الساعة العاشرة من ليل يوم جمعة من ربيع 2014، كانت ميلودي جالسة على كنبة في شقتها الباريسية الصغيرة عندما وصلتها رسالة من ارهابي فرنسي مقره في سوريا: "سلام عليكم،أختي. لاحظت أنك شاهدت شريط فيديو لي. انه يُتداول في شكل كبير. جنون! هل انت مسلمة؟ ما رأيك في المجاهدين؟".

أنشأت أنا ايريل ، وهي صحافية فرنسية كتبت طوال سنة عن الجهاديين الاوروبيين في "#الدولة_الاسلامية" أنشأت حساباً على وسائل التواصل الاجتماعي باسم ميلودي، رغبة منها في اكتشاف اللغز الذي يجذب شبابا أوروبيين الى "الدولة الاسلامية".كانت تمضي ساعات تقرأ المخططات البشعة لجهاديين من كل الالوان. تلك الليلة أمضتها تتنقل من حساب الى آخر، عندما وقع نظرها على فيديو لجهادي فرنسي يبدو في الخامسة والثلاثين.كان يرتدي بدلة عسكرية وسمى نفسه أبو بلال ويقول إنه في سوريا.

"تأتين الى سوريا؟
تلك الليلة لم تكن تعرف شيئا عن الرجل المولع بالقتال والذي يبدو أمامها على الشاشة عارضاً بفخر محتويات علبة في سيارته الرباعية الدفع:كومة سوداء من العملة السورية وحلوى وسكين.رفع نظارتيه "الراي بان" العاكستين كاشفا عينين مبطنتين سوداوين .ومع أنها كانت تعرف أن الجنود الافغان كانوا يضعون كحلا حول عيونهم، الا أن رؤية ارهابي مع عينين مرسومتين كالفتيات كان مفاجئا بالنسبة اليها.كان وسيما ويتحدث الفرنسية جيدا مع ما بدا لها بعضا من لكنة جزائرية خفيفة.ابتسم وهو ينظر الى الكاميرا ويدعو الى الهجرة من بلاد الكفار للانضمام الى بلد اسلامي.

ما أن شاركت الفيديو على حسابها على "فايسبوك"، حتى أخطرها جهاز الكومبيوتر بثلاثة رسائل أرسلت الى بريدها الخاص "انبوكس" من ابو بلال، والسؤال الاخير الذي كتبه "هل تفكرين في المجيء الى #سوريا؟".

بعد تفكير، ردت عليه:"وعلكيم سلام...لم أتوقع أن يتحدث معي جهادي.أليس لديك أمور اخرى تقوم بها؟".وفي رد على سؤاله عن المجاهدين، قالت :"لا أفكار مسبقة لدي عن المجاهدين.في اي حال،الامر يتعلق بالشخص".

ادعت أنها اعتنقت الاسلام، ولكن من دون تفاصيل.كانت تضمّن جملها بعض الاخطاء اللغوية عمدا وتحاول استخدام مصطلحات شبابية.وكانت تنتظر اجاباته مع الم في معدتها. فمع أنه سبق لها أن أجرت مقابلات مع مجاهدين، كانوا جميعهم دون العشرين ولم يقل اي منهم شيئا أكثر من الدعابة الرسمية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]