دعا رئيس وزراء دولة المجر (هنغاريا) فيكتور أوربان الاتحاد الأوروبي إلى إرسال إشارة واضحة للاجئين من أجل وضع حد لتدفقهم، فيما ألغت سلطات بلاده جميع القطارات المتجهة إلى غرب أوروبا.

وقال أوربان في مقالة نشرت الخميس 3 سبتمبر/أيلول في صحيفة "فرانكفورتر زايتونغ" الألمانية" إن ما تواجهه أوروبا اليوم ليس قضية لاجئين، بل هو موجة جديدة من عصر الهجرات.

وتابع أن "القارة الأوروبية تواجه خطر موجة جديدة من عصر الهجرات، وباتت هذه الموجة في تصاعد".

وأردف: "نشاهد يوميا كيف يتوجه مئات الآلاف إلينا ويدقون بابنا. وفي المستقبل ستتوجه ملايين غيرها إلى أوروبا لاعتبارات اقتصادية".

وحمل رئيس الوزراء قيادة الاتحاد الأوروبي مسؤولية الأزمة. وشدد: "ما تعمله أوروبا هو جنون. لقد أدت سياسة الهجرة الفاشلة التي اتبعها الاتحاد الأوروبي إلى الوضع الراهن".

وأضاف: "أي مسؤول سياسي يعطي اللاجئين الأمل في حياة أفضل، يتصرف بصورة غير مسؤولة، وهو يحثهم على ترك كل شيء وراءهم والسفر إلى أوروبا وهم يخاطرون بحياتهم".

وأضاف: "أن ما يحصل أمام عيوننا اليوم يهدد بوقوع انفجار يطال أوروبا بأكلمها، وذلك بدأ يثير قلق العالم برمته".

كما أعرب رئيس الوزراء الهنغاري عن خشيته من فقدان أوروبا جذورها المسيحية بسبب تدفق اللاجئين.

150 ألف مهاجر دخلوا لهنغاريا وحدها خلال عام
وأشار إلى ازدياد عدد اللاجئين المتجهين إلى أوروبا في العام الحالي بنسبة تتجاوز 70% بالمقارنة مع النصف الأول من العام الماضي. وأكد أن قرابة 150 ألف مهاجر غير شرعي عبروا حدود بلاده منذ بداية العام.

وأضاف: "كما لا يجوز أن ننسى أن أولئك الذين يصلون أراضينا، تربوا في ديانة مختلفة ويتمثلون ثقافة أخرى. ومعظمهم مسلمون وليسوا مسيحيين".

وشدد على أن هذه المسألة مهمة جدا لأن "جذور أوروبا والهوية الأوروبية مسيحية".

تخوفات من عدم تقديم حلول فعالة لأزمة الهجرة
واعتبر أوربان أن سكان أوروبا قلقون من عجز زعمائهم عن تقديم حلول فعالة لأزمة الهجرة. وتأتي تصريحات أوربان بالتزامن مع انطلاق مناقشة خاصة في برلمان بلاده مكرسة لتشديد قوانين الهجرة في البلاد، وإنشاء "مناطق للمسافرين" على الحدود مع صربيا، مع تشديد العقوبات على أولئك الذين يعبرون الحدود بصورة غير الشرعية.

هذا وتقترب السلطات الهنغارية من استكمال بناء سياج أسلاك شائكة ارتفاعه 3.5 متر على حدود البلاد مع صربيا من أجل وضع حد لتفق اللاجئين.

وقال أوربان تعليقا على تشديد قوانين الهجرة والإجراءات الحدودية في بلاد: "إننا لن نجيب عن أسئلة حول عدد الناس الذين يمكننا استقبالهم أو بشأن الحصص، إلا بعد ضمان أمن حدودنا".

واعتبر رئيس الوزراء الهنغاري أن نظام شنغن بات مهددا بخطر واقعي، بسبب انعدام رقابة صارمة على حدود الاتحاد. وشدد على ضرورة ضمان حماية الحدود من أجل الحفاظ على حرية التنقل بداخل الاتحاد.

وحث زعماء الاتحاد الأوروبي على إرسال إشارة واضحة إلى اللاجئين مفاده "أرجوكم، لا تتوجهوا إلى أوروبا ولا تعبروا حدودهما، بل عليكم أن تبقوا في تركيا وصربيا، وهما بلدان آمنان، إذ كنتم يهربون من الحرب".

مئات اللاجئين عالقون في محطة القطارات في بودابست بعد إلغاء جميع القطارات

وتسود الفوضى محطة القطارات الرئيسية في بودابست الخميس 3 سبتمبر/أيلول، بعد أن سمحت الشرطة لمئات اللاجئين بدخولها، في الوقت الذي ألغيت فيه جميع القطارات المتجهة إلى غرب أوروبا. ويسعى اللاجئون، وأغلبيتهم من الشرق الأوسط، للوصول إلى النمسا وألمانيا ودول أخرى في أوروبا الغربية.

يذكر أن ألمانيا أعلنت في الـ21 من أغسطس/آب تعليق العمل باتفاقية "دبلن" الخاصة بتوحيد إجراءات طالبي اللجوء، وذلك فيما يخص التعامل مع اللاجئين السوريين، وتعني هذه الخطوة أنه يمكن للاجئين السوريين أن يطلبوا اللجوء في ألمانيا، حتى إذا وصلوا إلى الأراضي الألمانية عبر دول أوروبية أخرى.

وكان آلاف المهاجرين قد وصلوا إلى النمسا وألمانيا قادمين من هنغاريا، علما بأن معظمهم يدخلون أراضيها من صربيا غير العضو في الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن أوروبا تعيش أسوأ أزمة لاجئين منذ الحروب في يوغوسلافيا في تسعينيات القرن الماضي.

الهجرة إلى ألمانيا عند أعلى مستوى لها منذ عشرين سنة

أعلن مكتب الاحصاءات التابع للحكومة الألمانية أن الهجرة إلى البلاد سجلت العام الماضي أعلى مستوى لها منذ عام 1992، فيما سُجّل ارتفاع في عدد طالبي اللجوء بنسبة 61%، حسب البيانات الأخيرة، التي نشرها المكتب الخميس.

وتشير البيانات إلى أن عدد الأشخاص الذين انتقلوا إلى ألمانيا العام الماضي، يزيد على عدد أولئك الذين غادروا الأراضي الألمانية بنحو 550 ألفا. ووصل معظم القادمين من أوروبا، وبالدرجة الأولى من بولندا. هذا ويتوقع المكتب أن يزداد هذا المؤشر العام الحالي وصولا إلى 800 ألف شخص.

يذكر أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد وصفت أزمة المهاجرين بأنها أكبر تحد تواجهه أوروبا، وحذرت من تنامي النزعات المعادية للاجئين في صفوف السكان الأصليين في البلاد.

هذا وتشير نتائج استطلاع للآراء نشرت أمس الأربعاء إلى تراجع شعبية ميركل وحزبها على خلفية أزمة الهجرة.

 

المصدر: روسيا اليوم 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]