حذّر الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، من مغبة تكريس الانشقاق الفلسطيني وهدم ما تبقى من مؤسسات وطنية فلسطينية وحدوية، من خلال دعوة رئيس السلطة الفلسطينية لعقد جلسة طارئة للمجلس الوطني الفلسطيني، مستعجلة، بهدف تغيير أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وسط تشكك عام بأن الهدف هو سعي رئيس السلطة التخلص من منافسين له وجعل المنظمة على مقاسه ومنسجمة مع سياساته، وليس تجديد المؤسسات وتعزيز الوحدة واعتماد إستراتيجية سياسية وكفاحية بديلة.

وقال عبد الفتاح: "أضمّ صوتي، للقوى الفلسطينية والشخصيات الوطنية والحركات الشعبية التي ندّدت بهذه الطريقة لمعالجة الحالة الفلسطينية الكارثية والتي تستثني فصائل فاعلة خارج منظمة التحرير الفلسطينية من هذه الجلسة، مما قد يعني إهالة التراب على ما تبقى من أمل لإعادة الحياة إلى الجسم الوطني الفلسطيني الموحد وفي مقدمتها المجلس الوطني ومنظمة التحرير والمتمثل بمنظمة التحرير التي شكلت لعقود طويلة بيتًا معنويًا وموحدًا لعموم شعب فلسطين"

وأضاف عبد الفتاح: "كان من المفترض أن يكون عنوان جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، مصير المشروع الوطني التحرري الذي كادت مرحلة أوسلو أن تحوله إلى ركام وتدفن الأمل أمام شعب فلسطين. كنا نتوقع أن يُشكل ما نراه من عودة الحراكات النضالية وبدايات التحرك الشعبي إلى الشارع الفلسطيني، وعودة التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية بفضل حركة المقاطعة، محفزًا لإعادة تأطير الصراع وإعادة الحياة إلى الجسم الفلسطيني، ولتشكيل قوة دفع إلى الأمام. أما أن يُختزل كل ذلك في إعادة تنصيب شخصيات، هي نفسها مسؤولة عن وصول الوضع إلى هذا المستوى، وعاجزة كل العجز عن اجتراح مخرج استراتيجي من هذا المأزق الخطير فإنه ضرب من العبث ويزيد خراب على خراب ويعرض قضيتنا الوطنية إلى مزيد من الأخطار".

أين موقع فلسطينيي الـ48

وتساءل عبد الفتاح: "كيف يمكن أن لا ترى قيادات السلطة الفلسطينية البعد الاستراتيجي للتطورات الحاصلة داخل الجماهير الفلسطينية في إسرائيل، حيث وعيها يزداد وسقف مطالبها يرتفع، وارتباطها بشعبها وبمصيره يتوثق ويفرز أنماط تفكير سياسي جديدة وخلاقة ، وما تعنيه من إضافة قوة إلى خانة النضال ضد المشروع الكولونيالي دون أن تهضم هذه المتغيرات". وأوضح قائلاً: "إن استمرار تجاهل هذا الجزء من شعبنا ودوره في المشاريع السياسية، الوطنية والمؤسساتية وعدم إشراكه في قرارات تتصل بمصيره تشارك فيه قوى وأوساط حية من كل تجمعات الشعب الفلسطيني، يعني تكريس التجزئة والعزل لهذا الجزء من شعبنا عن جسمه الفلسطيني الأوسع وتبديد طاقاته".

وختم حديثه بالقول: "لقد حان الوقت لتحرك ثالث على ساحة العمل الفلسطيني لوقف هذا النزف الخطير، ولإطلاق مبادرات من القواعد الشعبية والشبابية، لإنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني وإعادة الأمل إلى شعبنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]