يباغتنا فجأة من بين حزمة الامنيات لسنة جديدة اَمنة هادئة حدث يغير مسار ابتسامتنا، لنعبس ونشتم البدايات التي تسلب منا اسمى شعور وهو شعور الامن والامان.

البارحة ولا زلنا بالبداية ولا زلنا لم نعلق امانينا على شجرة البدايات، التهمت السنة النيران اجساد ثلاث اطفال اخوة لام ثكلى واحدة غدت وحيدة لكل اعوام الحياة، توفيق وعدن وهدى ابو جعفر من رهط بعمر عام ونصف ثلاث اعوام و4 اعوام، بعد ان فشلت كل المحاولات في المشفى لإنقاذهم ومنحهم فرصة العيش اعلن المشفى عن وفاتهم لتبكي رهط، ونبكي جميعا.

لا لوم لمّا نعجز عن وصف جرعات الالم واللوعة والحسرة على من ذهبوا وعلى من تركوا ورائهم يذوق قسوة فراقهم. ولكنه لم يسعني سوى ان افكر كيف اننا بتنا قد لا نلتمس امنا وامانا في عقر بيتنا وبين اهلنا ليفاجئنا الموت ولتفاجئنا كل الظروف التي تهدد حياتنا وحياة اطفالنا بالخطر .

في العام 2015 بلغت نسبة اصابة الاطفال العرب 60% من مجمل الاصابات اجمعها، رغم ان الاطفال العرب هم 26% من مجموع اطفال الدولة !!

وقد عرض منتدى "ابناؤنا" مسبقا معلومات تصب في سياق امن الاطفال وسلامتهم ووجد ان نسبة الاصابات قد ارتفعت من عام 2014 حتى عام 2015 بنسب كبيرة واشار المنتدى الى ان اغلب الحوادث تحدث في المنزل بينما يكون الاطفال تحت مسؤولية ورعاية الاهل، اسال نفسي انّى تغيب اعين الاهل وادراكهم لكل شارده ووراده قد تصيب اطفالهم بأذى؟ اليسوا هم اول واهم المسؤولين عن سلامتهم؟!

لا يريد أي اهل ان يصاب ابنهم بأذى ولكن قلة الوعي وسوء ادراك توفير بيئة وظروف امنه كليا للطفل اينما كان، هي التي تشكل خطرا كبيرا على سلامة الطفل وتزيد من احتمال تعرضه لإصابة ما.

عدم توفير ظروف امنة كاملة لحماية اطفالنا يقف وراءها العديد من النقاط التي تساهم بتزايد هذا الامر وتضاعفه. كالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي من الممكن ان تواجهها عائلات شتى حيث لا يعد بإمكانها توفير احتياجات تساهم بحماية الاطفال وتوفير بيئة امنه . وقد يختلف من مكان لآخر ومن منطقه لأخرى .

ولا بد ان يرتبط تعدد الزوجات وانجاب العديد من الاطفال حيث بشكل غير مباشر قد تقل الحصة المطلوبة التي تهدف لحماية كل طفل واعطاءه حيّز كافي من الاهتمام ، بعد ان تتزايد المسؤوليات على رب الأسرة وزوجته كما ويصب ذلك في عدم وجود برامج ومراكز توعويه التي عليها ان تهدف لفرض نقاش كبير يتطرق الى الأسرة وحقوق الاطفال وكل ما يصب في سياق العائلة.

قد يكون اطفالنا خارج المنازل اكثر عرضة للخطر ولكن كيف لنا ان نكون خطرا عليهم ؟

كي لا نكون خطرا عليهم علينا فعلا ان نحاول دائما وقبل وقوع أي مكروه ونحن لا نمنع مكروها اذا اراده الله لكننا كأهل وكذراع للأطفال، مسؤوليتنا هي توفير كل الظروف التي بإمكانها ان تحميهم وتبعد عنهم أي خطر .

يقصد الاهل بان يتركوا رضيعهم في السيارة بينما يقصدون متجرا كي لا يتعبهم اصطحابه !! ولكنهم لم يقصدوا ان يموت خنقا في السيارة وحده !

ونقصد بتركهم يلعبون في ساحات المنزل وحدهم بدراجاتهم ان يتعلمو الاستقلال والنهوض بعد كل سقوط!! ولكننا لا نقصد ان تدهسهم سيارة فجاة.

نقصد بإعطائهم سكيناَ ان يتعلمو كيف يقطعوا خضارا وحدهم لانهم شجعان!! ولكن لا نقصد ان يفيض من اصبعهم دماء حمراء .

اننا بحاجه لان نوجه مقاصدنا اكثر ولنتابع كل خطوات وجودهم حولنا ووجود ظروف قد تسلب ان يكونوا بين ظل الامن والامان، فمقصدنا الوحيد ان نراهم سالمين دائما .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]