هنالك من يقول أن الحرب لا بد لها أن تكبّل يدي الشعب وتفقده فرحته وايمانه وقدرته على العطاء أحيانا؛ الا أن الشعب الفلسطيني وتحديدا في قطاع غزة ما يزال يوميا يثبت تخطيه كل عقبات الألم والحرب ويطلق من أرضه وبحره وأزقته موهوب ومبدع في شتى مجالات الحياة.

من رمال غزة يرسم حكاية 

أسامة سبيته الفنان الشاب يخضّب يديه يوميا في رمال شواطئ غزة ليرسم حكاية وقصة وطن، وقصة الأسرى وتضامنه من هذه الارض لكل العالم؛ محاولا بث الصورة الحقيقية للقضية الفلسطينية.

سبيته في حديثه للغد يقول " بدأت موهبتي منذ الصغر؛طورتها منذ عامين اثر بحثي عن عمل وجلوسي على الشاطئ قررت أن أنفذ هذا النوع النادر من الفن في غزة، وايصال رسالة عبره الى جميع انحاء العالم".

"حكاية من تراب" يسميها سبيته؛ فكل لوحة بالنسبة اليه لم تكن عشوائية اذ تروي قصة وحكاية هي بالأصل ما يدفعه للرسم وتشجيع المواطنين له.
حق العودة، الاسرى، حمامة السلام، قبة الصخرة، ذكرى استشهاد المناضلين، الحرب، الكرامة، العزة، الوطن، الشهداء؛ هي مجموعة لوحات وثقت بصور والبوم جمعه سبيته في صفحات التواصل الاجتماعي املاً في وصول صوت الفلسطيني لكل بقعة حول العالم.

ويرى سبيته أن العالم الآخر يستخدم هذا الفن لرسم لوحات فنية تشكيلية، وهو ما جعله يذهب نحو القضايا الوطنية والانسانية لأنها تزرع الدهشة والحب والسلام.

التعب وحمولة الجرافة 

يأمل سبيته الذي يكلفه عمل اللوحة جهداً جسدياً بنقل التراب بـ" مجرفة" تعادل أحيانا حمولة "جرافة" ينقلها على دفعات؛ أن تلتفت له جهات معنية بالثقافة والفن ليسهم في ايصال رسائل الوطن الى العالم.

موهبة سبيته التي يطورها بالتعرّف على كافة أنواع الفنون الخاصة بالرسم على الرمال عبر وسائل الاعلام والمعلومات لا تمنعه من ممارسة عمله كمحاسب، بعد أن بقي جراء ظروف الحرب من دون عمل لفترة طويلة.

ويضيف أن الفن يظل موهبة طالما لم يتلقّ حاضنة تؤهله ليكون عالميا ويوصل رسالته الحقيقية. مشيرا الى أنه يسعى لايصال رسالة الشعب ضمن قطاع غزة وما آلت اليه ظروف الحرب المتعاقبة على القطاع.

يستخدم سبيته كفتيّ يديه لانجاز اللوحة على الشاطى؛ بالاضافة لبعض الألوان اذا كانت اللوحة ملونة، مشيرا الى ان التكلفة فقط تكون بالجهد الجسدي اذ تتراوح مدة انجاز بعض اللوحات أكثر من ساعتين.

قد تمحو أمواج البحر لوحات سبيته الا أن الصورة والمعنى يبقى كلما بقي تراب الوطن في يدي الشعب وأمثال سبيته وهو ما يؤمن به الفنان الشاب الذي يعتبر شواطئ غزة مكانه الخاص الذي يروي فيه حكايات الوطن ويوثق من خلاله التمسك بتراب الوطن وبحره وشعبه.

المصدر: الغد الأردني

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]