يستمر المتظاهرون في تجمع "طلعت ريحتكم" بالتظاهر في ساحة رياض الصلح في بيروت، مرددين هتافات تدعو رئيس الحكومة تمام سلام الى الرحيل واسقاط النظام.

وقد دعا المعتصمون الجميع إلى التجمع في رياض الصلح الساعة السادسة مساء.

دعت حملة "طلعت ريحتكم" في بيان لها الى محاسبة المسؤولين عن التعرض للمتظاهرين بالامس في رياض الصلح"، مطالبة رئيس الحكومة تمام سلام الى تقديم استقالته.

سلام: اذا لم تكن جلسة الخميس منتجة فلا لزوم لمجلس الوزراء بعدها

واعتبر رئيس الحكومة تمام سلام انه "لا بد في هذه اللحظات العصيبة التي يمر فيها البلد والتي يمر بها الناس ان نتداول ونتواجه بمسؤولياتنا من مواقعنا المختلفة، وإذا كان لا بد من مقاربة المسؤوليات فبداية لا بد من القول بأن ما حدث بالأمس مسؤولية كبيرة علينا جميعا ان نتحملها"، مشدداًَ على ان " التظاهر السلمي حق دستوري وعلينا ان نحميه ونواكبه وان نكون جزءا منه"، لأن المعاناة التي يعبر عنها الناس كل الناس وتتحمل، دول تتقدم وبلدنا يتراجع، مشاريع تنفذ في العالم ومشاريعنا تتوقف"، لافتاً الى ان "الألم الذي سمعناه بالأمس ليس ابن ساعته، بل تراكم لتعثر وغياب كلنا نعيشه ونتحمله"، مضيفاً: "أنا دائما أعول على أهل بلدي الذين يصرخون ويتوجعون ، وما حصل بالأمس لا يمكن ان نتهرب من تحمل مسؤولياته، قد يكون هناك من تم دسه للتصعيد والتوتير".

واذ شدد سلام في مؤتمر صحفي على ان "الحدث في رياض الصلح في الامس لن يمر من دون محاسبة والمحاسبة على كل مستوى"، موضحاًَ انه "لا يمكن السماح بأن تمر أحداث أمس دون ملاحقة ومتابعة كل"، مؤكداً ان "كل مسؤول سيحاسب وأنا من موقعي لا أغطي أحد".

واردف: "أنا مع المواطنين ومنهم، لم أسع يوم إلى المناصب، وكنت دائما حريص على تمثيل الناس، التمثيل الحقيقي والناس تعلم ما تحملناه في هذا البلد"، معتبراً ان "المواطنين يستحقون من يصبر معهم، صبر المواطنين على كل أمر من الكهرباء إلى الطريق إلى المعاملات إلى الرشاوى والفساد، نعم المواطن اللبناني صابر فهو يرى شعوب تتحضر وترتقي ونحن اللبنانيين أصبحنا في آخر العالم"، مؤكداً "أنا مع الشعب والمواطنين أصبر وأتحمل وحذرت سابقا من الابطاء والتعطيل وعدم الانتاج، وقلت انه سيوصلنا إلى الانهيار، وبدأت بالكلام الجدي ولمحت بجد إلى ان الأمر لم يعد يحتمل"، موضحاً ان "ردة الفعل من كل الناس بمطالبتي بالصبر ردعتني عن اتخاذ الموقف الذي كنت أريد اتخاذه".

وأضاف: "يجب ان تحاسبونا في غياب القوى السياسية التي لا تقوم بواجباتها في السلطة التشريعية وصولا إلى تعطيل مجلس الوزراء، نعم أنتم أيها الشعب يجب ان تحاسبونا"، مؤكداً ان "من حقكم ان ترفعوا الصوت وان تبرزوا آلامكم وجراحكم أمام الناس، حتى المحاسبة خاضعة للتجاذبات والصراعات السياسية التي تتحكم بل صغيرة وكل كبيرة، انظروا للتصاريح السياسية وللاستغلالات السياسية ورمي التهم بين فريق وآخر".

