عظّم الله مكانة شجرة الزيتون على الأرض وباركها ، حتى انه أقسم بها في القران الكريم حين قال " بسم الله الرحمن الرحيم ، والتين والزيتون ، وطور سنين، وهذا البلد الامين " ، صدق الله العظيم . ونحن كفلسطينيين في البلاد لنا تاريخ وحضارة وقضية سطرتها شجرة الزيتون لتشهد على وجودنا وثباتنا وتشبثنا بالأرض ، كما انها شجرة حملت غصن السلام الذي بات رمزا انقذ البشرية .

في هذه الأيام بدأ موسم الزيتون في بلادنا، حيث يهب الفلاحين ومالكين كروم الزيتون لقطف حباته ، والذي يعتبر بالنسبة لهم موسم الخير، وهو الموسم المنتظر من عام الى اخر، ولكن وللأسف في مجتمعنا ورغم الحرب على وجودنا وثباتنا كفلسطينيين وتشبثنا بالأرض وشجرة الزيتون، الا ان نسبة ليست بقليلة بدأت من أبناء شعبنا بدأوا يتركون مسافات واسعة بينهم وبين الأرض والعمل في قطف الزيتون والأسباب كثيرة .

في هذا السياق التقى مراسلنا مع فضيلة الشيخ معين صح والذي تحدث عن مكانة شجرة الزيتون عند الله ، وفوائدها حسب ذكرها بالقران والاحاديث النبوية، وأيضا مدى أهميتها لنا كشعب فلسطيني والى ما ترمز شجرة الزيتون .

الشيخ معين قال : شجرة الزيتون شجرة مباركة ، الله سبحانه وتعالى باركها وذكرها في القرآن الكريم ، هنالك سبع آيات في القران الكريم تتحدث عن هذه الشجرة لكرمها وعِظمها ، الله عز وجل أقسم بها في القرآن الكريم ليدلّنا على مكانة وكرم هذه الشجرة وفوائدها الكثيرة .

وقال الشيخ معين : أيضا رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام حثّنا على ان نأكل من هذه الشجرة الطيبة حيث قال في حديثه "صلعم" ، " كلوا الزيت وادّهنوا به فانه من شجرة مباركة " ، وأيضا ذكرها في عدة احاديث ، وذكرت شجرة الزيتون أيضا في الكتب المقدسة ، وكان النبي موسى عليه السلام قد ذكرها ، وكانت شجرة الزيتون رسالة الحياة على الأرض ورسالة السلام حيث ارسل النبي نوح عليه السلام الحمامة وعادت مع غصن الزيتون لتبشره بالحياة على الأرض ، وهذا كله يدل على قيمة هذه الشجرة وعظمها .

 رمز حضارتنا الفلسطينية 

وأضاف الشيخ معين قائلا : للأسف اصبحنا نسمع ونرى عن بعض الشباب والناس في بلادنا الذين يتذمرون من قدوم موسم قطف الزيدون او حتى يهربون من قطفها ومنهم من يهجر ارضه ، وهذا يدل على عدم وجود الحسّ الانتمائي للأرض لديهم ، فشجرة الزيتون هي علامة الثبات والانتماء ، ويجب علينا نحن بالذات كفلسطينيين ان نتعلم من هذه الشجرة الثبات والتشبث بالأرض ، لان هذه الشجرة هي رمز حضارتنا الفلسطينية .
.
وتابع قائلا : يجب على كل انسان ان يغرس شجرة زيتون امام بيته ليؤكد تشبثه بأرضه وحتى يتعلم منها الثبات والرسوخ على الأرض ، لان هذه الشجرة لها قيمة عظيمة لا يعرفها الى من عاشها وعايشها ، وليعي كل الشباب ان الحرب على وجودنا وثباتنا يبدأ من شجرة الزيتون ، وهذا ما نراه من خلال اقتحامات قطعان المستوطنين لكروم الزيتون لدى الفلسطينيين واقتلاع أشجار الزيتون كواحدة من أساليب الهجمات الشرسة عليهم . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]