ينشغل الشاب محمد خنفر في ترتيب المنتجات الموجودة في محله الجديد "عبود فود" الذي افتتحه مؤخرا في لبيع المنتجات الغذائية المنتجة محليا في فلسطين وترويجها للجمهور الفلسطيني الذي عزف مؤخرا عن استهلاك منتجاته الغذائية المحلية، واتجه للمنتجات المصنعة والمستوردة من الخارج.

في محل صغير بشارع السهل بمدينة رام الله القديمة، يرتب محمد بعض المنتجات التي يضعها في ثلاجة محله- الذي تطفي عليه الصبغه الجماليه العصرية-. وهي ألبان منتجة محليا بأيدي نسوية فلسطينية ، ويذهب إلى الرف المقابل الخص بالمخللات و"المكابيس" فيما تجد الزعتر البلدي وكثير من المنتجات المحلية في الرفوف الأخرى، وكذلك تجد الكعك الفلسطيني المصنوع محليا أيضا في عبود فود أيضا.

في هذا السياق يقول خنفر إنه يسعى من افتتاح محله إلى إعادة إحياء منتجات الريف الفلسطيني وتسويقها في المدن الفلسطينية، ويتجلى ذلك بتقديم منتجات محلية فلسطينية مغلفة بطريقة عصرية ووفق المواصفات والمقاييس الفلسطينية، الأمر الذي يشجع على استهلاك تلك المنتجات وخلق فرص عمل جديدة في السوق الفلسطيني، ودفع المواطنين للعودة إلى أراضيهم وإعادة فلاحتها وكذلك احياء كافة المنتجات الريفية الفلسطينية التي أخذت تنقرض في الأسواق.

"عبود فود": الفكرة والانطلاق

وبخصوص فكرة إنشاء محل لبيع المنتجات الريفية الفلسطينية "عبود فود" يشير خنفر إلى أنه بخصوص فكرة المشروع فقد جاءت بعد دعوات مقاطعة المنتجات الاسرائيلية بات من الضروري ايجاد بدائل بجودة عالية المنتجات الفلسطينية حتى تكون مقنعه للمستهلك الفلسطيني الذي يستحق ما هو أفضل من الإسرائيلي.

وأضاف خنفر "نشاهد كم ان الحكومة الاسرائيلية تستنفر بسبب مقاطعة منتجات التعاونيات الاسرائيلية في أوروبا، لذلك يجب أن نعمل بالاتجاه المعاكس وندعم ونطور منتجات الريف الفلسطيني والتعاونيات النسوية الفلسطينية التي تستحق منا كل الثناء".

وقال إن تسمية المحلي "عبود فود" وهو انطلاقا من اسم ابنه الصغير عبود وكذلك لاضافة الشق العربي للاسم ، وفود للتأكيد على أن المحل مختص بالمنتجات الغذائية، والأسم يحمل كلمتين واحدة عربية وواحدة انجليزية من أجل أن تصبح منتجات المحل عالمية ويستطيع فهمها كل من يبحث عن المنتجات الريفية الفلسطينية في الوطن وخارجة.

منتجات المحلية هي صناعة يدوية فقط

وبين أن فكرة فتح المحل جاءت اطلاعه على الكثير من المنتجات الريفية التي يمكن أن يصبح عليها طلب ولكن لعدم وجود تغليف صحيح وطريقة تقديم عصرية لهذه المنتجات من الصعب تسويقها، وأنا قمت بتوحيد شعار ما أقوم ببيعه في المحال وأنا أقوم بتقديم منتجات فاخرة لكل من يبحث عن المنتجات الريفية الفاخرة المعبئة بطريقة صحية وراقية، وهي طريقة يستحقها المنتج البلدي والمستهلك الفلسطيني ، فأنا أسعى لدفع الزبائن لاستهلاك المنتجات المحلية ومقارنتها بما هو موجود في السوق وأنا متأكد من أنهم سيقبلون على شراء المنتجات الريفية".

