خصصت الإعلامية إيمان القاسم سليمان برنامج " فنجان قهوة " المذاع في صوت إسرائيل لموضوع الخدمات النفسية وذلك في أعقاب الإصلاحات في هذه الخدمات ونقل الصلاحيات إلى صناديق المرضى ، بالإضافة الى الحاجة الماسّة لأطباء العلاج النفسي والأخصائيين النفسيين العرب كون هذا العلاج تحديداً يحتاج إلى تواصل لغوي مع المُعالجين ولا سيما الأطفال.

وتم التطرق إلى ضرورة رفع الوعي للجوء للاستشارة والعلاج النفسي، وما زال هناك تردد في المجتمع العربي تجاهه، كما توجد أهمية للتشبيك في العمل ما بين الأطباء النفسيين والاخصائيين النفسيين والعاملين الاجتماعيين لإعطاء صورة شاملة وبناء برنامج علاجي.

أما بالنسبة للإصلاحات التي أدخلت إلى هذا المجال فإنها تنقل العلاج النفسي من وزارة الصحة إلى صناديق المرضى، وأوضح المشاركون في البرنامج أن لهذه الخطوة جانب إيجابي وجانب سلبي. فمن جهة واحدة يشمل ملف طبيب العائلة صورة وافية عن الوضع الصحي للمُعالج بما في ذلك نتائج الفحوصات العيادية مما يساعد الاخصائي النفسي في وضع البرنامج العلاجي ، ولكن التخوف هو أن تكون محاولات توفير في التكاليف وتغطية الإلزام المالي من قبل صناديق المرضى وبالتالي اختصار عدد الجلسات مما يضر بتحقيق النتائج الإيجابية. كما انه قد يكون إحراج لدى المُعالجين لكون هذا العلاج لا بد أن ينطوي على السرية والخصوصية بشكل كبير.

ومن بين النقاط التي ذُكرت في البرنامج وجود رابط بين الألم الجسدي، مثل التصلبات في العضلات وآلام الرقبة وغيرها مع العامل النفسي ، إلا أن الجمهور يرفض الربط بين المجالين ويتردد او حتى يرفض التوجه الى علاج نفسي.

23 طبيبا نفسيا عربيا و573 اخصائي نفسي

وتم التوجه في إطار إعداد البرنامج إلى مفوضية خدمات الدولة حول تخصيص ملاكات وفتح مناقصات عمل لدمج أطباء اخصائيين نفسيين عرب تحديداً في المستشفيات والمراكز الطبية لكون هذا العلاج بالذات يتطلب تواصلاً لغوياً وثقافياً واجتماعياً ، وتم التوضيح بوجوب المطالبة بزيادة العدد من قبل وزارة الصحة أو المسؤولين الميدانيين ومُديري المستشفيات. أما وزارة الصحة فأوضحت من طرفها أن عدد الأطباء النفسانيين العرب حتى نهاية عام 2014 هو 23 طبيباً، وعدد الأخصائيين النفسيين العرب 573 أخصائياً .

فعقب المشاركون بأن هذا العدد غير كاف للعناية بما يقارب مليوني نسمة. هذه المعطيات تشير إلى الحاجة للتوجه إلى هذا التخصص من قبل الأطباء والأكاديميين العرب في الجامعات ، والى زيادة عدد الوظائف الشاغرة لاستيعابهم .

ومن بين الأمور التي ذُكرت في البرنامج توجّه الذين يشعرون بضائقة نفسية إلى الفتاحين والمنجمين بدل التوجه الى الاخصائيين النفسيين، كما عُرضت الجوانب القانونية والحقوقية من مؤسسة التأمين الوطني لأصحاب الإعاقات الذهنية ، والاعتراف بالضرر النفسي كإصابة عمل في بعض الأحيان مع العلم بصعوبة إثبات ذلك مثل الاضطراب ما بعد الصدمة النفسية خلال ممارسة العمل .

شارك في البرنامج الدكتور عصام أكرم داود، الدكتور عماد غيث، المحامي إياد رابي، أخصائية التغذية ريم أبو عصبة محسن، السيد ميشيل معلم من التأمين الوطني، بالإضافة الى مختصين وعاملين في هذا المجال من مختلف مناطق البلاد، وزاوية " دبابيس " شوقية عروق منصور التي استعرضت من خلالها الجانب الاجتماعي والإعلامي لهذه القضية.

واختتمت القاسم قائلاً : نحن طرحنا هذا الموضوع والكرة الآن بين أيدي الهيئات الأخرى، مراكز الأبحاث سواء في الكنيست او الجمعيات والمؤسسات الخاصة لإجراء مسح شامل حول توزيع وأعداد العاملين مقابل الحاجة الميدانية، والضغط لزيادة عددهم لكي يفوا بالحاجة للعلاج والرعاية النفسية ، بموازاة تغيير نمط التفكير المجتمعي إزاء هذا الجانب الطبي العلاجي الذي لا يقل أهمية عن العلاج الجسدي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]