قتل الأمن المصري ثلاثة من مناهضي الانقلاب، واعتقل عشرات الأشخاص، بالتوازي مع مظاهرات خرجت في القاهرة وعدة مدن مصرية رغم التشديدات الأمنية في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

وقالت مصادر إن الأمن قتل اثنين من رافضي الانقلاب في مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة بزعم تبادل إطلاق النار، في حين قتل الثالث في بني سويف (شمال صعيد مصر).

لكن وكالة رويترز نقلت عن بيان لوزارة الداخلية أن الأمن قتل أشخاصا يشتبه في صلتهم بالإرهاب خلال مداهمات بمحافظة الجيزة، وعثر في منازلهم على أسلحة ومتفجرات.

ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، شهدت عدة محافظات مظاهرات احتجاج في ذكرى الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود قضاها على قمة السلطة، بينما خيّم الهدوء على ميدان التحرير الذي كان القلب النابض للثورة قبل خمس سنوات، وبدا اليوم كأنه ثكنة عسكرية.

وحسب محرر الشؤون المصرية بالجزيرة عبد الفتاح فايد، فإن نحو أربعمئة ألف فرد من الجيش والشرطة يشاركون في التشديدات الأمنية غير المسبوقة، ويشمل ذلك فرق أمن خاصة تابعة للشرطة، فضلا عن تحليق للمروحيات فوق مناطق اشتهرت بمعارضتها السلطة الحالية مثل كرداسة وناهيا في الجيزة.

كما تحدث فايد عن إصابات تعرض لها متظاهرون في محافظة كفر الشيخ على يد الأمن الذي استخدم قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، فضلا عن حملة اعتقالات واسعة في العديد من
المحافظات.

وفي ظل الإغلاق الأمني المشدد لميدان التحرير، إلا على مؤيدي السلطة الحالية، فقد خرج متظاهرون في عدة مناطق بالقاهرة الكبرى، بينها مدينة نصر والمعادي والمطرية وإمبابة، حيث توعدوا بثورة جديدة رافعين صورا لرفاق لهم قتلوا خلال مظاهرات سابقة.

وفي شبرا الخيمة (شمالي القاهرة)، خرجت مسيرة معارضة للانقلاب شاركت فيها مجموعات من "ألتراس نهضاوي" ورددوا هتافات تنادي بإسقاط النظام، كما شاركت سيدات رفعن شعارات رابعة (في إشارة إلى ميدان رابعة العدوية الذي اعتصم فيه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي قبل أن يشن الأمن عملية لفض الاعتصام أسفرت عن مقتل وجرح آلاف المعتصمين في أغسطس/آب 2013).

وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" بمصر أعلن أمس عن 35 نقطة حددها للتظاهر والحشد ضد السلطة الحالية في القاهرة والجيزة، ليس من بينها ميدان التحرير، ودعا إلى مراقبة حقوقية للمظاهرات، وحذر من أي مواجهة أمنية ضد ما أسماه "الغضب الشعبي".

الإسكندرية والمحافظات

وخارج القاهرة، شهدت الإسكندرية مظاهرات في ميدان القائد إبراهيم بمحطة الرمل، رغم الإجراءات الأمنية المشددة، حيث طالب المتظاهرون باستعادة مسار الثورة، وإسقاط "نظام الثالث من يوليو"، والإفراج عن المعتقلين السياسيين.

ورفع متظاهرون صور الرئيس المعزول محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب لمصر بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. علما بأن مرسي تم عزله من السلطة بعد عام واحد في انقلاب قاده وزير دفاعه عبد الفتاح السيسي الذي تولى الرئاسة لاحقا.

وفي كفر الشيخ، خرجت مظاهرات في بلطيم والحامول، رغم اعتقال متظاهرين في الحامول، بينهم سيدات، فضلا عن قيام الأمن بإطلاق قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.

من جانبها، قالت وكالة الأناضول للأنباء إن مظاهرات صباحية خرجت في محافظات الشرقية والبحيرة والمنوفية والدقهلية بمنطقة الدلتا، كما شهدت محافظة المنيا الواقعة جنوب القاهرة مظاهرات مماثلة، غلب عليها رفع شعار رابعة العدوية وصور الرئيس المعزول محمد مرسي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]