"ليس هناك اجمل من ذلك الشعور، حين ينظر العالم اليك على انك فلسطيني يعاني، وانت تنظر الى نفسك على انك مركز قوة وتقدم المساعدة للآخرين" بهذه الكلمات تحدث الدكتور عصام داوود في حديث خاص لمراسلنا معه ، حيث اعرب د. عصام عن امله وساعدته التي غمرته منذ اللحظات الأولى التي قام بها بتقديم مساعدة للاجئين في الجزر اليونانية .

د.عصام داود هو اختصاصي جراح ومعالج نفسي، اختار لنفسه طريق يحمل كل معاني الإنسانية، حيث لبى دعوة لإغاثة اللاجئين القادمين من سوريا والعراق في الجزر اليونانية، وكان هو أول عربي وفلسطيني قد وصل وقدّم المساعدات ضمن طاقم عمل لإغاثة اللاجئين .
وكان د. عصام قد اخذ على عاتقة في مبادرة شخصية لإقامة جمعية تحمل اسم " هيومنتي كرو " وهي اول جمعية عربية رسمية تعمل على إغاثة ومساعدة اللاجئين القادمين عبر البحار من سوريا والعراق والدول التي تعاني الحروب .

وقال د.عصام في حديثه عن تجربته الخاصة في إغاثة اللاجئين لمراسلنا : ما عشناه في الفترة الأخيرة وما لمسناه خلال تأديتنا عملنا ، لا يستطيع أي عقل بشري ان يتصور تلك المشاهد ، حين يتوافد الاف اللاجئين عبر قوارب صغيرة بالكاد تتسع لـ20 شخص يستقلها اكثر من 50 شخص ومعظمهم أطفال ورضع ، وحين تقترب للمساعدة تعجز عن الحراك ، فتؤلمك تلك المشاهد كونك عربي وترى أشخاصا من دينك من عقيدتك من اهلك الفلسطينيين الذين عاشوا بمخيمات اللجوء في سوريا .

يفرحني فرحهم برؤيتنا ويحزنني حالهم
وقال د. عصام : الأمر الغريب انك تشعر بالفرحة حين ترى اللاجئين يفرحون بوجودك ، وتحزن حين تراهم بذلك الحال ، وما يحزنك اكثر هو استغلالهم وتشغيلهم بمبالغ جدا بخسة ويتاجرون بهم وبأرواحهم، وغالبا ما يتم سرقتهم وسرقة أموالهم التي خرجوا بها من بيوتهم ، وهنالك بعض المهربين الذين يستغلون قوارب المهاجرين لنقل بضائع محرمة كالمخدرات والسموم الامر الذي يعرض حياتهم لخطر اكبر من ما هم عليه.

وأضاف د. عصام : ما يثلج الصدر هو شعورك لأول مرة في التاريخ انك كعربي فلسطيني تعمل ضمن مؤسسة رسمية ومنظمة وانت من بادر الها وانت من يقدم فيها المساعدات والإغاثة للآخرين ن في حين ينظر العالم اليك بانك فلسطيني تحت احتلال وانت من يحتاج للمساعدة والرعاية ، ولكن اثبتنا اننا هنا في نقطة قوة واننا علمنا على ان نخرج من حقيقة اننا شعب ضحية الى واقع يشهد بأننا أقوياء ونستطيع ان نقدم المساعدة وقادرين على ذلك .

يهربون من الموت إلى الموت
وتابع قائلا :حقيقة ما يعيشه اللاجئين هو انهم يدفعون أموالهم مقابل هلاكهم ، فهم يهربون من الموت الى الموت ، ومن ينجوا هو فقط من يملك الحظ الاوفر ، فهم يعيشون بينهم وبين الموت لحظات ، وللأسف فان المهربين يحملونهم في قوارب مهترئة لا تصلح للإبحار أصلًا ويحملون بها اكثر مما يسمح ، غير ان المهربين أيضا يحاولن استغلال اللاجئين ن وللأسف ما شهدناه خلال عملنا في مشوع الإغاثة ان اعظم بكثير مما أقول .

واردف د.عصام قائلا : من اهم وأجمل ما مرّ علي خلال مسيرتي مؤخرا هو كثرة الاتصالات والطلبات التي تنهال علي من الشباب العربي الفلسطيني من كل مكان ومن العالم العربي يعبرون عن رغبتهم بالانضمام الى الجمعية وتقديم المساعدات ، وان يعملوا ضمن الجمعية ، وهنالك المئات من ينتظرون بفارغ الصبر وجاهزين في كل لحظة للقدوم من اجل تقديم المساعدة ، وما يزيدني املا بالاستمرار ان الشباب العربي دائما يثبتون للعالم اننا شعب يستطيع ان يقدم ويساعد ويدعم على عكس ما يصوره العالم الغربي على انه مجتمع دائما يطلب المساعدة ويحاول ان يمد يده ليأخذ لا يعطي . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]