هالقصة قصة محمود.. شب فلسطيني ونمرود.. كان يحب تراب بلاده.. ومخبي رصاص وبارود، بهذه الكلمات البسيطة يبدأ الفنان الشعبي الفلسطيني شادي البوريني بسرد قصة "محمود" التي تجسد الواقع الفلسطيني اليومي منذ 70 عاماً أو يزيد.

وبعد انتظار وترقب لأكثر من شهر، أطل الفنان البوريني بأحدث أعماله الفنية والذي حمل عنوان "قصة بطل"، وهي أغنية وطنية في قالب درامي تحكي قصة الشاب محمود، وهو شخصية من وحي خيال البوريني، لكن القصة مستوحاة من الواقع الفلسطيني.

وتحكي الأغنية التي أبدعَها البوريني فكرةً وسيناريو وكلماتٍ وألحانٍ وغِناءٍ، قصة شاب فلسطيني في مقتبل العمر، مقبل على الحياة، يتزوج ويُبشّر بابنه البكر "أحمد"، لكنه لم يغفل عن همّ الوطن، فيقارع المحتل بما أتيح له من سلاح، وتنتهي القصة باستشهاده في اشتباك مسلح قبل أن يرى ابنه.

وتسلط الأغنية الضوء على جانب كثيرا ما يغفل عنه الفنانون في أعمالهم الفنية ذات البعد الوطني والمقاوم، وهو الجانب الإنساني في حياة البطل أو الشهيد.

ويقول البوريني لوكالة "صفا": "أردت التركيز على الجانب الإنساني للشهيد، خاصة بعد أن أصبح الشهيد مجرد رقم، نتيجة كثرة الشهداء، خاصة على الحواجز المنتشرة في طرقات الضفة الغربية".

ويضيف: "حاولت أن أبين أن الشباب الفلسطيني المقاوم ليس متشائما ولا يائسا، فمحمود كان متزوجا وعنده أمل بالحياة ويريد إنجاب أبناء وتكوين أسرة، لكن الاحتلال هو الذي ينغص على الشاب حياتهم".

ملامسة واقع

وتعتبر "قصة بطل" العمل الأضخم للفنان البوريني الذي لمع نجمه في السنوات الأخيرة كواحد من أبرز الفنانين الداعمين بأعمالهم الفنية للمقاومة بكل أشكالها.

ويقول البوريني: "أحاول ملامسة أي قضية بطريقة بسيطة لكي تصل لكل الناس على اختلاف شرائحهم".

ويشير إلى أنه حاول بهذا العمل الجديد إيصال رسالة للشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة عام 48 وكذلك للفلسطينيين في الخارج لكي يطلعوا على واقع الضفة ومعاناة شبابها.

ويرى بأن الأحداث الجسمية التي تشهدها المنطقة خطفت اهتمام الإعلام العربي بالقضية الفلسطينية التي باتت بعيدة عنهم، ويضيف: "استطعنا تقريب الصورة للعالم بأننا شعب نحب الحياة، ولكن في ذات الوقت عندنا النَفَس الوطني وبذرة المقاومة".

ثقة الجمهور

ويرى البوريني أن الإقبال على الأغاني الوطنية بازدياد، ويعبر عن فخره بحصول أعماله على ثقة الجمهور.

ويقول: "الحمد لله؛ الناس أصبح لديهم ثقة بنا وبعملنا، وهذا يدل على أننا نقدم شيئا يلامس حياتهم، وأن كل أغانينا مستوحاة من حياة شعبنا، ولهذا فهي تصلهم بسرعة".

ويشير إلى قناعته بأن الفكرة الصحيحة تصل للناس بعدة طرق، من دون الحاجة للتخلي عن المبادئ أو النهج.

ويضيف: "كان بإمكاني الوصول إلى كل الفضائيات، ولو كنت أبحث عن الشهرة لعملت شيئا يناسب النمط المقبول للإعلام الرسمي".

ويستشهد بأن أغنية "ما هذا؟" التي أنتجها قبل عدة شهور حققت نجاحا كبيرا على المستوى العربي، مع أنها لم تبث كثيرا على القنوات الفضائية.

ردود مشجعة

ويبدي البوريني سعادته بردود الأفعال المشجعة التي نشرت عبر مواقع التواصل بعد لحظات من إطلاق أغنيته الجديدة، وتفاعل وسائل الإعلام المختلفة معها.

فعلى صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، انهالت آلاف الردود المرحبة بالعمل الفني الجديد وما حواه من فكرة جديدة ومستوى فني عال.

مخرج العمل الفني الجديد بشار النجار الذي سبق له أن أخرج عددا من المسلسلات التي تصور واقع الحياة الفلسطينية، وآخرها مسلسل "الأغراب"، قال إن كلمات هذه الأغنية تحمل رسالة الشعب الفلسطيني وقضيته، وهو ما شجعه على خوض تجربة إخراج أول "فيديو كليب".

وقال النجار لوكالة "صفا": "عندما عرض علَيّ شادي الفكرة، ترددت، لكن ما إن قرات كلمات الأغنية حتى أعجبت بها وأحببتها".

وأضاف: "بدأنا برسم السيناريو لإخراج عمل مميز على مستوى فني عال وراق، واستفدنا من المعدات المستخدمة في مسلسل الأغراب".

ويشير النجار إلى أن من يتابع أعمال البوريني منذ بدايتها يلحظ أن كل عمل جديد يأتي بمستوى أعلى من سابقه، وهذا لأن البوريني حريص على انتقاء الكلمات والرسالة، وإخراجها بفكرة جديدة".

أكثر من شهر استغرق إنتاج "قصة بطل" التي بدأ العمل بها مطلع شهر آب/ أغسطس، واستغرق تصوير المشاهد أسبوعا، حيث تم الاستعانة بطاقم تصوير متخصص من رام الله، مما رفع من تكلفة الإنتاج.

وتنوعت مواقع التصوير تبعا لطبيعة كل مشهد، فتم تصوير المشاهد في بلدات بورين وحجة وعصيرة الشمالية، وفي منطقة العامرية والبلدة القديمة بمدينة نابلس.

يختم البوريني عمله الفني بتعليق بصوته يلخص محتوى القصة والرسالة التي يحملها، قائلا: "الشُهداء لا يموتون.. نحنُ شعبٌ لا يعرفُ الخوف، نعشقُ الشهادة والأرض ولّادة، خُلقنا لنكون وسنكون! هُنا ‏فلسطين، هُنا باقون

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]