تداولت العديد من وسائل الإعلام مؤخرا "حادثة" تعبر عن التقصير الملحوظ بحق شهدائنا، وتلك الحادثة التي شغلت ألسنة أهالي الضفة الغربية تتمثل بقيام ادارة شركة تعد من اكبر شركات مدينة الخليل والمعروفة على مستوى الوطن وهي شركة الجنيدي للألبان بخصم مبلغ مالي من راتب شهيد كان يعمل لديهم، وفي سابقة أخرى، قامت بخصم تكاليف نقل المتوفى بسيارة إسعاف من مكان الحادث وتكفينه.

وإن عائلة الموظف لدى هذه الشركة، بعد وفاة نجلها والابن الاكبر لها في حادث سير مؤسف تعرض له أثناء العمل، لم تقدم لهم الشركة التي كان يعمل بها اي دعم او تأمين او حتى تعويض مالي بسبب وفاته في انقلاب شاحنة تابعة للشركة كان يقودها على طريق القدس، كإجراء بسيط تقوم به الكثير من الشركات والمصانع ، بل قامت بخصم مبلغ مالي من راتبه يتضمن رسوم كفنه ونقله بالإسعاف من مكان الحادث، وساعات جُمعت طيلة الايام التي دوام بها قبل وفاته تحت مسمى التغيب عن العمل.

وطلبت الادارة من والد المتوفي الحضور للشركة لاستلام راتب نجله بعد تسوية حسابه وخصم المبالغ المذكورة السابقة، وما كان من والد الموظف محمد غسان صلاح الا أن ذهب وعلامات الذهول قد ارتسمت على ملامح وجهه ليتسلم ما تبقى لابنه من "بقايا راتب".

وفي ذات السياق، لم تكن تلك الحادثة الأولى التي تسببت في توجيه الانتقادات للشركة، حيث تداولت وسائل الإعلام قيام نفس الشركة بتكرار نفس التصرف مع الشهيد شادي نبيل القدسي دويك من حي تل ارميدة بالخليل استشهد برصاصات الاحتلال، فتم الخصم من راتبه بسبب تأخيره يوم استشهاده، والأيام الأربعة المتبقية من الشهر، وتسلم والده 878 شيكل بالضبط، مرفقة معها ما قامت بخصمه على الشهيد.

وعلّق والدا الشهيد والموظف الذي توفي وهو على رأس عمله، ان المال لن يأتي شيئا مع من فقدنا، فنحن فقدنا ابناءنا الأغلى من كل أموال الدنيا، الا ان ما فعلوه غير مقبول على اي صعيد، فلو تبرعت الشركة بتلك الأموال التي لم تتعدى الألف شيقل كان افضل لها من أن تسلمنا ورقة عليها خصومات وبعض الشواقل بمغلف.



الجنيدي توضح موقفها من حادثة الشهيد "شادي القدسي "

من جانبها قالت الشركة "لقد فاجأنا ما تم تداوله من خلال بعض الجهات عن تنكر الشركة لحقوق عمالها و لدماء شهداء الوطن، فذلك يُعد اتهاما باطلًا لا أساس له من الصحة، و بما أن شركة الجنيدي لتصنيع الألبان والمواد الغذائية هي من الشركات الرائدة على صعيد الوطن، ولأن انجازاتها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والانساني لا يمكن إنكارها على مدار تاريخها، فقد اخترنا أن نرُدَ ونوضح على ما تم تداوله بأسلوب مهني يعطي كل من يعنيه الموضوع من أبناء شعبنا الفلسطيني الواعي الفرصة لتقييم ما جرى.

وقالت الشركة إن الشهيد التحق بالعمل في شركة الجنيدي بتاريخ 16/09/2015 ، و كأي موظف عادي قبل استشهاده كان يُعامل من خلال النظام المعمول به في الشركة في إطار الحقوق والواجبات التي ينص عليها قانون العمل الفلسطيني ،

وأضافت الشركة في بيان صدر عنها أنه يجب التمييز ما بين هضم الحق وتطبيق النظام، ففي أي شركة يعمل فيها ما يقارب ال 600موظف يعملون ضمن سُلم رواتب محدد وضمن ما هو معمول به في سوق العمل الفلسطيني، يجب ان يُطبق نظام الدوام على الجميع إحقاقا للعدالة بين الموظفين أولاً ، و حفاظاً على سير العمل الذي لا يتحمل أي تأخير وذلك لحساسية المنتج الذي تقدمه الشركة ، و حفاظاً على آلية تقييم الموظفين والذي يمثل الالتزام بالدوام الرسمي جزءاَ مهماَ منها ، و بالتالي كان التعامل معه ضمن هذه الآلية كأيِ موظف في الشركة وتم تسجيل دوامه و غيابه و تأخيره، وبعد استشهاده رحمه الله ، تم حساب مستحقاته بناءً على النظام الآلي المعمول به، والذي لا يملك أحد من موظفي الشركة أياً كان من الإدارة أو من قسم المحاسبة الشطب و التلاعب فيه بأثر رجعي لما له من تبعيات قانونية وعمالية، وتم إرسال مستحقاته إلى ذويه دون نقصان أو زيادة لأنه لا يوجد أي موظف يملك الصلاحية لزيادة المستحقات ضمن النظام المعمول به في الشركة ، فلم يكن من موظف الحسابات إلا أن يقوم بدفع المستحقات كما هي ضمن الصلاحيات المتاحة له ، فلم يكن القصد منها تقليل قدر الشهيد أو التكسب على حساب دماءه لا سمح الله .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]