحن كاطباء نحترم ارادة الانسان وكرامته وسيطرته على جسمه من الدرجه الاولى .

واوضحت: جمعية اطباء من اجل حقوق الانسان تعمل حاليا على حملة اظهار ان هناك اطباء موقفهم ضد القرار من الشعبين العربي واليهودي، وعن التعقيبات والتصريحات الهجومية التي تعرضت لها قالت لـ"بكرا": مررنا بردود فعل مشابهة والتعليقات غير مفاجئة. كل الوقت نتعرض للهجوم بسبب مواقف سياسية، من الواضح أن هناك موجه من العنصرية والتطرف خاصة وان المؤسسة الإسرائيلية تشرعن الهجوم. 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]