كانت هي الصُدفة وليدة لمبادرة خيرية، أشرعت أبواب الخير بوجه أطفال أيتام همشهم أو تركهم من جاء بهم إلى الحياة، فحين رأت ليندا سعيد سليم، من عبلين، وهي مربية لغة انجليزية في مدرسة الغزالي الابتدائية في كفر مندا، صديقة لها تُشارك مجموعة الأصدقاء لديها عبر صفحتها الخاصة بالفيسبوك بمنشور "بوست" تدعو من خلاله للمساهمة في التبرع لأطفال يعيشون في ضائقة، وتحت رعاية إحدى المؤسسات القريبة من المنطقة، قامت على الفور بالتفاعل معه.

شادي وأنا... " ومش أغنية فيروز"

المنشور، دفع ليندا، إلى دعوة أصدقائها للمشاركة بالحملة، التي سرعان ما حظيت بصدى وتفاعل من قبل المقربين، وبعد تجميع التبرعات، ذهبت ليندا مع مجموعة من أصحاب الخير إلى المؤسسة القريبة وقاموا بتوزيع الهدايا عليهم.

من بين مجموعة الأطفال شُدّت أنظار ليندا إلى أصغرهم، فاحتضنته وقدمت له كيس يحتوي على سكاكر ومسليات يحبها الأطفال، كانت الغمرة والحضن الدافئ الذي بادلها الطفل ببراءة وعفوية، وبريق الفرح الذي لمع في عينيه لشكرها على هذه الهدية الطيبة، الدافع الأول لإقامة مبادرة "شادي وأنا".

"شادي"، يبلغ من العمر 4 سنوات، اضطر للعيش في المؤسسة الراعية له بسبب ظروفه العائلية هو وأخوته. اسم شادي، لم يكن اسمًا عابرًا للحملة، ففي الأيام التي تلت زيارة ليندا إلى تلك المؤسسة قررت ليندا أن تأسس جمعية والبدء في تنظيم عمل الخير والتوسع به، وجاء اختيار الاسم لأنها التقت بعدة أشخاص يحملون نفس الاسم- "شادي"، سارعوا بتقديم الدعم والمساعدة لها.

وأشارت ليندا خلال لقاء "بكرا" معها أن هذه المصادفة أشبه بالحلم، تراكم الصُدف في الالتقاء مع ( " الشوادي" - جمع شادي) الداعمين للفكرة، سواءً بتقديم المساعدة أو الاحتياج إلى مساعدة، منحني دافعًا أكبر لتسمية المبادرة بـ "شادي وأنا".

شادي هو صورة تشبه الكثير من الأطفال غيره...

وأكدت على اختيار الاسم ( شادي في البداية وليس " أنا") لأن شادي ( الطفل) وهو يمثل شريحة كبيرة من الأطفال وهو المهم وليس " أنا"- أي المجتمع.

فاسم " شادي" لاحق ليندا، حتى حين قررت أن تقدم المساعدات لدار الأيتام " كريش" المتواجدة في بيت لحم، حيث كانت الصدفة أيضًا أن أصغر طفل في المؤسسة اسمه شادي أيضًا ويبلغ من العمر بضعة شهور، تركته والدته وحيدًا على أطراف الطريق، دون الاكتراث لمعرفة مصيره، أو الخوف عليه من أن تنهشه الكلاب الضالة، ليجده عابر سبيل ويقوم بإيداعه في المؤسسة حتى يلقى الرعاية الخاصة.

شادي ابن بضعة الشهور، هو قصة واحدة من قصص كبيرة وكثيرة تشغل مؤسسة الكريش في بيت لحم، معظم الأطفال فيها أيتام يجهلون من جاء بهم إلى الحياة، وربما لا يستوعبون ماذا تعني كلمة ( بابا وماما)، ولا يشعرون بها أيضًا.

ومؤسسة كريش، حسب ما أفادت ليندا في لقائنا معها، أنها المؤسسة الوحيدة لرعاية الأطفال الأيتام والأطفال في ضائقة بمنطقة الضفة الغربية، ترعى الأطفال لفترة عمرية محددة، وتقوم بتأهيلهم لمجابهة الحياة لوحدهم، فمنهن من يحاول ومنهم من يعود إلى المؤسسة خوفًا من الخارج الذي لا يعرفون فيه أحدًا، ويجهلون التعامل في هذه البيئة الواسعة، التي تختلف عن الحاضنة أو البيئة التي نشأوا فيها.

العودة إلى المدارس وحملة انا وشادي ...

في الوقت الحالي، تقوم ليندا ومجموعة المتطوعين والمتطوعات معها، من ربات منزل وخريجات المرحلة الثانوية وطلاب جامعيين وأكاديميات، بالتحضير لزيارة أطفال المؤسسة التي يتواجد فيها شادي "الطفل الملهم لهذه لتأسيس هذه الجمعية"، المتواجدة في شماليّ البلاد، لتوزيع هدايا والقرطاسية ومستلزمات المدارس على الأطفال والأحداث، عربون محبة وصداقة من الجمعية التي هي قيد التسجيل، والعمل على أن تكون جمعية مسجلة.

كما وتعمل، إلى جانب تسجيل الجمعية بمساعدة اصدقاء، إلى تحضير مساعدات لمؤسسة "كريش" في بيت لحم بالتزامن مع حلول عيد الأضحى، عليه كل من يرغب بالتواصل مع ليندا والمساهمة في دفع المشروع إلى الأمام يمكن زيارة صفحة المشروع على الفيسبوك والتواصل معها عبرها.

زوروا صفحة شادي وأنا على الفيسبوك

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]