بمناسبة ذكرى يوم المناضل الأمريكي-الأفريقي مارتن لوثر كينغ استضافت منظمات حقوقية في الولايات المتحدة ببث مباشر عبر الفيديو النائب د. يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة، في مداخلة سياسية وحوار مفتوح حول النضال من أجل حقوق الانسان وواقع المواطنين العرب في إسرائيل.

افتتح جبارين مداخلته بالتأكيد على الطروحات الرئيسية التي ترفعها الأقلية العربية وتناضل تاريخيًا من أجل تحقيقها في البلاد مؤكدًا ان هذه الطروحات "تعتمد على المفاهيم العالمية لحقوق الانسان وحقوق الأقليات، وخاصة الأقليات الأصلية في وطنها"، وان فكرة "المساواة المدنية والقومية تسترشد، بتوافق تام، بالمبادئ الأممية والانسانية بخصوص المواطنة الكاملة والمتساوية، وتكافؤ الفرص، والشراكة الحقيقية، وبمبادئ العدل الأساسية، وهي طروحات حقوق إنسانية تقرها الشرعية الدولية بنصوصها وأعرافها". وقال جبارين "ان النضال الحقيقي في البلاد هو بين مناصري حقوق الانسان بمفهومها الشمولي، من جهة، وبين مناهضي هذه الحقوق أو المتنكرين لها من جهة أخرى".

وأكد جبارين أن مطلب المساواة التي تضمن المشاركة الحقيقية المتكافئة لكافة المواطنين "هو مشروع ديمقراطي، يسعى لأن يحقق للأقلية القومية العربية ظروفًا حياتية على أرض الواقع لا تقل بمستواها الاقتصادي-الاجتماعي عن تلك المتوافرة لدى مجموعة الأغلبية اليهودية. كما ويسعى إلى تحرير الأقلية العربية من شروط التبعية والهيمنة؛ سواء تلك الرسمية المتمثلة في منظومة القوانين العنصرية، أو تلك الاقتصادية المتمثلة في ظروف الاستغلال والسيطرة".

وفي حديثه عن نضال حركة حقوق الانسان في الولايات المتحدة قال جبارين: "لقد نجح المواطنون السود في منتصف الخمسينات والستينات من القرن الماضي في التحرر من نظام الابرتهايد العرقي وإلغاء كل قوانين التفرقة العنصرية، وذلك اعتمادًا على حركة حقوق انسان جماهيرية تحررية ارتكزت على قاعدة واسعة من المشاركة الشعبية والاحتجاج المنهجي"، مؤكدا أن هذا التحول التاريخي في حياة السود الأمريكان لم يكن ليتحقق "لولا توفر ثلاثة عناصر مركزية مجتمعة في حركة حقوق الإنسان هناك، وهي: أولا، النضال الجماهيري الشجاع الذي خاضه المواطنون السود جنبًا إلى جنب مع مناصري حقوق الانسان البيض من خلال المسيرات الاحتجاجية وأعمال العصيان المدني والنشاطات السياسية. ثانيا، وضع استراتيجيات النضال وتخطيطه بشكل مدروس تحت سقف قيادة موحدة ومتفانية وقفت في الصفوف الأمامية للاحتجاجات الشعبية، أمثال المناضل الأمريكي الأسود مارتن لوثر كينغ. وثالثا، وضع غايات حقوقية واضحة المعالم تعتمد على خطاب المساواة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية".

وأضاف جبارين أن تجربة حركة حقوق الانسان في الولايات المتحدة تعلمنا "أن النضالات التحررية للأقليات المظلومة هي نضالات شاقة وعنيدة، وهي مسيرات وطنية من نوع المسافات الطويلة، والحقيقة الأهم تبقى أن المصدر الأساسي الذي يمكن التعويل علية لهذه النضالات هو الجماهير بعينها ونضالها الدؤوب المبني على القاعدة الجماهيرية ومشتق منها".

وفي تطرقه لنضال الجماهير العربية في إسرائيل قال جبارين "أن مطلب الساعة نحو تحقيق المساواة المدنية والقومية هو حركة حقوق إنسان جماهيرية تحررية، في صلبها النضال الجماهيري الوحدوي والمقرون باستراتيجيات مدروسة لإحداث التغيير المطلوب. نحن بحاجة إلى حركة حقوق انسان تستقطب الجيل الشاب الذي عادة ما يكون عماد أي حراك تحرري، كما وتستقطب القوى الديمقراطية اليهودية في النضال المشترك للمواطنة الجوهرية المتساوية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]