واذ اوضح انه "تيقنا مني بأن الأمور بحاجة إلى علاج جذري وسريع قررت بالأمس ان أدعو مجلس الوزراء للانعقاد الأسبوع المقبل، ضمنت الدعوة مواضيع ملحة حياتية لها علاقة بحياة الناس"، متسائلاً: "هل تعلمون اننا مقبلين على إيقاف قسم كبير من رواتب الموظفين في القطاع العام إذا استمر الوضع على حاله وإذا استمر التعطيل في مجلس الوزراء ومنعه من اتخاذ القرارارت؟".

لن اكون شريكا في الانهيار

وقال: "أنا بصراحة لن أقبل بأن أكون شريكا في هذه الانهيار وليعلم المسؤولون ان التجاذبات السياسية لن تجدي نفعا"، مؤكداً "أنا مستمر في صبري مع المواطنين لكن للصبر الحدود وصبري مرتبط بصبر المواطنين وإذا نفذ صبركم سأتخذ القرار المناسب"، مضيفاً: " أملي بأن شعبي الكبير الشعب اللبناني سيصمد ويقف كما وقف وصمد بمناسبات أخرى، لا تسمحوا لأحد بأن يضر لبنان".

واردف: "للمجتمع المدني أقول: أنا مستعد لأن أجلس معكم وأسمع مطالبكم، ليس لدي شيء أخفيه وليس لدي شيء لأحتال به على أحد فأنا وأنتم يتم الاحتيال علينا"، مشيراً الى "وجود شلل كبير قائم تتحمل مسؤوليته كل القوى السياسية دون استثناء وأنتم تعلمون من هي هذه القوى السياسية دون تسميتها".

ورأى سلام ان "ما حصل بالأمس هو تراكم"، محذراً ومنبهاً من أننا "ذاهبون إلى الانهيار إذا استمر الأمور على حالها"، معتبراً ان "القضية ليست قضية نفايات فقط بل قضية نفايات سياسية"، مشيراً الى انه "حرص وما زال يحرص على القيام بدوره"، مضيفاً: "وأنا اليوم في موقع حيادي بين كل القوى السياسية متحزب فقط لبلدي وحرصت على ان لا أساهم في الصراع السياسي وفي العجز السياسي ولا زلت على هذا الخط"، مؤكداً "يوم الخميس أمامنا جلسة منتجة وإذا لم تكن منتجة لا لزوم لمجلس الوزراء من بعدها، كلامي اليوم باتجاه كل الأفرقاء وليس فريقا معينا".

3 قتلى

وكان قد تعرض حي البعاصيري وحي النجاصة في مدينة صيدا صباح اليوم الاحد الى رصاص قنص غزير اضافة الى ساحة الشهداء، كما طاول القنص النوافذ والطرقات والابنية المقابلة للمخيم.

وعُلم انه على رغم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار والاعلان عن تهدئة، بقيت الاشتباكات متقطعة حتى ساعة متاخرة من ليل امس في مخيم عين الحلوة بين حركة فتح وجماعة ما يسمى ب "جند الشام"، تخللها اطلاق نار وقذائف صاروخية والقاء قنابل يدوية، فيما رصاص القنص ادى الى قطع معظم ارجاء طرق المخيم.

هذه الاشتباكات اسفرت عن سقوط 3 قتلى و20 جريحا وصفت اصاباتهم بالحرجة وتوزعوا على مستشفيات صيدا والمخيم، كما ادت الى اندلاع حرائق في المنازل وتضرر في الممتلكات والسيارات واجبرت العديد من الفلسطينيين الى النزوح في اتجاه مدينة صيدا، كما طاولت الاشتباكات الجيش اللبناني المتواجد عند مداخل المخيم الذي رد على مصادر النيران وعمد على تعزيز قواته واجراءاته الامنية، كما طاولت القذائف دوار الاميركان في المدينة حيث لم يبلغ عن وقوع اصابات وانفجرت احداها في ارجاء المدينة.

اضافة الى ذلك، فان رصاص القنص طاول ايضا اوتوستراد المدينة الشرقي ما دفع بالقوى الامنية اللبنانية الى اغلاقه لبعض الوقت وتحويل السير الى الطريق البحرية القديمة تجنبا للمخاطر.

اشارة الى ان الاتصالات السياسية اللبنانية الفلسطينية التي نجحت في التوصل الى وقف لاطلاق النار مساء لم تنجح في تثبيته وسحب المسلحين من الشوارع.

صور وفيديو من صفحة" طلعت ريحتكو"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]