أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً جديداً يسلّط الضوء على واقع اللاجئين الفلسطينيين في سورية في الفترة 15/3/2011–15/4/2015، ويفيد الكتاب بأن نحو 2,820 صحية سقطت حتى تاريخ 16-4-2015.

ويعرض الكتاب الذي يحوي 67 صفحة من القطع المتوسط، في قسمه الأول، المراحل الأولى لعملية لجوء الفلسطينيين إلى سورية، ويتحدث عن تطور أوضاعهم السكانية، حيث يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الأونروا في سورية نحو 560,000 لاجئ، وتتركز الكتلة الأكبر من اللاجئين في العاصمة دمشق وريفها (نحو 80%).

كما يعرض الكتاب سياسة الحكومات السورية المتعاقبة تجاه اللاجئين الفلسطينيين قبل الأحداث في سنة 2011.

ويشير إلى قيام الحكومة السورية بقوننة التواجد الفلسطيني منذ بداية اللجوء، بما يكفل الحقوق الأساسية لهم من حقّ العمل وحرية الإقامة والتنقل.

كما تمّ فتح مجال الاندماج في المجتمع السوري على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافي، وأصدرت السلطات السورية القرارات والمراسيم والقوانين الخاصة باللاجئين الفلسطينيين لصالح تحسين أحوالهم، ومعاملتهم معاملة السوريين مع احتفاظهم بجنسيتهم.

التنظيمات الفلسطينية

ويتحدث تقرير في الكتاب عن التنظيمات الفلسطينية التي تواجدت على الساحة السورية، حيث كان عدد القوى والفصائل الفلسطينية الموجودة في سورية 15 فصيلاً عند بداية الأزمة في آذار/ مارس 2011، مع حضور قوي لحركتي حماس وفتح، وحضور متفاوت وضعيف في بعض المناطق للفصائل الأخرى كالجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديموقراطية.

فيما تتمتع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ القيادة العامة، بعلاقة جيدة مع الحكومة السورية، ولا سيّما مع أجهزتها الأمنية، بحسب الكتاب.

ويتناول القسم الثاني من التقرير أوضاع اللاجئين بعد 15/3/2011، وما ترتب عليها من معاناة ومن قتل وتهجير، فبعد اندلاع الأحداث السورية في 15/3/2011، تعرض الفلسطينيون كغيرهم من السوريين لتأثيراتها المدمرة على نسيج مجتمعهم، وعلى مختلف أوجه حياتهم اليومية، خصوصاً في المخيمات، مما اضطرهم إما إلى النزوح داخل سورية بحثاً عن الأمان النسبي، أو إلى الهجرة خارجها بحثاً عن سقف آمن.

ومن اضطر منهم للهجرة خارج سورية تعرض لصنوف من المعاناة والتمييز في البلدان التي لجأوا إليها، كالأردن، ولبنان، وتركيا، ومصر، وليبيا، وغيرها.

ويتحدث التقرير عن مغامرة بعضهم بحياته وحياة أطفاله في قوارب الموت وعلى المعابر الدولية، بحثاً عن حياة آمنة. وسقط الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين ضحايا الصراع الدائر في سورية بين قتيل، وجريح، ومعتقل، ومهجر، واضطر معظم لاجئي مخيم اليرموك للنزوح منه، فيما عانى الباقون من حصارٍ قاسٍ، ومن مجاعة أدت إلى وفاة العشرات من اللاجئين.

وقدرت وكالة "أونروا"، في شباط/ فبراير 2015، عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا داخلياً بنحو 280,000 لاجئ.

وقد أعلنت الأونروا أن نحو 90% من اللاجئين الفلسطينيين في سورية بحاجة للمساعدة العاجلة.

كما تعرضت أغلب المخيمات الفلسطينية، خصوصاً الواقعة في المناطق التي توجد فيها معارك عسكرية، إلى عمليات تدمير كلي وجزئي؛ ما أدى إلى نزوح سكان هذه المخيمات بشكل كلي أو جزئي إلى مناطق أكثر أمناً نسبياً.

معاناة 

ويؤكد التقرير، أن من بقي في المخيمات عانى من الحصار، ونقص الخدمات، والمواد الغذائية الأساسية، ويأتي على رأس هذه المخيمات المحاصرة مخيم اليرموك الذي بلغ عدد من بقي فيه أقل من 18 ألف فلسطيني بحسب إحصاء الأونروا، والعدد مرشح، للانخفاض بسبب استمرار الحصار والمعارك العسكرية هناك.

وعند الاطلاع على أعداد الضحايا، والمعتقلين، والمفقودين، يتضح لنا ما يكابده اللاجئون الفلسطينيون في سورية من استهداف ومعاناة،

ويوثق الكتاب عدد الضحايا الفلسطينيين نتيجة للصراع القائم في سورية لغاية 16/4/2015 نحو 2,820 ضحية فلسطينية موثقة (إلى جانب عدد من غير الموثقين)، فيما بلغ عدد المفقودين 272، أما عدد المعتقلين فبلغ 831.

ثم يعرض القرير لسياسة الحكومة السورية وفصائل المعارضة السورية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، كما يتحدث التقرير عن اللاجئين الذين نزحوا إلى الدول العربية المجاورة وتركيا، وعن سياسات هذه الدول تجاههم، وعن معاناتهم وأوضاعهم فيها، معرجاً على رحلات الموت في البحر الأبيض المتوسط وهجرتهم نحو الغرب، أوروبا تحديداً.

إلى جانب ذلك، يتطرق لأداء السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير، والفصائل الفلسطينية في هذا الملف، فقد ضاعف غياب التمثيل السياسي الفلسطيني الحقيقي في سورية من حجم مأساة اللاجئين، وزاد من وتيرة استهدافهم على كافة الصعد. ولم تحظَ قضيتهم بتغطية إعلامية كافية من قبل الجهات الفلسطينية بشكل عام.

مواقف الدول العربية والأجنبية

ويسلط التقرير الضوء على مواقف الدول العربية والأجنبية من اللاجئين الفلسطينيين في سورية، كاشفاً عن اختلاف معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من ويلات الأزمة في سورية إلى الدول العربية والإسلامية من بلد لآخر.

ووفق ما ورد فيه، فقد تمحورت معاناتهم في عدة نقاط أهمها: المعاناة الاقتصادية، والوضع القانوني، والتحصيل العلمي، وتوافر الخدمات الصحية، إضافة لإمكانية وصول اللاجئين الفلسطينيين إلى تلك البلدان.

يلفت إلى منع معظم البلدان المجاورة لسورية اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية من الدخول إليها بشكل نظامي، ولم تتخذ الدول العربية والإسلامية إجراءات تسمح باستقبال اللاجئين الفلسطينيين في سورية، الفارين من ويلات الصراع، مما زاد من معاناة هؤلاء.

وذكرت "أونروا" في شباط/ فبراير 2015 أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى خارج سورية بلغ أكثر من 80 ألف لاجئ.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]