قال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة، إن عشر سنوات مرّت على مجزرة شفاعمرو الارهابية، وشيئا ما لم يتغير، سوى أن الارهاب الاحتلالي يستفحل، وكان آخره في قرية دوما المحتلة، بحرق بيت عائلة دوابشة ومقتل رضيعها علي. فما يربط دوما بشفاعمرو أيضا، هو أن الارهابي الذي نفذ المجزرة قبل عشر سنوات، انطلق من مستوطنة "يتسهار" القريبة من دوما. ولكن الارهابيين الجناة تتبدل أسماؤهم ومواقعهم، بينما الارهاب الاساس هو واحد، وله اسم واحد: الاحتلال الإسرائيلي والعقلية الصهيونية العنصرية.

وتابع بركة قائلا، في ذلك اليوم، وبعد وقت قصير جدا من وقوع المجزرة كنت في الحافلة، لأشاهد بأم عيني تلك المشاهد المفزعة والدماء المتناثرة في كل مكان. يومها سقط على مذبح الارهاب الاحتلالي أبناء المدينة، الشقيقتان هزار ودينا تركي، وميشيل بحوث ونادر حايك، اضافة الى عدد من الجرحى والمصابين، فكان المصاب جلل يصعب تصوره، ولكن الجرح كان عاما لكل المدينة وشعبنا كله.

إن إسرائيل الرسمية يومها ورغم بياناتها، لم تستنفر لوضع اليد على من أرسل ذلك الارهابي لينفذ جريمته، بل لاحقت أبناء المدينة الذين منعوا جريمة أكبر، بتصفية ذلك الارهابي، وانتقمت للجزار بفرض أحكام السجن الجائرة على ابناء المدينة، ولكنها أحكام ستبقى وسام شرف لكل واحد منهم.

بين شفاعمرو ودوما

وقال بركة، إن الارهاب لم يبدأ بمجزرة شفاعمرو، بل سبقه بعقود، ولن تكون آخرته الجريمة الارهابية في قرية دوما. وأذكر يومها أن صراخ كبار ساسة إسرائيل بدءا من رئيس الحكومة أريئيل شارون، مشابه الى درجة التطابق لما سمعناه في الايام الأخيرة في أعقاب جريمة دوما، من بنيامين نتنياهو وغيره: استنكروا وأعلنوا اجراءات ضد الارهابيين.

وتابع بركة قائلا، في مساء يوم المجزرة تلقيت اتصالات من أريئيل شارون، ليعلن استنكاره للمجزرة، وطلب نقل تعازيه للعائلات الثكلى والمنكوبة، يومها قلت له، إن مهمة رئيس الحكومة لا أن يستنكر بل أن يتخذ اجراءات ويتبع سياسات من شأنها أن توقف هذا الارهاب. وأقول هذا اليوم، لأنه يسري ايضا على نتنياهو وحكومته، بعد استعراضات الاستنكار التي قدموها في الأيام الأخيرة.

إلا أن ما كان بعد مجزرة شفاعمرو من تصعيد للارهاب وغض طرف عن جرائم الارهابيين، هو ما سيكون بعد جريمة دوما، لأن الارهاب الأساس، كما أكدنا دائما، هو الاحتلال الإسرائيلي، وهو العقلية العنصرية الصهيونية، التي زرعت تلك الافكار وغذتها وشكلت لها الدفيئة والحاضنة، وحتى الدعم المالي لكل تلك المعاهد والأوكار التي تنشر الفكر الارهابي، وهذا ما تؤكد حتى تقارير حقوقية ومنها ما هو صادر عن مؤسسات رسمية.

وكما قلنا في دوما قبل أيام، نؤكد مجددا، أن اجتثاث الارهاب يتطلب اجتثاث الاحتلال وكل ما نتج عنه، واجتثاث العقلية العنصرية الاقصائية الارهابية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]