" نحن لسنا بحاجة لأن نتبنّى نفس الايدلوجيات لكيّ نفهم ان محاولة ضرب الحركة الاسلامية واخراجها عن القانون تأتي في سياق المحاولات لضرب كل الجماهير العربية وقيادتها، وهي جزء من اجتهاد نتانياهو للبس دور الضحية امام الرأي العام الدولي بحجّة انه يحارب الارهاب. جميع الاختلافات في الرأي لن تمنعنا من توحيد الصف في مواجهة الحظر الموجّه ضدنا جميعًا"

بهذه الكلمات توجهت النائبة عايدة توما-سليمان ( الجبهة- القائمة المشتركة) للنساء في الحركة الاسلامية، بعد ان التقتهم في خيمة الاعتصام النسائية ضد حظر الحركة الاسلامية امس (الخميس) في ام الفحم.

وأضافت توما-سليمان " انا لم اتِ اليوم لكي اتضامن معكنّ، لان قضية الحظر هي قضيتنا جميعا ولأننا جميعا مستهدفون . وبالرغم من انني وناشطات الحركة الاسلامية غالبًا ما كنا على طرفيّ النقيض في المواقف، الا انني متاكده بان هذا لا يمنع ان نفهم اننا يجب ان نقف معا في وجه الهجمه العنصريه ، وفي الوقت ذاته ان لا نخرس النقاشات الفكريه والسياسيه فيما بيننا بحجة الحظر وانما على العكس تماما ويمكننا ان نستغل هذا النضال ضد الحظر من اجل الاجتهاد الشخصي وايجاد طريقة حوار نطوّر من خلالها نقاشاتنا وصقل الخطاب المشترك بيننا كجماهير عربية."

واستمعت توما-سليمان لتبعيات وتداعيات حظر الحركة الاسلامية على النساء الناشطات في الحركة والنساء العاملات وفي الجمعيات والتي تم اغلاقها ووضع اليد على ممتلكاتها واملاكها، مما جعل عشرات النساء اللواتي كن يعملن في حواليّ 17 جمعية تم اغلاقها، ان يفقدن عملهنّ ومصدر رزقهنّ، كما افرز الحظر واغلاق الجمعيات عن خسارة مئات العائلات والاسر المحتاجة التي كانت تتلقى المساعدة من الجمعيات الخيريه التي تم اغلاقها.

وفي هذا الصدد، قالت توما-سليمان " هذه التداعيات هي امر خطير، وبالرغم من ان الجمعيات كلها كانت تعمل ضمن القانون وسجّلها مسجّل الجمعيات، الا ان قرار الحظر هو قرار سياسي محض، والادوات التي تم استعمالها مثل قانون الطوارئ هي ادوات تعسفية غير دمقراطية، لهذا لا استغرب من هذه التداعيات." واضافت " مع هذا، انا مستعدة لطرح قضية هؤلاء النساء المتضررات والاطفال المتضرروين من اغلاق رياض الاطفال، امام اللجنة لرفع مكانة المرأة والمساواة الجندرية التي اترأسها، وبالرغم من انّي لا اعوّل على نية الحكومة بتصليح هذا الوضع، الا انني اجد اهمية في استعمال جميع الادوات، والبرلمانية منها، لصد قرار الحظر واعلاء صوت النساء المتضررات وفضح زيف ووحشية السياسه الحكوميه ."

وقالت توما-سليمان في نهاية حديثها ان "الاختلافات الايدولوجية لطالما وضعت بعض العوائق والحواجر بين النساء الناشطات في الحركة الاسلامية ومجموعات اخرى من نساء شعبنا. لكن علينا ان نتغلّب على هذه الاختلافات لتوحيد الصفوف اولًا، ولطرح الاختلافات ومناقشتها بشكل مباشر وواضح وليس عن طريق المقالات والصحف." وأكدت توما-سليمان انها ستبادر لزيارة وفد عن الجمعيات النسائية الفاعلة بين الجماهير العربية الى خيمة الاعتصام قريبًا جدًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]