سياسة قذرة أخرى لملاحقة وعرقلة مسيرات النجاح لدى أبناء المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، وهذه المرة الضحية كانت البروفيسور وطيب جراحة الاعصاب الشهير، د. سامي حسين من قرية دير حنا ، الذي عمل طيلة 35 عاما كأمهر اخصائي جراحة أعصاب في كبرى مستشفيات المانيا في مدينة هانوفر، وعمل أيضا محاضرا في كلية الطب التي درس فيها والتي تخرج منها طبيبا وهو ابن الـ25 ، حيث فاق مستواه العلمي والمهني جُل المستويات الطبية في إسرائيل .

نسبة نجاح العمليات 95%
بروفيسور سامي حسين الذي شهدت له كل الجاليات العربية في المانيا وكل من زاره مريضا من البلاد وخارجها في المانيا، بمهارته وعمله المتقن والمحترف والذي عجز عن أدائه كل أطباء الجراحين في اسرائي ، حيث استطاع تحقيق اكبر نسبة نجاح وتصنيفه من بين الأطباء القلائل الذين حققوا إنجازات كبيرة من خلال النجاح المهني والعمليات الجراحية الصعبة التي فاقت نسبة نجاحها لديه الـ %95 .

وقد حاول بروفيسور حسين منذ اكثر من 30 عاما حاول الحصول على رخصة مزاولة مهنة الطب في البلاد، رغم انه لم يرغب يوما بالعمل في المستشفيات الإسرائيلية، الا ان المؤسسة الإسرائيلية ورغم قدراته الإبداعية ومسيرته المهنية المعروفة فاجأته وبعد عدة محاولات خلال الأعوام الماضية بقرار انه يجب عليه التقدم لامتحان مزاولة المهنة كأي طالب طب تخرج من جامعات خارج البلاد، رغم ادراكهم الشديد على ان مسيرة د. سامي حافلة بالإنجازات المشرفة ، ولكن تبقى هويته الفلسطينية وانتمائه لأرضه وشعبه كأي حكاية حرية فلسطينية تدعو الى الحرية بنظر الحكومة الإسرائيلية .

مراسل "بـُكرا" توجه الى بيت البروفسيور سامي حسين في دير حنا وأجرى معه حديثًا عن حياته ونجاحاته وحكايته التي حاولت المؤسسة الإسرائيلية تغييبها عن خارطة الاطباء المميزين وقال بـ.حسين: توجهت الى مدينة هانوفر في المانيا بعد انهائي دراستي الثانوية، ودرست بكلية الطب ، ثم انهيت دراستي الجامعية بسن الـ 25 ، حيث واجريت اول عملية جراحية لي بسن الــ27 .

وقال بروفيسور سامي : وصلت الى درجة بروفيسور في الجراحة العصبية بسن الــ 34 عاما، ومن ثم عدت الى البلاد مؤخرا كلي امل ونشاطي لأعمل في مستشفى المقاصد في القدس واخدم أبناء مجتمعي الفلسطيني في الداخل وفي الضفة، وقررت الاستقرار ها في البلاد وان اعلم العديد من طلاب الطب العرب في البلاد وإكسابهم الخبرة التي حملتها طيلة هذه السنين ونقلهم الى المستوى العالي في جراحة الاعصاب .

أكثر من 13 ألفًأ من العمليات الجراحية
وذكر بروفيسور سامي نقطة التحول بحياته فقال : عند عودتي الى البلاد طبيبا ذا قدرات عالية ومستويات علمية مميزة لأعمل واخدم ابناء شعبي ، قوبلت برفض منحي شهادة مزاولة المهنة من قبل وزارة الصحة الإسرائيلية، علما انه في سنوات الـ80 لم يكن هناك امتحان مزاولة المهنة وكانت الدولة في حينه بحاجة الى كم كبير من الأطباء وخصوصا الجراحة، لكن وبعد كل ما حققته من انجازات وما قدمته من ابحاث، ناهيك عن العمليات الجراحية المعقدة التي بلغت نحو 10 آلاف عملية جراحية في المانيا وأكملتها لـ13 الاف عملية ناجحة خلال عملي في مستشفى المقاصد في القدس والتي استصعبت كل مستشفيات وأطباء إسرائيل تحقيق ولو جزء بسيط من هذا الإنجاز ، إلا انهم طلبوا مني اجراء امتحان قبول وصولي الى مستوى نادر مقارنة مع أطباء الدولة، وعليه رفضت اجراء الامتحان وقررت العودة الى المانيا والمحاولة مرارا الحصول على الشهادة ولكن يبقى العربي الفلسطيني وحامل قضيته بخلاص نقطة سوداء امام المؤسسة الإسرائيلية .

وأضاف بروفيسور سامي قائلا : لم الجأ يوما لمحاربة إسرائيل بالسلاح ولا بالقوة وأنا اعلم جيدا الحرب بالسلاح تستطيع الدولة مقاومته بالقوة والسلاح، ولكني وكل جريمتي هي اني قاومت بالفكر والثقافة والتعليم ،ولكن وعلى ما يبدو ان سلاح العلم والمعرفة لدى المؤسسة الصهيونية اقوى بكثير من السلاح ذاته، ورأت بي انسانا يشكل نوعا من التهديد لها وعلى ما يبدو .

وقال د. سامي : لم اخشى من المستقبل ولا من انهاء فترة عملي والتقاعد , فانا ما زلت حتى اللحظة مسجل في العمل لدى الكلية التي تخرجت منها في مدينة هانوفر كمحاضر ، واعمل في مستشفى المقاصد في القدس الشرقية والوضع المادي جيد جدا والحمد لله، ولكن الصعوبة تكمن اني أعيش ما بين هنا في البلاد وهناك في المانيا حيث زوجتي وأبنائي .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]