في ظل العولمة وسرعة التطور التكنولوجي ضاعت بين طيات الأيام كنوز عظيمة تحويها الكتب، فقد طغت وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت على العالم حيث تصدرت سلم اهتمام الناس حتى بات الكتاب وما يحويه شبه مهجور.

في هذا السياق تحدث مراسلنا الى الكاتب والشاعر والإعلامي محمد بكرية من قرية عرابة ليصف لنا حال الكتاب في ظل العولمة والهيمنة التكنولوجية في عصر السرعة فقال : نحن في زمن طغت فيه التكنولوجيا على النصوص الورقية المكتوبة ، بمعنى ان توجه الانسان اصبح يمضي باتجاه التكنولوجيا المتطورة اكثر من توجهه لقراءة كتاب ، حيث يضع جل اهتمامه في الإبحار داخل الشبكات العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك ومواقع الانترنت المختلفة ليرى ويقرأ خبرا عابرا ويخرج ، ولكن القراءة الفكرية العميقة ذات الابعاد الثقافية الذاتية والاجتماعية أصبحت ضعيفة جدا مما شكّل ازمة ثقافية في مجتمعنا .

وأضاف بكرية قائلا : بالنسبة لي كتابة الشعر ليس من اجل تسويق نفسي، اكتب الشعر لأن بداخلي شاعرا وأملك ذلك الإحساس ، لذلك هدفي ليس ماديا او ملموسًا، وانما هو هدف روحاني انساني واجتماعي من خلاله استطيع نقل رسالتي الاجتماعية والقضايا الإنسانية الحياتية والسياسية التي يعيشها كل انسان في مجتمعنا اكتبها في مقطوعة شعرية .

التكنولوجيا سيطرت على عقل الانسان وطغت على الكتاب

وتابع بكرية قوله: للأسف بسبب عصر السرعة وهيمنة التكنولوجيا على الكتاب ترى ان عددا ضئيلا من يتابع كتابات الشعر والكتاب. لذلك تجد من يتابعك الأشخاص الذين هم من حولك على الغالب.

وقال بكرية: رغم ذلك، هناك حركات تدعو للرجوع الى البساطة والى حياة الكتاب وقراءة النصوص المكتوبة الاصلية التي تحوي على الفكر الثقافي والفكر الإنساني الراقي فعلا، وبرأيي المتواضع من المهم المساهمة والدفع نحو إحقاق ذلك. 

وأختتم: اليوم طبيعة التطور التكنولوجي والعولمة المتقدمة قد طغت وهيمنت حتى على وسائل الاعلام ، فقد اصبح الاقبال على محطات التلفاز والاذاعات ضئيل جدًا، لان ما قد تبحث عنة في وسائل الاعلام وتنتظره ساعات قد تجده في شبكات الانترنت في لحظات، مما يؤكد أكثر على مدى تجاهل الكتاب الذي يطلب منك مجهودًا بعكس وسائل الإعلام التي يقل المجهود فيها. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]