نال مجتمعنا العربي في البلاد الحصّة الأكبر من حوادث الأطفال في العام 2015 ، حيث تُشير المعطيات انّ الحوادث التي تعرض لها الأطفال العرب بلغت قرابة 60% من مجمل الحوادث ككل، علما ان الأطفال العرب لا يشكلون 26% من مجموع الأطفال في الدولة ، ولوحظ ان في العام 2015 ارتفعت نسبة حوادث الأطفال مقارنة مع العام 2014 .

عاصي: أغلبية حوادث الأطفال تحصل في ساحة المنزل

في هذا السياق تحدث مراسلنا مع مركز منتدى " أبناؤنا" نسيم عاصي، والمحاضر في قسم التمريض بجامعة حيفا، حيث يعمل على إجراء مسحٍ حول نسبة الحوادث التي تعرض لها الأطفال خلال العام ، التي تُشير للأسف، إلى ارتفاع في حدوثها خلال عام 2015، مقارنة مع العام 2014. وقال عاصي لـ "بكرا" أن غالبية الحوادث التي وقعت كانت اما داخل المنزل او في ساحة المنزل، الامر الذي شير الى قلّة الوعي لدى الاهل وعدم المعرفة في التعامل او توفير الأمان لسلامة الطفل داخل المنزل .

وأضاف عاصي: أسباب الحوادث التي يتعرض لها الأطفال في البلاد كثيرة، ونخص بالذكر الأطفال في المجتمع العربي.

وأوضح في حديثه: لا يوجد ميزانيات كافية او بالأصح هي شبه معدومة في المجتمع العربي، التي من شأنها أن تصرف على برامج توعية أو من أجل توفير الظروف الملائمة من أجل سلامة الطفل.

بالإضافة الى ذلك، قال عاصي، الأوضاع المادية الصعبة والتي قد تشكل عبئًا على اهل البيت من توفير أدوات تضمن سلامة الطفل، منوهًا أيضًا إلى دور المدارس والمؤسسات شبه الغائب في التوعية، بموضوع السلامة، وأمان الأطفال، حيث لم تأخذ دورها كما يجب في نشر الوعي لسلامة الأطفال ، ولذلك نجد ان في مجتمعنا العربي نسبة الحوادث أكبر منها في مجتمعات أخرى.

سلامة الأطفال في منطقة النقب...

وأضاف عاصي: ما يتعلق في منطقة النقب والجنوب فهي صاحبة النصيب الأكبر في حوادث الأطفال ، فغالبا ما نسمع عن الحوادث التي قد يكون ضحيتها طفل أسبوعيا تقريبا، وهذا أمر بالغ الخطورة، وهنا اود ان اشير الى ان السكان في منطقة الجنوب والنقب هم الأكثر فقرا وأقل علما ووعيا في تجنب الحوادث. كما وان هنالك العديد من العوامل التي تتسبب في كثرة الحوادث، ومن أهمها قلة المراكز للتوعية وأيضا تعدد الزوجات وكثرة انجاب الأطفال في تلك المناطق وهذا ما يؤثر بشكل سلبي على حفظ وسلامة الأطفال.

أمل في تخصيص ميزانيات لسلامة الأطفال في المجتمع العربي لعام 2016 

وأختتم قائلا: في العام 2016 نحن على امل بأن يكون هناك نصيب جيد في رصد ميزانيات لإقامة برامج وحملات توعية في المجتمع العربي فيما يتعلق بحوادث الأطفال، خصوصا بعد المصادقة على الميزانيات التي رصدت للمجتمع العربي مؤخرا ، وآمل ان عمل المسؤولون في لسلطات المحلية على اخذ موضوع سلامة الأطفال على محمل الجد وان يخصصوا ميزانيات جيدة لمعالة قضية حوادث الأطفال . 
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]