نددت شخصيات إسلامية ووطنية في القدس المحتلة الخميس بالإجراءات الاسرائيلية الهادفة للتقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدة أن المسجد حق خالص للمسلمين وليس لليهود ذرة تراب فيه ودائرة الأوقاف الإسلامية هي المسؤولة الوحيدة عن إدارة شؤونه.

وأكد رئيس الهيئة الاسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري خلال مؤتمر صحفي عقد في حي الطور في القدس المحتلة، أن المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم ولا علاقة لليهود فيه.

وقال الشيخ صبري إن " ما جرى في الأيام العشرة الأخيرة من حصار وتشديد الخناق على دخول المصلين للمسجد الأقصى هو اعتداء ومس لحرية المسجد واستفزاز لمشاعر المسلمين وتوتر بسبب الاجراءات التي تتحملها السلطات المحتلة".

وحمل الشيخ صبري سلطات الاحتلال مسؤولية جميع الاجراءات العدوانية، غير القانونية، مؤكدا أن المرابطين والمرابطات هم شرعيون لأنهم يقومون بعبادة من العبادات، أما اليهود فهم المقتحمون الذين يؤدون ويحاولون تأدية الصلوات التلمودية، كما يحاولون سحب البساط من دائرة الأوقاف الاسلامية.

وأضاف "لقد شعرنا خلال الأيام العشرة الأخيرة أن الشرطة الاحتلالية هي التي تدير المسجد الأقصى، وهذا أمر مرفوض ولن نسلّم به ولن نسمح بأي إجراء تعسفي يقوم به الاحتلال الاسرائيلي، ويحاول من خلاله فرض واقع جديد أو ما يسمى بالتقسيم الزماني".

وأكد الشيخ صبري رفضه لما قامت به شرطة الاحتلال اليوم بالسماح لعدد من النساء دخول الأقصى، ومنع العشرات من المرابطات بحجة أنهن يثرن القلاقل فيه، وهذا أمر مرفوض "فكل امرأة لها الحق الشرعي والقانوني بالدخول للمسجد الأقصى".

وأكد أن جميع المسلمين من حقهم الدخول للمسجد الأقصى والاحتلال ليس له الحق أن يمنع أو يسمح "فهذا الأمر من صلاحيات المسلمين وليس من صلاحيات سلطات الاحتلال التي لا نعترف بسيادتها على المسجد الأقصى ولا مدينة القدس فهي مناطق محتلة، ولا بد من زوال الاحتلال".

رفض لاعتداءات الاحتلال

وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن على العالم أجمع أن يسمع ويشاهد ما حدث في المسجد الأقصى على مدار العشرة أيام الماضية من إجراءات ظالمة بحق المسجد من بسط سيطرة شرطة الاحتلال عليه ومنع الأوقاف من ممارسة دورها حيال المسجد.

وأستعرض الكسواني الاجراءات الاسرائيلية بحق المسجد الأقصى، والتي تمثلت بإغلاق بعض بوابات المسجد الأقصى، وعدم السماح للنساء منذ عشرة أيام دخول المسجد قبل الساعة 11 ظهرا بحجج واهية من الاحتلال.

وأكد على رفض دائرة الأوقاف ما يسمى بالقائمة السوداء، وكافة الإجراءات الاسرائيلية، لأن من حق المسلمين أن يكونوا بالمسجد الأقصى بكل وقت وحين، ومن الطبيعي أن يكونوا في داخل الأقصى وليس المستوطنين. ووصف ما جرى بحق حراس وموظفي المسجد وإبعادهم لمدة شهرين بالإجراء الظالم، وستعمل دائرة الأوقاف على إعادتهم لعملهم.

فرض التقسيم الزماني

ولفت مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس المحامي أحمد الرويضي أن هذه مرحلة الحسم للاحتلال الاسرائيلي الذي يريد أن يحسم التقسيم الزماني تمهيدا للتقسيم المكاني، وبالتالي يريد فرض سيطرته الأمنية على أبواب وساحات المسجد الأقصى.

ووصف الرويضي التعليمات الجديدة بحق حراس المسجد الأقصى والابتعاد مسافة 15 مترا عن المستوطنين خلال اقتحامهم لباحات المسجد بالإجراءات الخطيرة، حيث يريد الاحتلال أن يحسم الوضع في الأقصى في خضم العالم العربي والإسلامي بالأوضاع الداخلية.

وأكد أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين ولن نسمح على الاطلاق بتغيير الوضع بالمسجد، فالوضع القائم أن تتولى دائرة الأوقاف الاسلامية مسؤولية المسجد بالكامل وهي المسؤولة عن تنظيم الزيارات، ومعنى ذلك ألا نسمح للاحتلال الاسرائيلي أن يفرض برنامجه " لا تقسيم زماني أو مكاني ".

وقال " الاعتداء الاسرائيلي على مقبرة باب الرحمة ليس بالاعتداء بالجديد، فقد تم اقتطاع جزء من المقبرة قبل 15 عاما لتوسيع الشارع وتم إزالة بعض القبور، اليوم يريدون الاستيلاء على الجزء الشرقي الجنوبي المخصص لدفن أهل سلوان، وتحويله لحديقة توراتية.

ودعا إلى الالتفاف الشعبي حول المسجد الأقصى من قبل أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل "فمن يقصر بحق المسجد الأقصى هذه الأيام سيحاسبه التاريخ، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته، والمطلوب دعم عربي وإسلامي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]