"عدنا يومها بعد المغرب بقليل من قطف الزيتون في اللد، وحين وصلنا الى المنطقة الشمالية من القرية، سمعنا اصواتا على الشارع تصرخ "قف"، وتوقفت سيارة الشحن على طريق المدرسة ،و أمرنا الجندي بالنزول من السيارة، فنزلن وكنت الاخيرة، وقبل ان تطأ قدمي الارض راح الجنود يطلقون النار علينا وكنا اربعة عشرة فتاة وامرأة واربعة رجال بمن فيهم السائق، ولم يتوقفوا الا حين تأكدوا ان الجميع قد مات"..هكذا راحت هناء سليمان عامر تروي قصة نجاتها من مجزرة كفر قاسم في مثل هذا اليوم قبل 59 سنة.

وتابعت عامر: بعد وابل الرصاص الذي اطلق علينا، فقد اخترقت رأسي رصاصة واخرى كاحلي، واغمي علي، وفي صباح اليوم التالي "استيقظت" وكان المنظر من حولي تقشعر له الابدان، جثث ودماء في كل مكان، وفجاة وصل فرقة من الجنود وتعمدت الموت خوفا من ان يطلقوا النار علي ثانية، راح الجند يلقون بالجثث الى داخل الشاحنة، واقترب مني احدهم وشدني من كتفي فصرخت، وعندما تبين له انني ما زلت على قيد الحياة رغم نزيف الدماء من راسي وقدمي.

وأضافت: سالني هل نأخذك الى البيت ام الى المستشفى؟! ،ومن شدة الالم والخوف لم اجيبه، ووضعوني في سيارة ونقلوني الى المستشفى حيث اجريت لي عملية في رأسي الذي تهشم جزء من عظامه.

وختمت عامر وكأنها ما زالت تعيش الحدث : كنت في الخامسة عشرة من عمري وقد عدت من الموت لأحيا من جديد...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]