لم يحلم الفنان الفلسطيني محمد شريف ان يعود الى حيفا مسقط رأس أمه ليقيم معرضه الأول هناك، فمنذ صغره وهذا الحلم يدغدغ مخيلته حتى تحقق أخيرا، فإبن جنين سعيد، كما حدّث موقع "بكرا"، بالذهاب إلى حيفا ليعرض إبداعاته هناك.

عودة إلى مسقط الرأس...

الفنان التشكيلي محمد شريف من مواليد بلدة عرابة بجنين، ابن شريف وفاطمة يعاقبة، من سكان جبل الحليصة، التي هجرت في سنة النكبة، منذ ان كان عمرها 10 سنوات، واليوم تعود الى مرتع طفولتها لتستعيد ذكرياتها وجزءً من طفولة سلبت منها في أحياء حيفا القديمة.

تعود أم محمد ولترافق ابنها الفنان في معرضه الجديد "حكايا الروح" الذي سيقام اليوم الخميس 6\8\2015 في مركز التوجيه الدراسي للطلبه العرب.

محمد شريف فنان تشكيلي شامل، حامل قضيته الفلسطينية والعربية عبر لوحاته ورسوماته، استطاع من خلال إبداعه الفطري وحسه المرهف أن ينقل الواقع بصوره نقية صافية.

يتميز برسم طبيعة فلسطين بجبالها وهضابها وبحرها ويقدّم لنا فن من نوع آخر، ففي لوحاته ينقل لنا حالة وجدانية يعيشها بعمق فتتغلغل لوحاته في قلوبنا بدون استئذان.

شارك الفنان شريف في العديد من المعارض المحلية والعالمية أهمها تمثيل فلسطين في الصين مع عدة رسامين عرب وأجانب.

أقام العديد من المعارض الفرديه أهمها: معرض حروفيات للشاعر محمود درويش، ومعرض "خارج النص، ينطق الحجر"، حيث قام بالرسم على الصخر ونقشه بأشعار لعديد من الشعراء الفلسطينيين في الداخل، ومن أشهر أعماله إقامة نصب تذكاري بمناسبة إعلان القدس عاصمه للثقافه العربية.

في حيفا، حكايا الروح

وفي حديثٍ خاص إلى موقع "بكرا" عن معرضه الحيفاويّ المكان، قال الفنان شريف إن معرضه الجديد سيفتتح اليوم الخميس الساعة 7 مساءً، في حيفا وسيبقى مفتوحا حتى العاشر من الشهر الجاري في مؤسسة التوجيه الدراسي، شارع سانت لوكس 5.

وأضاف شريف لـ"بكرا" إن معرضه الحالي في حيفا يجسد حكايات الروح وهو معرض شامل يجسد المرأة والرجل الفلسطيني ورجال الدين باستخدام الفن التجريدي والانطباعي والواقعي، وهو يحاكي قضايا تجول في روحه.

محفزات محمد شريف للرسم

أما ما يحفز الشريف للرسم، فيقول لـ "بكرا": أنا أرسم بشكل عام، ولكن حبي لتراث بلادي، هو المحفز الأول لي. فكلما شعرت بحب بلدي، بحثت في التراث، فوجدت فيه نفسي، ووجدت فرصة للإبداع والتميز.

ويضيف محمد شريف: هذا التاريخ الزاخر بالفن، والإبداع، وهذا التاريخ المليء بالمعاناة، والنضال والكفاح، كلها عوامل تدفعني للإبداع، فأجد شيئاً بداخلي يقول لي ارسم يا محمد، وعندما أبدأ بالرسم أنسى نفسي ساعات.

أما ما يؤرقه، ويجعله أحياناً يخجل من نفسه، ويشعره بعجزه عن مواصلة رسالته، فهو الظروف الحياتية القاسية. فيقول محمد: الحياة ليست سهلة، وكل شيء في حياتنا صار يحتاج مبالغ مالية كبيرة، عليه، أضطر للعمل في مهنة التخطيط التي صرت أعشقها، ولكنني أحياناً أحقد عليها، فهي التي تبعدني عن عالمي الخاص، رغم أن البعض يعتقد أنني أعيش في الوسط، فالعمل في مهنة الخط، والرسم، يختلف عن التعايش مع الفن والخط الفني. اليوم صار كل شيء تجاريا.

وعند سؤاله عن التقدم العلمي، واستغناء مهنة الخط والرسم عن العنصر البشري، حيث ان هناك برامج خط، وبرامج رسم جاهزة، ولم تعد صنعة الخط بذلك الأمر الصعب، قال محمد: لا هذا أمر مضحك، اليوم وبعد أن تطور العلم، وبعد ان وجدت العديد من التقنيات التي يعتقد البعض أنها تغني عن العنصر البشري، أرى أنا عكس ذلك، الآلة التي تتحدث عنها مجرد آلة، الإنسان هو الذي يتذوق الإنتاج، فأنا أجد متعة خاصة في التعامل مع هذه التقنيات، وكثيرا ما يستغرب البعض الأسلوب الذي أعمل به، لأنني أنا الذي أحرك الآلة، ولا أترك الآلة تفرض علي ما لديها.

طموحات محمد شريف

عن طموحاته يقول الشريف: طموحي بسيط جداً، ولا يتعدى كونه طموح أي مخلوق، أحب أن أعيش بهدوء، وأن أرسم بسلام بعيداً عن الشعور بالخوف والقهر، أطمح أن أجد فرصة للاستمتاع بإنسانيتي وأخرج من المعاناة التي أعيش.

أما عن مثله في الرسم والخط، فقال: أخذت من المبدع محمد هاشم البغدادي الكثير من فنون الخط، وأحياناً كثيرة أجد نفسي مضطراً لمعايشة ما كتب، وما رسم من لوحات بخطوط إبداعية، فتجدني أقلب الصفحات، وأحمل أقلامي مقلداً خطوط البغدادي، وأجد نفسي أقلد حركات يده كما لو أنه أمامي. كما أعتز بالفنان الفلسطيني إسماعيل شموط.

وعن أكثر لوحة يعتز بها، قال: أنا أحب عملي، ولكني أميل لأول لوحة رسمتها، وهي لوحة بيتنا، تلك اللوحة الحاضرة معي في كل حياتي، فهي تجسيد لحياة البيت الفلسطيني، أثاثه وناسه، وتفاصيل أخرى تعكس الواقع الفلسطيني الذي أحب.

كما يشير محمد شريف للوحة المعجزات، حيث يقول: هذه اللوحة مزيج من الرسم والخط، وتضمن آية كريمة من القرآن. ولهذه اللوحة معان كثيرة، وبها تفاصيل تجعلني اعتبرها أجمل ما رسمت حتى الآن إلى جانب اللوحة الأولى التي اشرت إليها، والتي تعتبر أول لوحة رسمتها.

وفي الختام، دعا الفنان الشريف فلسطيني الـ 48 التمتع بمعرضه حيث قال: أدعو الجماهير العربية في حيفا ومختلف المدن في لداخل للحضور لرؤية معرضي والتمتع بالصور الموجودة فيه، وأرجو ان تنال إعجابهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]