أُجري مؤخرا بحثا يتضح من نتائجه ان الفتيان من 12 سنة الى 15 سنة يبحثون عن حلول لمشاكلهم النفسية والاجتماعية، عبر الشبكة العنكبوتية، وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يدور الحديث عن فتيان في ضائقة، عن هذا الموضوع ومواضيع اجتماعية اخرى تحدث مراسل موقع "بكرا" مع فتحي ابو يونس مدير قسم الشؤون الاجتماعية في بلدية سخنين، الذي اسهب بحديثه عن الضائقة التي يعاني منها المجتمع العربي وخاصة طبقة الشبيبة، وتطرق للفجوة العميقة الموجودة في مجتمعنا بين الاهالي والشبيبة، والتي تؤدي الى مشاكل اجتماعية ونفسية لدى الفتيان.

هروب الفتيان الى الانترنت هو فشلنا وليس فشلهم

"يدور الحديث هنا عن شريحة خاصة، وهي طبقة الشبيبة، والتي لا تشتكي من وضعها، وخصوصا الموجودة في ضائقة، هي تعايش اوضاعها الصعبة"، هذا ما صرح به الاستاذ فتحي ابو يونس لموقع بكرا والذي اضاف: لم نسمع عن اي مظاهرة في العالم من شريحة الشبيبة التي تحتج على اوضاعها وتشرح ضائقتها للمجتمع، واقعهم يحتم عليهم ان يعيشوا في ضائقة التي تتحول الى ازمة، توجهم الى الانترنت هو يعني هروبهم من واقعهم، هروبهم ليس فشلهم ، انما فشلنا وفشل المجتمع، وذلك بسبب بعد الشبيبة عن الاطر، وفشل الابوين، وهذا يعني الى تجسيد الفوارق الفكرية بين الاهل وبين الشبيبة، وتجسيد للفوارق في العمر بين الشبيبة وقيادة المجتمع، حيث لم يتم دمج هذه الشريحة في قيادة المجتمع العربي حيث لو تم دمج عدد اكبر من الشبيبة في قيادة المجتمع، لاعطى المجتمع حلولا لهذه المشكلة.

يجب اعادة النظر

واضاف ابو يونس: يتوجب علينا ان نعيد النظر نحن كمؤسسات التي تعطي خدمات توجيه وعلاج للشبيبة في عملنا، ويتوجب على الاهالي ايضا ان يعيدوا النظر في تصرفهم مع الشبيبة لكي لا نترك لديهم فراغ .

"المتوجهون الى اي مؤسسة علاجية، هو الانسان الذي ضعف ، والانسان الذي يضعف صعب ان يعترف بضعفه، لذلك يتوجهون الى الطريق الاسهل من اجل الهرب، في الوقت الذي يتوجب عليهم التوجه الى مؤسسات علاجية ، التي يمكن ان تعطي نتائج علاجية افضل بكثير من توجههم الى شبكات التواصل الاجتماعي".

"لذلك بودي ان انوه واؤكد التوجه للشبكات الاجتماعية، لا يعطي الى حلول، انما يؤدي الى تفاقم المشكلة، وقد يوصل الشبيبة، وخاصة الشابات الى اوضاع بان يستغلوا من قبل معتدين، اذ هناك عدة اولاد وفتيات يتعرضون لاعتداءات نفسية وجنسية"- أسهب ابو يونس.

وحدة الشرطة التي تعالج هذا الموضوع هي قلة قليلة ويستثنى من خلالها المجتمع العربي

واردف ابو يونس: هذا الموضع كشفنا عنه حديثا، في دولة اسرائيل لا يوجد كمية من الشرطة تعالج هذه الظاهرة ، مع انه يوجد وحدة في الشرطة تلاحق هؤلاء المعتدين، ولكن عدد افراد الشرطة هم قلة، اضف لذلك بان مجتعنا العربي ليس موجود في سلم الاوليات وانما يتم معالجة مشاكل المجتمع اليهودي اولا ويستثنى منها شبيبة المجتمع العربي، حيث لاحظنا عدة حالات في مجتمعنا العربي تعرضت من خلالها فتيات الى اعتداءات، من خلال تصويرها ونشر صورهن عبر شبكات التواصل الاجتماعي الامر الذي قد يؤدي الى تحطيم هذه العائلات.

