تستعد مدارس البلدية في القدس لافتتاح العام الدراسي الجديد يوم الثلاثاء القادم وسط جدل في تطبيق المنهاج الاسرائيلي على بعض المدارس.

ويقول الخبير في الشؤون التعليمية بمدينة القدس عبد الكريم لافي: اسرائيل حاولت فرض المنهاج الاسرائيلي منذ عام 1967 في محاولة لاحتلال الفكر و الوعي بالاضافة الى احتلال الارض في فلسطين، وبناءً على ذلك كان قد رُفِض هذا المنهاج منذ القِدم حتى هذا اليوم.

ويضيف: في المرحلة الحالية اسرائيل بدأت بتجديد هذه المحاولات منذ بداية عام 2011، حينما حرفت المنهاج الفلسطيني و حذفت منه كل ما يتعلق بالقضية و التاريخ و الدين في مدينة القدس بطريقة مباشرة.

ويقول: بناءً عليه وفي عام 2013 بدأت المحاولات الاولى لفرض المنهاج الاسرائيلي على مجموعة من الصفوف بعدد من المدارس من اجل تثبيت هذا الامر.

ويوضح لافي: تم محاربة هذا الامر، و للاسف كان هنالك جهل من قِبل الاهالي في خطورة المنهاج الاسرائيلي على الاجيال القادمة من ابناء القدس بطريقة مباشرة، و لذلك كان هنالك سحب العديد من الطلاب الذين سجلوا في المنهاج الاسرائيلي، كون هذه سياسة اسرائيلية ممنهجة ضمن دراسة سياسية محددة من اجل احتلال الفكر والوعي الفلسطيني في مدينة القدس، و من اجل سلخ المجتمع المقدسي عن الجسم الفلسطيني بشكل عام.

و يتابع لافي: بدأت إسرائيل بتنفيذ هذا الأمر بقوة في المرحلة الحالية و بنوع من التهديد لمدراء المدارس و بتهديد الأهالي ايضاً من خلال ابراز امور قانونية و امور مفروضة على الاهالي مثل الارنونا و الضرائب، فأصبح الأهالي يلجئون الى هذا الامر من اجل الهروب من المشاكل الإسرائيلية القانونية .

ويعتبر لافي هذا الامر عبارة عن قرصنة في الفكر و الوعي على ابناء القدس بطريقة مباشرة، موضحاً بذلك ان هذه الخطوة مرفوضة جملةً و تفصيلاً .

مدراء المدارس، والأهالي 

و فيما يخص قبول بعض المدارس لتدريس المنهاج الاسرائيلي في مدينة القدس استطرد لافي قائلاً: لابد من الاشارة اولاً الى ان مدير المدرسة هو موظف من قِبل البلدية او وزارة المعارف الاسرائيلية، فلا حول له ولا قوة من اجل الرفض او القبول في هذا الامر.

وعن قبول بعض الاهالي المقدسيين لهذا المنهاج الاسرائيلي يقول لافي: كون اسرائيل تعمل نوعاً من الحصار على المنهاج الفلسطيني، و على خريجي المنهاج الفلسطيني في الجامعات الفلسطينية وخاصة خريجي جامعة القدس، اصبح من السهل على اولياء الامور ارسال أبناءهم الى المنهاج الاسرائيلي من اجل تامين الحياة العملية بعد التخرج من الجامعات.

و يأمل لافي على كل من له الضمير ان يدافع عن المنهاج الفلسطيني، و مطالباً وزارة التربية و التعليم الفلسطينية بتطوير المنهاج الفلسطيني، من اجل ان يتماشى مع الوضع الحالي والتطور العلمي والاكاديمي الموجود على مستوى العالم .

ويشار الى ان ما نسبته 55 بالمئة من المدارس المقدسية تسيطر عليها بلدية القدس و45 بالمئة تتوزع بين مدارس تابعة للسلطة الوطنية والأوقاف الإسلامية ووكالة الغوث الدولية ومدارس خاصة .

تغيير مصطلحات من صميم التاريخ والعقيدة الفلسطينية

ويشير وزير شؤون القدس عدنان الحسيني الى معركة المناهج التي يخوضها الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية حيث تحاول السلطات الاسرائيلية التلاعب بالمناهج الفلسطينية وتغيير مصطلحات من صميم التاريخ والعقيدة الفلسطينية كجزء من مخطط ممنهج لطمس معالم الحضارة العربية الاسلامية والمسيحية ومسح ادمغة الأجيال الجديدة وسلخها عن ماضيها الحضاري التاريخي المتجذر في هذه الارض منذ آلاف السنين ، مستخدمة وسائل تزوير وتزييف وتضليل كادت تخدع الكثير.

ويقول المستشار الإعلامي للاتحاد العام لأولياء امور الطلاب حاتم خويص بدوره انه يتم تطبيق المنهاج الإسرائيلي على عدة مدارس منها ابن رشد وصور باهر الابتدائية وابن خلدون وشعفاط الثانوية للبنات وأبو عبيدة .وقال ان المطلوب وقفة جماهيرية جادة من اجل صد فرض المنهاج الاسرائيلي على المدارس الفلسطينية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]