تخطط إيران لزيادة إنتاجها من النفط الخام مقدار 500 ألف برميل يوميا فور رفع العقوبات وبواقع مليون برميل في غضون شهور، بالرغم من تراجع أسعار الخام في الأسواق العالمية.

وقال وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه في تصريحات أذيعت يوم الأحد 2 أغسطس/اَب: "بدأنا التسويق بالفعل وفي غضون يوم من رفع العقوبات سنرفع الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا"، ونقل التلفزيون عنه قوله إن إنتاج الخام الإيراني هبط نحو مليون برميل يوميا من حوالي 4 ملايين برميل بسبب العقوبات.

وأضاف زنغنه: "سنعود إلى مستوى 3.8 و3.9 مليون برميل في غضون الأشهر القليلة المقبلة"، وتابع قائلا: "بعثت رسالة إلى أوبك بأن العقوبات سترفع وسنعود إلى مستويات الإنتاج السابقة"، مضيفا: "لن نطلب إذنا من أحد لاستعادة حقوقنا".

الاتفاق النووي

ووقعت إيران والقوى العالمية الست اتفاقا نوويا بتاريخ 14 يوليو/تموز، ومن المفترض أن ترفع العقوبات عن طهران هذا العام في حال أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة التزام إيران بشروط الاتفاق للحد من أنشطتها النووية.

كما أشار محللون في وقت سابق إلى احتمال قيام إيران بزيادة إنتاجها بواقع مليون برميل يوميا في غضون 12 شهرا من رفع العقوبات إذا توفر مشترون للخام.

بينما يتساءل كثيرون عن قدرة إيران على إعادة إحياء قطاعها النفطي بسرعة كبيرة باقتصاد منهك من العقوبات الغربية، حيث قال وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني محمد رضا نعمت زاده في وقت سابق إن إيران تحتاج ما يقارب 100 مليار دولار لإعادة صناعتها النفطية إلى المستويات التي كانت عليها قبل 5 سنوات.

هذا وبلغ إنتاج إيران من الخام في يوليو/تموز الماضي 2.85 مليون برميل يوميا، وفقا لنتائج مسح لإنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".



وتأتي تصريحات زنغنه في وقت تعاني فيه أسواق الطاقة العالمية من زيادة معروض النفط على طلب الخام، وأظهر مسح نشرت نتائجه هذا الأسبوع أن الدول الأعضاء في "أوبك" أنتجت نحو 31.25 مليون برميل يوميا في الربع الثاني بما يزيد نحو 3 ملايين برميل عن حجم الطلب اليومي، مما أدى إلى تراجع أسعار الخام إلى مستويات منخفضة.

هبوط اسعار النفط

وهبطت أسعار الخام يوم الجمعة الماضي للأسبوع الخامس على التوالي، وانخفض مزيج "برنت" 1.10 دولار ما نسبته 2% عند التسوية ليصل إلى 52.21 دولار للبرميل، حيث خسر 5% خلال الأسبوع و18% خلال يوليو/تموز بأكمله.

وتراجع النفط الأمريكي 1.40 دولار عند التسوية ليصل إلى 47.32 دولار للبرميل، وانخفض أكثر من 2% خلال الأسبوع، و21% في يوليو/تموز وهي أكبر خسائر شهرية له منذ أكتوبر/تشرين الأول 2008.

ومن جهته، يرى الأمين العام لمنظمة "أوبك" عبد الله سالم البدري أن السوق ستكون قادرة على استيعاب إمدادات النفط الإيراني إلى الأسواق بعد رفع العقوبات عنها، واصفا اتفاق طهران مع القوى الست بالإنجاز التاريخي.

لكنه أضاف أن الدول الأعضاء في المنظمة لن تخفض إنتاج النفط لدعم الأسعار، قائلا إن ارتفاع الطلب سيحول دون مزيد من الانخفاض لأسعار النفط.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]