3800 بيت من اصل 5500 يعتاشون على مخصصات التأمين الوطني

وقال ابو يونس: يوجد في سخنين 5500 بيت من بينهما 3800 بيت يعيشون على مخصصات التأمين الوطني، يعني الحديث يدور على نسبة 70% من العائلات تعاني من مشاكل اقتصادية، وبدون ادنى شك هذا يؤدي الى مشاكل اجتماعية ونفسية لدى العائلات وعلى وجه الخصوص شريحة الشبيبة.

منتدى لمدراء اقسام الخدمات الاجتماعية

وتابع ابو يونس: نحن كمدراء اقسام خدمات اجتماعية منظمون، هنالك منتدى لمدراء اقسام الخدمات الاجتماعية في السلطات المحلية، اجتماعاتنا دورية في كل شهر، نتداول قضايا تخص مجتمعنا العربي، لدينا دور في بناء خطط عمل عامة، وايضا التواصل بين وزارة الرفاه الاجتماعي والسلطات المحلية في تطوير الخدمات الاجتماعية وبناء مشاريع تخدم مجتمعنا العربي، بالذات عندما يتم الحديث على الفئة الاكثر مستضعفة في الدولة وهي فئة المجتمع العربي.

يتم التنازل عن الميزانية لعدم توفر الـ 25% وهي حصة السلطة المحلية العربية

وقال: لا يوجد ميزانية خاصة للسلطات المحلية العربية، باعتقادي ميزانية الرفاه غير كافية، من المفروض ان تكون هنالك خطط مدروسة للمجتمع العربي، وعن طريقها يمكن ان نمنع المجتمع العربي ان يصل الى علاج، الميزانيات تأتي من اجل العلاج للفئة التي استضعفت، اليوم كل سلطة محلية عربية حتى تصرف اي ميزانية بحاجة الى ميزانية بقدر 25%، وما يحدث بان السلطات المحلية تتنازل عن 75% من الميزانية لانها لا تستطيع تدبير مبلغ الـ 25% ، لان سلطاتنا المحلية لا يوجد لديها موارد، لا يوجد لدينا موانئ كالتي في اشدود وحيفا، ولا مطارات كالتي في تل ابيب ولا مناطق صناعية كالموجودة في مسجاف، ضريبة الارنونا التي تعتمد عليها سلطاتنا المحلية غير كافية من اجل الاعتماد عليها.

"لذلك يتوجب توزيع ميزانيات الخدمات الاجتماعية حسب وضع السلطة المحلية الاقتصادي، لا يعقل بان مدينة "سفيون تشترك في نسبة الـ 25% بميزانية الرفاه الاجتماعي بشكل مماثل لمدينة سخنين".

الاستغناء عن مخصصات التأمين الوطني والبحث عن عمل

واختتم ابو يونس حديثه بتوجهه للمجتمع العربي عبر مستويين، اولا على مستوى الفرد، لا مستحيل تحت الشمس، يجب على الانسان ان يكافح، لا يوجد هنالك شخص خُلق مستضعف، يتوجب على الفرد هو وعائلته ان يقفوا ويتخذوا قرار بان يتم الاستغناء عن مخصصات التأمين الوطني والبحث عن عمل، رغم الصعوبة بذلك، ولكن التجربة تثبت بان كل عائلة كان لديها الارادة على ذلك نجحت ووجدت عملا وتخلصت من البطالة".

"على مستوى الجمهور، نحن كفئات مستضعفة يتوجب علينا التحرك كجماهير، لا يعقل بان نبقى نعيش تحت خط الفقر ونفضل صامتون، نحن نرى كل فئة في الدولة وخاصة في المجتمع اليهودي تشعر بانها مستضعفة في اي مجال كان، نرى بانها تعلن عن احتجاجها، ان كان عن طريق مظاهرات او في اي اسلوب اخر، من المفروض ان يكون المجتمع العربي ايضا في صلب هذا الموضوع،لا يمكن ان نفضل محايدين ، لانه بالنهاية نحن الفئة التي تضرب من الضربات الاقتصادية في البلاد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]