محمود الخواجا - يبلغ عدد المستوطنات المقامة على أراضي محافظة نابلس، 12 مستوطنة، ذلك بالإضافة إلى 37 بؤرة استيطانية، وأكثر من 10 معسكرات تابعة لجيش الاحتلال تحتل 3000 دونماً، كما تحتل هذه المستوطنات المقامة على مناطق استراتيجية من أراضي الفلسطينيين، 10 آلاف دونم، إذا ما استثنينا مناطق النفوذ الأمني المحيطة بالمستوطنات، والتي تساوي مساحتها بحساب مسطحات البناء إلى 23 ألف دونم، ويعرّفها مركز المعلومات الفلسطيني بأنها: التي يصعب على أصحابها الفلسطينيين الوصول إليها إلا بتنسيق ومعاناة شديدة خصوصاً في موسم الزيتون، إضافة إلى العسكرية المغلقة التي تحتل 51 ألف دونم، لأغراض عسكرية تخصّ جيش الاحتلال، والتوسّعات المستقبلية التي تُقدّر مجتمعةً بعشرات الآلاف من الدونمات، في المحافظة التي تبلغ مساحتها أصلاً 605 كم مربع.

وتحاصر هذه التجمّعات البلدات والقرى في محافطة نابلس، فمجموعة منها تحيط بمدينة نابلس على شكل دائري يزيد نصف قطره عن 15 كم، وتتنوع بأصنافها فمنها السكني والصناعة والزراعي والعسكري، فيما يلاحظ أن معظمها ذات الطابع السكني، وحسب جهاز الإحصاء المركزي فإن 15000 مستوطناً تقريباً، يقيمون على أراضي محافظة نابلس، ويواصلون اعتداءاتهم على الفلسطينيين بحرق المساجد والقتل وإشعال النيران بالأراضي الزراعية وأشجار الزيتون، فيما يقول مسؤول ملف مواجهة الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس إن الغرامة التي تُفرض على المستوطن عندما يحرق مسجداً تصل أحياناً إلى "شيقل ونصف" فقط، وفي حالة أخرى رُحّل المعتدي إلى الداخل المحتل، ما يدل على عدم اكتراث حكومة الاحتلال بهذه الاعتداءات.

ويضيف دغلس أن "التطرف سيد الموقف" بالنسبة لمستوطني محافظة نابلس، مع الإشارة إلى أن كلّ أنواع المستوطنين يشكّلون خطراً، ولكن غالبية القتلة و"المافيات" من المستوطنين يتجمّعون في تلك المنطقة، حيثُ توجد قيادتهم، خصوصاً في مستوطنة "يتسهار" القابعة بين بلدتي حوارة وبورين جنوب نابلس، ويشكّل اليهود المتدينون النسبة الأكبر منهم، والذين يشكّلون بدورهم عاملاً هاماً في ارتفاع عدد المستوطنين هناك وفي الضفة إجمالاً، نظراً إلى أنه يمكن للمرأة منهم إنجاب 7.5 طفل بحسب الإحصائيات.

ويعود تاريخ نهب الأراضي وإنشاء معظم المستوطنات عليها في محافظة نابلس إلى حركة "غوش أمونيم" الاستيطانية العنصرية التي ظهرت عام 1974، ودعت إلى الاستيطان على أراضي الضفة باعتبارها أرضاً محررة، تحت ذرائع دينية توراتية، لتتفق أفكارها مع حزب الليكود الذي كان يحكم في تلك الفترة. بعد تأسيس مستوطنتين في محافظة نابلس ضمن سياسة تعتمد على الكيف لا الكمّ، بين عامي 1967-76، بلغ التوسع الاستيطاني ذروته بين 1977 و1984، فأقيمت 10 مستوطنات من أصل 13 موجودات حالياً، فيما شهدت فترة التسعينيات انخفاضاً في تأسيس المستوطنات بسبب مسيرة السلام والضغوط على الاحتلال لتجميد الاستيطان، ولم يُنشأ حينها إلا مستوطنة واحدة وهي "شفوت راحيل" وعوضاً عن ذلك لجأ الاحتلال إلى توسيع المستوطنات القائمة أصلاً سُكاناً ومساحةً، وكانت إحدى الزيادات الكبيرة في المساحات المُحتلة بين عامي 2000-2007 وبلغت حينها 103% تقريباً.
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]