محمد بسام الأطرش ضحية أخرى تضاف إلى سجل طويل من الفلسطينيين الذين قتلوا بدم بارد وأعدموا مع سبق الإصرار، ليضاف إلى 5 من زملائه استشهدوا خلال الشهر الجاري، لا يمكن لعاقل أن يشك للحظة وفق معطيات وظروف استشهاد الأطرش بأنه كان ينوي طعن جندي إسرائيلي، فالشهيد سقط بعد تلقيه نحو خمس رصاصات متتالية في أنحاء مختلفة من جسمه غيبته عن الحياة ووضعت حدا لحياته البسيطة، سقط في سبيل لقمة العيش، لم يكن يحمل سكينا أو أية أداة حادة كما ادعى الاحتلال، لكنه كان يحمل إرادة للحياة وقنينة ماء بارد كان ابتاعها من رام الله قبل أن تسقط من يده ملطخة كما جسده بالدماء.

والد الشهيد: إبني قتل بدم بارد

بسام الأطرش والد الشهيد قال إن ولده البكر كان عائدا من عمله في رام الله، إنه يعمل في مجال الدهان وطلاء المنازل يساعدنا في تحمل أعباء الحياة القاسية، قتل بدم بارد وبعدة رصاصات عن قرب وبشكل متعمد، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل ووضع حد لهذه الجرائم التي ترتكب يوميا، وتتزايد دون اكتراث للإنسان وحقه في الحياة والحركة والتنقل.

وقال إن الرواية الإسرائيلية كاذبة وهي محض افتراء هدفها صرف الأنظار عن الحقيقة وترويج إشاعات وأكاذيب لتبرير الجريمة كما تروج يوميا عندما يسقط الشهداء بدم بارد، مشيرا إلى أن الشهيد كان يستقل سيارة أجرة عائدا من عمله برام الله، فأوقف الجنود السيارة وطلبوا بطاقات ركابها وأنزلوا الشباب.

وأضاف نقلا عن شهود عيان تواجدوا في المكان، أن جنود الاحتلال بدأوا باستفزازه وركله بالأيدي والأرجل بطريقة مهينة ومذلة، كان يحمل بيده قنينة ماء ليشرب في ظل ارتفاع الحرارة وقت الظهيرة، فحاول الدفاع عن نفسه بصد لكمة من أحد الجنود، فقام جندي آخر بإطلاق رصاصتين على قدميه، ليكمل جندي آخر على برج عسكري قريب إطلاق الرصاص بقصد القتل فسقط شهيدا بدم بارد.

وشدد على أن الشهيد لم يكن يحمل أية أداة حادة ولم يحاول الاقتراب من الجنود كما أشيع، ولم يعلن الاحتلال عن إصابة أي من جنوده في المكان، ما يؤكد على كذب رواية الاحتلال بمحاولة الطعن والتي أصبحت كالشماعة التي يبرر الاحتلال من خلالها جرائم القتل.
وبين أن جنود الاحتلال نفذوا عملية إعدام واضحة المعالم، وأنه بإمكان أية لجنة تحقيق من خلال الكاميرات المنتشرة في المكان كشف كذب الاحتلال وإظهار الحقيقة، الشهيد كان عائدا من عمله والجنود هم الذين نفذوا الجريمة.

أقارب الشهيد: الجيش لم ينشر أية صور لأدوات حادة استخدمت في الاعتداء على جنوده

وذكر عدد من أقارب الشهيد، أنه جرت العادة عندما يعلن الاحتلال عن حدث ما أو عملية ما أن يغلق الطريق لعدة ساعات، وهذا لم يحدث، كما لم ينشر جيش الاحتلال أية صور لأية أداة حادة، أو أي جندي مصاب، ما يضع علامات استفهام حول ظروف الجريمة.

وتابعوا أنها ليست المرة الأولى التي يمر بها الشهيد من المكان، فهو بحكم عمله برام الله يمر عن الحاجز بشكل شبه يومي، بحثا عن لقمة العيش، خاصة بعد أن مرض والده وأجريت له عملية جراحية في القلب، ولم يعد قادرا على العمل، ما اضطره للانخراط في العمل بشكل مبكر ليساعد في إعالة أسرته وتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة.

وتسود بلدة كفر راعي مسقط رأس الشهيد حالة من السخط والغضب وانطلقت مسيرة ليلية حاشدة منددة بجرائم الاحتلال وعمليات التصفية الميدانية، مطالبة بتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للمحاكم الدولية، وضرورة العمل على توفير الحماية الدولية لشعبنا الأعزل.
يذكر أن الشهيد الأطرش (22 عاما) هو واحد من أسرة تتألف من أربع أفراد إضافة إلى الوالد والوالدة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]