أثارت اعتداءات المستوطنين التي وقعت مؤخرا على أبناء شعبنا في مختلف أرجاء الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، والتي كان آخرها إحراق عائلة دوابشة في دوما، واستشهاد الرضيع علي دوابشة في مهده وإصابة عائلته بجروح وصفت بالحرجة، دعوات إلى تشكيل لجان حراسة على مدار الساعة في مختلف القرى والبلدات المهددة من قبل المستوطنين لتجنب وقوع محرقة جديدة بحق المدنيين الآمنين.

وأصدر محافظ بيت لحم اللواء جبريل البكري تعميما اداريا علي المجالس البلدية والقروية في محافظة بيت لحم بالعمل علي تشكيل لجان حراسة شعبية في كافة مناطق المحافظة للتصدي لأي محاولة من المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم.

كما تضمن التعميم قرارا لأئمة المساجد لإتاحة استخدام سماعات المساجد والاذان الموحد للتنبيه علي المواطنين وضرورة اخذ الحيطة والحذر في حال حصول اي اعتدا من قبل المستوطنين المتطرفين الارهابيين في اي منطقة.

كما اهاب المحافظ البكري بجميع مكونات المجتمع الفلسطيني للوقوف عند مسوولياتهم في حماية ابنا شعبنا وخاصة في المناطق المستهدفة من قطعان المستوطنين.

لجان حماية شعبية

وفي هذا السياق، أكد نصر دوابشة عم الشهيد الرضيع علي دوابشة، إن القرى والبلدات المهددة من قبل المستوطنين مثل قرية دوما وقرية قصرة المجاورة وغيرها من القرى والبلدات المحاطة بالمستوطنات بحاجة للجان حماية شعبية للتصدي لأية محاولة من قبل المستوطنين لاقتحام هذه القرى، ولحماية أهلنا من الفاجعة التي أصابتنا نتيجة حرق عائلة أخي وهم أحياء والتي نتج عنها استشهاد أبنه الرضيع وإصابته بحروق وصفت بالبالغة تهدد حياته وحياة زوجته وطفله أحمد.

يوسف دوابشة

يوسف دوابشة أحد أقارب الشهيد الرضيع علي دوابشة، أشار إلى وجود تجربة سابقة في القرية بتشكيل لجان للحراسة الشعبية الليلية للتصدي لاعتداءات المستوطنين قبل أعوام، وبين أن التجربة كانت ناجحة ونجحت في صد محاولات عديدة للمستوطنين لاقتحام القرية والاعتداء على ساكنيها، مطالبا بإعادة تفعيل تلك اللجان عبر توفير الدعم المادي والمعنوي وتدريبها على كيفية التصدي للمستوطنين المعتدين.

وشدد على أن الفلسطينيين شعب أعزل بحاجة لحماية دولية ولا يكفي الاعتماد على النفس من أجل وضع حد لمستوطنين يقتحمون القرى ملثمين ومسلحين يستهدفون الأطفال والرضع النائمين في المنازل، رغم أن سكان القرى سيبذلون كل ما بوسعهم من أجل حماية قراهم.

وليد عساف

من جانبه، قال وزير الدولة للتصدي للجدار والاستيطان وليد عساف، على هامش قيامه بأداء واجب العزاء في بلدة دوما جنوب نابلس، إن الشعب الفلسطيني بأكمله والعالم فجعوا بحرق الطفل الرضيع علي دوابشة حيا، وأن شعبنا سيواصل التماسك والتصدي لتلك الجرائم لوضع حد لها.

وشدد عساف على أن الحكومة تقف إلى جانب أبناء شعبها وانه شخصيا يتابع ما يتعرض له أبناء شعبنا من اعتداءات للمستوطنين ويعمل من أجل التصدي ووضع حد لها، وإن التحريض المتواصل ضد شعبنا وقيادته من قبل قادة المستوطنين، وهم ذاتهم أقطاب في حكومة نتنياهو، أدى إلى هذه النتيجة الكارثية ضد عائلة دوابشة.

ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية للقيام بواجبها تجاه حماية شعبنا، فإما الانحياز للحق والعدل واتخاذ خطوات عملية لمحاسبة المجرمين والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإما الانحياز 'للإرهاب والصمت على هذه الجرائم أو الاكتفاء بالإدانات اللفظية.

عدنان سمارة

من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز عدنان سمارة، الذي زار دوما لتقديم واجب العزاء، إنه يجب الاستفادة من تجربة ما حصل مع عائلة دوابشة واتخاذ إجراءات ترمي لوضع حد لاعتداءات المستوطنين المتطرفين الذين تشابه أعمالهم ما تقوم به عصابات داعش الإجرامية في سوريا والعراق.

وشدد سمارة على أن هذه الجرائم لن تدفع شعبنا للرحيل، بل سيبقى صامدا على أرضه وسيتخذ كل الخطوات التي من شأنها أن تسهم في تعزيز صموده على أرضه، وأن القيادة الفلسطينية ستقف إلى جانب شعبها من أجل وضع حد لجرائم المستوطنين التي ترتقي إلى الجرائم التي ارتكبتها النازية إبان الحرب العالمية الثانية.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]