بشهادة الأحزاب السياسية، هل أصبح احياء ذكرى شهداء أكتوبر "تخليص حق"؟!!

في اطار الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني احياءً لذكرى هبة القدس والاقصى السنوية فان لجنة المتابعة ولجنة السلطات المحلية دعت الى المظاهرة الحاشدة التي ستقام بعد ظهر غدًا الخميس في سخنين لتخليد ذكرى شهدائنا الابرار.

وكما في كل عام، الى جانب المظاهرة القطرية الحاشدة ستقتصر النشاطات على زيارات لاضرحة الشهداء واهاليهم، علمًا انه حتى هذه الزيارات باتت قصيرة جدا وكأنها فقط "تخليص حق" ليس اكثر، حيث انه بات من الواضح بان احياء الذكرى لا يليق بالحدث، وذلك باعتراف قيادة الجماهير العربية.

للتذكير فقط، في أواخر أيلول 2000على إثر قيام رئيس المعارضة في حينه، عضو الكنيست اريئيل شارون، بدخول باحة المسجد الأقصى ، قاصدًا الاستفزاز وإثارة المشاعر، إندلعت مواجهات عنيفة في القدس والضفة والقطاع بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وجماهير الشعب العربي الفلسطيني، قتل خلالها الكثير من المدنيين الأبرياء، الى جانب سقوط في أكتوبر 2000 ثلاثة عشر شهيدًا من فلسطينيي ال48 وهم: عماد غنايم ووليد ابو صالح (سخنين) ورامي غرة (جت) وأسيل عاصلة وعلاء نصار (عرابة) وعمر عكاوي واياد لوابنة ووسام يزبك (الناصرة) ومصلح أبو جراد (دير البلح، استشهد في أم الفحم) ورامز بشناق (كفر مندا) ومحمد خمايسي (كفر كنا) وأحمد صيام ومحمد جبارين (أم الفحم). كما جُرح المئات واعتقل الآلاف، وألحُقت أضرار جسيمة بالممتلكات.

بسبب الحكومة اليمينية والعنصرية لا يوجد وقت للاهتمام باحياء ذكر شهداء اكتوبر

منصور دهامشة سكرتير الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية عقب لـ"بكرا" في هذا السياق قائلا: نحن مقصرون في احياء الذكرى وذلك بسبب الوضع الموجود، حيث ان الحكومة اليمينية العنصرية والفاشية تقوم بامور نعمل بسببها ولمحاربتها 24 ساعة، وبالتالي لا يوجد وقت للاهتمام بإحياء الذكرى، رغم ان الحدث بحاجة الى تصعيد النضال، ونحن بشكل دائم نعمل على التذكير بشهدائنا خاصة في ظل الازمة التي يمر بها الأقصى.

وتابع قائلا: ننتظر حتى الان قرارات القطرية والمتابعة في كيفية احياء الذكرى، علما انه في كل عام نزور الشهداء واهاليهم، ونشارك في المظاهرة الكبرى كما اننا بعد الحدث سنصعد في أساليب النضال من اجل الحفاظ على القدس أولا وأخيرا.

رسالة هبة أكتوبر كبيرة جدا ولا نستطيع احياء الذكرى بشكل لائق

بدوره مازن غنايم رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية قال لـ"بكرا": الحدث كبير جدا والرسالة كبيرة جدا حيث ان شهدائنا الابرار تركوا لنا رسالة للحفاظ على وجودنا والرسالة واضحة، كما ان المؤسسة خسرت الرهان عندما راهنت على اننا سننسى قضيتنا وشهدائنا حيث نرى ان صغارنا اشد صمودا وولاءً ويحافظون على هويتهم القومية والوطنية.

وأضاف لـ"بكرا": ما يحدث في باحات الأقصى امر غير عادي ويجب ان نحافظ على الأقصى، وشهدائنا عندما سلموا ارواحهم في سبيل الأقصى تركوا لنا نفس الرسالة، هذا من ناحية. ومن أخرى فان الأقصى مهم لكل مسلم في عالمنا العربي والإسلامي لذا على الدول الاسلامية ان تأخذ مسؤوليتها في الدفاع عن الأقصى علما انها غارقة في سبات عميق لا تستطيع الصحو منه.

واختتم قائلا: هذا قدرنا اننا موجودون على رأس الحربة للدفاع عن مقدساتنا وقد اثبتنا جدارتنا في الدفاع عن الأقصى والمقدسات الذي وضع على عاتق المجتمع العربي وقيادته.

بلدية الناصرة وعدت بتوزيع كراسة عن شهداء أكتوبر ولم تفعل

وائل عمري رئيس الاتحاد المحلي للجان أولياء أمور الطلاب في الناصرة قال معقبا لـ"بكرا": هناك تقصير، علما اننا طالبنا بتخصيص اول ساعتين من يوم الخميس يوم الذكرى لطرح هبة الأقصى أمام الطلاب في المدارس والسماح للطلاب بمناقشة هبة الأقصى الى جانب الحديث عن قدسية القدس بالنسبة للشعب الفلسطيني ومناقشة الاحداث مع الطلاب.

وتابع: اوافق ان هناك فتور بالمشاركة في احياء الذكرى والامر بارز جدا لاسباب عدة منها؛ ان الحدث بعيد وذاكرة الجماهير قصيرة بحاجة الى تفعيل نشاطات من اجل شحذ الذاكرة خاصة وأن هناك تقصير من الأحزاب من لجنة المتابعة والبلديات وقيادة الجماهير العربية.

ونوه قائلا: نحن شعب له ذاكرة تاريخية ولا يجب ان نعيش بعدمية قوية ووطنية نحن نريد ان نتشبث في بلادنا لذلك شهدائنا اشرف الأشخاص وقدموا ارواحهم من اجل قضيتنا وماتوا في سبيل ان يعلموننا درس نفتخر بهم ونعلي اسمهم عاليا ونرسخ في الذاكرة التاريخية أسمائهم وافعالهم. كما اننا نفتخر بإعلان البلدية امس عن تسمية دوار المدينة بدوار شهداء القدس والاقصى مثل سائر البلدان بعد عدة توجهات من الأهالي والأحزاب علما انها وعدت بتوزيع كراسة عن الحدث ولم تفعل.