أبدى فنانون فلسطينيون من قطاع غزة استنكارهم لجريمة حرق مستوطنين إسرائيليين طفلًا فلسطينيًا رضيعًا في قرية دوما قضاء نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة من خلال أعمال فنية.

وعبّرت الأعمال الفنية عن حالة التضامن الفلسطيني مع عائلة الطفل الشهيد علي دوابشة، والتي تعرض منزلها للحرق، وترقد في وضع صحي صعب بعد فقدان طفلها.

وأطلق الفنان نادر حمودة كليبًا من كلمات الشاعر جمال الدريملي باسم "حرقوا الرضيع"، وهو اسم لوسم أطلقه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي استنكارًا للجريمة.

وجاء في كلمات الكليب: "احكي وقول يا زمان عن فعلة الشيطان، حرق الرضيع يا عين محتل مالو أمان، رضع حليب أمه دمها جرى بدمه، بصدرها تضمه بكل شوق وحنان، يا مين يخبرها، رضعاته آخرها، حرقوا يمرمرها، تتجرع الأحزان".

وفي إكمال للرسالة الإنسانية، وجه الفنان مؤمن شويخ كلمات "من القلب إلى القلب" للشعب الفلسطيني، داعيًا للثأر لمقتل الرضيع، ورص الصفوف.

وقال شويخ: "قديش قاسي موت علي محروق، هو مكانش أول طفل يهز قلوبنا، قلوبنا مليانة وجع (..)"لوقتيش حيضلوا صغار فلسطين يتركونا وآخر صورهم دم ودموع وأحلام ما بتكتمل".

وأضاف حاثًا على الوحدة الوطنية "ليش ما نلم الصف ونوقف نزيفنا الداخلي، ونآمن بأنه الوحدة بتداوينا، وإنها حل شافي لقلوبنا ومجرب".

وفي نفس السياق، كانت قصيدة رثاء أهداها الشاب الفلسطيني حازم عبد الهادي بصوته قال فيها: "حال البلد تعبان ينزف ألم وجراح، أطفال بتنحرق، وأحلام بتنسرق، والنار حرقت علي، يا وليدي حرقتي يسمعها كل العالم واسمك بقى سواح".

وأضاف "لكن أسف وأسف، العرب انشغلوا بالمناسف، العرب اتفقوا على النسيان".

واستدرك "لكن دمك قذائف في وجه كل خوان، يا علي يا إنسان، علي درابشة يا غالي دمك والله ما هان في نفوس الصامدين إنت شرارة غضب والشعب اللي انت نبضه حرقة بقلبه ولهب، رح ينتفض يتفجر منا قصاص وأكثر والمستوطن اللي استعمر يا ويله هالجبان".

وكان للشبان محمد أبو حمام وفضل الحمامي وبلال أبو مطر، رؤية أخرى، إذا حثوا "أهل القدس" على الانتفاضة ضد الكيان الإسرائيلي.

وصور الشبان فيديو كليب لأنشودة "ابن القدس الأبية" التي أنشدتها فرقة غرباء للفن الإسلامي. وأظهرت المشاهد مقاومون فلسطينيون يهاجمون جنود اسرائيليين بالسكاكين والكلاشنكوف والمسدس.

الفن مقاومة

من جانبه، يرى رئيس منتدى الفن الفلسطيني سعد كريم أن الفن قوة ناعمة ومؤثرة ووسيلة من وسائل المقاومة.

ويقول كريم لوكالة "صفا": "إن هذه الأعمال الفنية حملت العناوين الرئيسة للأحداث المتسارعة تفاعلاً مع هذه الجريمة النكراء، وكانت الكلمات تلامس الوجع فتناقلتها الألحان واستقرت في الأسماع".

ويشير إلى أن كلمات الأعمال الفنية تحرك المشاعر الإنسانية ولاسيما في ظل تصويرها فيديو كليب، لما للصورة من أثر كبير على النفوس.

ويلفت إلى أن هذه الأعمال تؤكد أن الكل في ثغر يجب أن يحميه جيدًا، "فالفنان مقاتل في ثغره كالذي يحمل السلاح، ولا عذر له إن تقاعس عن حمل أمانة رسالته، ويجب أن يعيد النظر في حساباته".

ويضيف "فالمعركة مع العدو لم تنتهِ بعد، والإعداد مطلوب على كافة الصعُد، والفن جزء من هذا الإعداد، ويجب أن تكون البيئة الفنية خصبة وعامرة تعمل تحت الضغط والرخاء، تنتج فتبدع وتدافع عن الحق والهوية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]