شهد الموسم الرمضاني الماضي حضوراً لافتاً لعدد من الفنانين العرب، طغى في بعض الأحيان على أعمالاً لنجوم مصريين تصدروا شباك التذاكر للسينما المصرية لأكثر من عقد كامل تحديداً من أواخر التسعينات إلى الأن.

فسطع نجم أسماء هامة مثل إياد نصار، باسل خياط وظافر العابدين حيث أستطاعوا على مدار ثلاث مواسم رمضانية أن يقطعوا لأنفسهم تأشيرة المرور للدراما المصرية، والتي أتاحت لهم أن يلعبوا من خلالها أدوراً أضافت لهم وأضافوا لها.

وعلى الجانب الأخر أختار نجوماً مصريين بحجم أحمد السقا، كريم عبد العزيز، وأحمد عز أن يلعبوا نفس نوعية الأدوار التي أعتاد الجمهور أن يراهم بها ما بين البطل خفيف الظل أو الخارق الذي لا يُهزم، فلم يقدموا جديداً، وهنا يكمن الفرق الذي يصنع تاريخاً من الأدوار المتنوعة أو أعمالاً لنجم حُصر في نمط معين من الشخصيات.

الفرق بين النجم العربي والمصري

النجم العربي يسبح دوماً في رحاب الشخصية التي يؤديها دون النظر لمساحة دوره على الشاشة، هو يبحث عن الدور الذي يضيف إلى رصيده الفني، وعن السيناريو في المقام الأول، وفي سبيل ذلك لا يُمانع في أن يظهر وسط عدد كبير من النجوم في عمل واحد.

أما بعض النجوم المصريون تُرسم لهم الشخصية التي يلعبونها لتتناسب مع حجم نجوميتهم، فنجده النجم متصدراً للمشهد دوماً حتى وإن أثر ذلك على الحبكة الدرامية التي يجب أن تكون هى البطل الأساسي في أي عمل، بالإضافة إلى أن أعمال النجم المصري تُباع بأسمه، أما أعمال النجم العربي فتُباع بأسم كاتبها ومخرجها، فنجد إياد نصار يبدع بروح الهاوي في العام قبل الماضي في عمل كبير بحجم (موجة حارة) أمام عدد من النجوم المصريين، والبطل الرئيسي هى رواية الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة (منخفض الهند الموسمي) والتي برعت المبدعة مريم نعوم والمخرج محمد ياسين في تحويلها إلى عمل درامي رائع حاز على إعجاب الجمهور والنقاد.

إياد نصار.. نجم صنعته إختياراته الموفقة

نجاحات متتالية قائمة على إختيارات حالفها التوفيق صنعت له رصيداً عند المشاهد المصري والعربي، توجها هذا العام بعملين هامين حققوا له التنوع المطلوب ولعبهم بإحتراف الكبار، نتحدث هنا عن مسلسلات (حارة اليهود) للكاتب مدحت العدل والمخرج محمد العدل، و(أريد رجلاً) للسيناريست شهيرة سلام والمأخوذ عن رواية الكاتبة السعودية نور عبد المجيد، والإخراج كان لـ محمد مصطفى.

وفي العملين نجح في إقناع المشاهدين بدور العاشق المحب والمخلص لحبيبته، فأستحق إعجاب ملايين المشاهدات العربيات، وكأنه قرر هذا العام أن يؤدي هذة النوعية من الشخصيات البعيدة عن سابقتها من الأدوار التي تحمل أبعاداً نفسية وإجتماعية تفرض ثقلاً تلقائياً فتضيف إلى أداء الممثل والعمل بشكل عام.

ظافر العابدين.. من العالمية إلى الدراما المصرية

تجربته في العمل في السينما والدراما الأوروبية صنعت منه ممثلاً محترفاً، وهو أيضاً كانت له أكثر من تجربة هذا العام ما بين القاهرة وبيروت، فرأيناه في مسلسلات (أريد رجلاً)، (24 قيراط)، و(تحت السيطرة) للكاتبة مريم نعوم والمخرج تامر محسن، وهذا الأخير حقق له نقلة نوعية، فأستطاع أن يلفت أنظار كل من شاهد العمل على الرغم من أن دوره لم يحتوي على مشاهد نفسية عميقة بحجم ما كُتب للشخصيات التي تعاني من الأدمان، فنجح في إقناعنا بدور الزوج الحائر ما بين عاطفته تجاه زوجته وحبيبته وما بين الحقائق التي تتكشف له يوماَ بعد يوم، كل هذا بأداء السهل الممتنع الذي لم يعيبه سوى بعض المشاكل الضئيلة في اللهجة المصرية التي لا نستطيع أن نقول أنه أتقنها تماماً مثل مواطنته هند صبري.

باسل خياط.. رشدي أباظة 2015

لو أختصرنا نجاحه في دور (يحيى المنيسي) نكون قد أغفلنا سنوات من العمل والإختيارات الجادة التي جعلته أحد أبرز نجوم الصف الأول في الدراما السورية، ولكن نستطيع أن نجزم أن مسلسل (طريقي) هو العمل الأول الذي كان بمثابة بطاقة تعارف جديدة بينه وبين قطاع أكبر من الجمهور العربي وتحديداً المصري.

فبالإضافة إلى الكتابة الرائعة للسيناريست تامر حبيب والذي أشتهر بتقديم شخصيات على الشاشة من لحم ودم تميل إلى اللون الرمادي فهم ليسوا بملائكة ولا شياطين، فقط أناس يصيبون ويخطئون، أبدع باسل خياط في لعب دور المحامي الفاسد العاشق لحبيبته وزوجته والذي يسعى في نفس الوقت إلى إمتلاكها وتحطيم أحلامها الفنية، فيقدم هنا النجم السوري دور من أروع ما شاهدنا هذا العام، وتشبهه النساء بالراحل الكبير رشدي أباظة في وسامته وقوة شخصيته، بعد أن نجح في تقديم شخصيه تكبره بما يقرب العشر سنوات دون أن يشعر المشاهد بأنه ليس ذلك الرجل الخمسيني وفي مرحلة متطورة من الأحداث الرجل العجوز كبير السن.

وفي النهاية نستطيع أن نقول أننا أمام موسم درامي ناجح ضم عدد من الأعمال الهامة حصد نتاجها نجوم عرب أستطاعوا بموهبتهم وحضورهم المميز أن يسحبوا البساط تدريجياً من تحت أقدام أسماء صف أول في صناعة الدراما المصرية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]