لم تفارق الدمعة عينيها منذ سماعها خبر وفاة ابنها، كاملة سواعد من قرية الحسينية التي دفنت ابتسامتها مع اجمل ذكرياتها وابنها الراحل محمد عمر فاعور سواعد ابن الـ19 عشر عاما ، الذي وافته المنية متأثر بجراحه بعد ان صارع الموت لعدة أيام عقب تعرضه لحادث طرقات دامي قبل حوالي الـ 3 أسابيع.

ما زلت لا اصدق 
الأم كاملة التي استقبلت مراسلنا بالدموع وروت اجمل لحظات عاشها الابن الراحل محمد داخل بيته ومع اهله وأصدقائه والعائلة، فمع كل كلمة خرجت من حنجرتها رافقها صوت يبكي محمد، فرغم رحيله الى العالم الثاني ولقاء قدره، إلا ان جثمانه ما زال يسكن بقربها بضع خطوات، حيث دفن المرحوم بمقبرة جانب البيت امام ناظري امه التي تعتصر وجعا للفراق .

وتابعت كاملة سواعد لـ "بـُكرا" : ما زلت لا اصدق ان ولدي قد مات، ولا استطيع استيعاب ذلك، فما زلت حتى الان أراه في كل زاوية داخل البيت وخارجه، وأراه ما زال يناديني ويكلمني عن اسراره التي كانت لا تنتهي، محمد لم يكن يوما قاسيا معنا وكان رفيق اللحظات في البيت، لم تفارق الابتسامة وجهه ولم يضع حدا لتواضعه الذي كان له اثرا على الكبير والصغير في المنزل .

وقالت الام كاملة : ولدي محمد كان مثال للأخلاق وكان يحب الحياة ، لم يكن يضيع أي فرصة لتقديم المساعدة للأخريين ولم يتردد للحظة ان يكون المبادر والسباق في خدمة الاخرين، لم يفارقني في حياته للحظة دائما كان يساندني وكان مطيعا حد النهاية ، ولكن من كان يصنع الابتسامة على وجهي رحل واخذ ابتسامتي معه .

الوالد عمر فاعور سواعد : هذا قدر الله وهذا حكمه .

أما الوالد عمر : لم اتردد للحظة بان اقدم أعضاء ولدي كصدقة عن روحه واهدي الحياة لأناس اخرين كي يعيشوا بأعضاء ابني ، وكي ابقى اسمع نبضات قلب ولدي ما زال يخف في الدنيا، وارى أشخاصا قد منحوا الحياة من روح ولدي الغالي محمد .

وقال : اصبح البيت اشبه بالفارغ بعد غيابه ، فمحمد كان يملأ البيت سعادة وحيوية ، كان يحب الحياة ويحب ان يكون سببا في اسعاد الاخرين ، محمد هو ولدي الرابع وهو أخ لستة اخوان وأخته الوحيدة ، إلا انه كان فعلا يعيد بداخل كل فرد بالعائلة وكان له اثرا طيبا في نفس كل واحد فينا وبكل من عرفه .

اما صديق المرحوم محمد ، تامر غطاس فقال: لم أستوعب حتى اللحظة ان اعز صديق لي قد فارقني ، وكنت دائما أتمنى ان أكون مثله مبتسما حتى في اصعب الظروف ، تمنيت لو يعود بنا الزمان ونبقى معا .

وقال غطاس : تعرفت على محمد قبل اربع سنوات، حين وقفت الى جانبه وساندته بإحدى المشكلات التي واجهته آنذاك، ومنذ ذلك الحين ونحن لم نفترق وداما معا ، اسراره لم تنتهي وطموحاته لم تعرف الحدود، كان وفيا درجة اني تمنيت التعلم من، ولكن قدر الله أوسع من كل شيء ولا استطيع إلا ان اصلي للرب ان يرحمه ويدخله الجنة، لأنه كان مرضي الوالدين . 

يذكر أن عائلة المرحوم محمد سواعد قررت التبرع بأعضاءه، وقد أنقذ تبرعهم حياة 4 أشخاص.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]