وأضاف أن انشاء المحل جاء انطلاقا من عمله في مكتب متخصص بالاستيراد والتصدير، حيث لاحظ طلبا عاليا لتصدير منتجات محلية ريفية للخارج وقام بتصدير هذه المنتجات الريفية . واوضح انه بالامكان ان نصدر ثقافتنا الغذائية للخارج وان تصبح هذه الاغذيه معروفه ومطلوبه للمستهلك الغير عربي ايضا , علما بان هناك بعض المنتجات تنفرد فلسطين فقط بإنتاجها .

وبين أنه يوجد قسم كبير من النساء يعتشن على مهنة الصناعات الغذائية اليدوية، وأنا أقوم بتسويق المنتجات لهذه النساء بطريقة عصرية، إذ يصعب على تلك النسوة تسويق تلك المنتجات بشكل منفرد، فأنا أقدم منتجات بلدية يدوية بطريقة عصرية، وأنا أتعامل حاليا مع 10 نساء يوفرن المنتجات لهذا المحل الصغير، وأعمل مع كل منهن على حدا. المربيات والألبان ارسل للنساء عبوات زجاجية صحية وهن يقمن بتعبئتها من جمعيتين نسويتين في رام الله والعيزرية ليوضع المربى مباشرة من أجل موضوع التعقيم وضبط الجودة، و"المكابيس" والمخللات أرسل العبوات للسيدة العاملة وهي تقوم بالتخليل بها مباشرة ، ودبس العنب والرمان والسفرجل والزعرور، جاء بعبوات ونحن عملنا على وضع الملصقات وإغلاق العبوات بشكل لا يتمكن أحد من فتحها سوى صاحبها الذي يشتريها، إذ يوجد ملصقات موحدة وطريقة اغلاق محكمة وصحية لكافة منتجات المحل.

تذوق قبل أن تتسوق

ويقدم محل "عبود فود" أسلوبا جديدا في عرض المنتجات يقوم على أساس "تذوق قبل أن تتسوق" كما يقول محمد خنفر حيث أن كل الأصناف موجودة للتذوق يستطيع الزبون أن يذوق قبل أن يشتري، بهدف تشجيع الجمهور على العودة للمنتجات البلدية التي بدأت تنقرض من السوق الفلسطينية، وخصوصا أن بعض المنتجات هي أصلها فلسطيني بحت، ولكن للأسف أصبح الفلسطينيون يستوردونها من الخارج مثل حلاوة الطحينية التي أصبحت تستورد من تركيا رغم أن نابلس تنتج الحلاوة قبل مئات السنين، وكذلك الطحينيه وغيرها.

وبين خنفر أن الهدف من المحل هو تشجيع وإعادة إحياء المنتجات الغذائية الريفية الفلسطينية، وهو ما سينعكس إيجابا على الاقتصاد الفلسطيني بعودة المواطن لأرضه لزراعة ما سيأكله والعودة للإنتاج الحيواني والعودة أيضا لدورة اقتصادية صحية تقوم على الإنتاج ولا تقوم على الاستيراد والاستهلاك، فلسطين تاريخيا بلد زراعية ولكن الآن أصبح شعبنا ينجر نحو الاستيراد وينسى الأرض.

وبين أن محله يشهد إقبالا كبيرا خصوصا أن كثير من المواطنين يبحثون عن منتجات ريفية ولكن بجودة عالية، كذلك ألاحظ أن الأجانب القادمين لفلسطين يهتمون بهذه المنتجات الريفية، وفي حال نجاحنا بتقديمها للعالم وتسويقها ستصبح منتجاتنا جزء من الثقافة الغذائية في العالم كما أصبحت منتجاتهم جزء من الثقافة الغذائية في فلسطين.

وجه محمد رسالة للشعب الفلسطيني أنه بدون الأرض والعودة لها لن نتمكن من التحرر، فنحن بحاجة للعودة إلى الأرض لنأكل من منتجاتها وسنصبح شعب ذو قيمة وشعب منتج لنفسه وللعالم , لنخرج من دائرة الشعوب التي تعيش على المساعدات والمنح والقروض .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]