أثارت حادثة قتل المستوطنة دفنا مئير من مستوطنة عتنئيل، العديد من التناقضات، وخاصة كون المستوطنة صديقة وزميلة في العمل للدكتور احمد نصار من مدينة عرابة الذي يعمل كطبيب في مستشفى "سوروكا" ،حيث كانت دافنا مئير تعمل كممرضة معه في المستشفى، واستنكر الدكتور احمد نصار عملية القتل وقال في حديث خاص لموقع بكرا بان الممرضة كانت بالنسبة له صديقة عزيزة وزميلة عمل مجتهدة ولا يوجد لديها اي نوع من الحقد .

صديقة عزيزة جدا . زميلة عمل مجتهدة ومخلص جدا في عملها

وقال: "لقد كانت المرحومه بمثابة صديقة عزيزة جدا . زميلة عمل مجتهدة ومخلصة جدا في عملها" بهذه الكلمات افتتح الدكتور حديثه الخاص لموقع بكرا والذي اضاف :" كانت من نوع الاصدقاء الاوفياء الذين يمكن الثقة بم والأستناد عليهم، وطلب المساعده كلما أستدعت الحاجه . تعرفت على دفنا في بداية عملي في مشفى سوروكا وقد كانت هي قد بدأت العمل بسوروكا قبلي بنحو عامين .

وتابع: كانت مرحة ،بشوشة جدا ،لا تحقد ولا تسيء لأحد أيا كان ،كانت دائما على استعداد لمد يد العون لمن يحتاج حتى وأن لم يكن ذلك من واجبتها ومهامها في العمل ،علاوة على ذلك كانت المرحومة تمتلك ذكاء حادا وخبرة عاليه سواء في مجال العمل أو في مجالات الحياة الأخرى ،كانت من هواة المطالعة وقراءة الكتب في شتى المجالات والمواضيع .

لم اتعرف على عائلتها وعاشت طفولة قاسية


وتحدث عن زميلته: أحبها الجميع لأنها أحبت الجميع . لم تفرق بين أنسان واخر ،عاملت زميلاتها في العمل بكل لطف وأدب وعاملت الأطباء بكل أحترام حتى ولو كانوا اصغر منها سنا أو أقل منها خبرة. لم تبخل بالنصيحة المخلصة على أحد ،ولم تبالغ بمعرفتها ،فأذا لم تعرف شيئا أعترفت مباشرة بعدم معرفتها ولم تكن تهدأ حتى تعرف ما كانت تجهل، بالنسبة لعلاقتي مع عائلتها فللأسف لم يتسن لي زيارتها في بيتها والتعرف على عائلتها. وكل ما كنت أعرفه عن عائلتها هو من خلال ما كانت ترويه لي بين الفينة والأخرى . عاشت طفولة شديدة القساوه ،حرمت كثيرا من أساسيات الحياه التي هي من حق كل أنسان. ومع ذلك أحبت الحياه لها واحبت الحياه للجميع .

امنت بالتعايش وبدأت بتعلم اللغة العربية ولم اعرف بانها تسكن في مستوطنة

وقال د. نصار:التعايش السلمي كان هاجسا لديها ،كانت تعتبر العرب جيرانها وأًصدقاءها ،كان هذا من مبادئها التي حرصت عليها أشد الحرص ،بدأت بتعليم نفسها اللغة العربية وأقتنت العديد من الكتب لتعلم العربية . لدرجة أني لم أدرك أنها مستوطنه ألا بعد عدة أشهر من معرفتها ،فهي أفترضت ضمنا أني أعرف أن عوتنيئيل هي مستوطنه تقع جنوب الخليل ولكني لأني لست من سكان المنطقه لم أعرف ذلك مباشرة . ولكن يكفيني القول بأن حقيقة أن من كان من أوائل المعزين بموتها هو عم الشخص الذي قتلها وحقيقة أنه من أصدقاء العائله المقربين يشكل دليلا واضحا على ذلك" .

لا اريد الخوض بتفاصيل طفولتها ولا أعتقد انها كانت ترفض تشغيل العرب

وحول سؤال مراسلنا ،اذا كانت تؤمن بالتعايش لماذا فضلت السكن في مستوطنة؟ وهل كانت ترغب بنقل مكان سكناها ؟؟ اجاب الدكتور احمد نصار:"الجواب على هذا السؤال قد يضطرني لأن أخوض في تفاصيل طفولتها وحياتها الشخصية وهذا شيء لا أرغببه أحتراما لخصوصياتها .
لا أعتقد انها كانت ترفض تشغيل العرب في عتنئيل ذلك أطلاقا ،كانت أنسانه تؤمن بقدسية العمل مهما كان وتعتبره واجبا وحقا مشروعا لكل أنسان ،أنا شخصيا لم أسمع منها أي عباره من هذا القبيل" .

لم تكن مستهدفة لانها كانت تحرص كل الحرص على عدم أيذاء الاخرين وأحترام مشاعرهم

وقال: لا يمكن أن تكون مستهدفة لعدة أسباب ،من أهمها أنها كانت تحرص كل الحرص على عدم أيذاء الاخرين وأحترام مشاعرهم ،لم ترغب بالخصومة مع أي أنسان ،وأنا واثق أن من تعرف عليها حتى ولو لبضع دقائق ما كان ليفكر بأيذائها . لقد أستهدفت بالصدفة التامة لأنها كانت أمرأة صغيرة البنية وقتلت بينما كانت تعمل على عتبة بيتها ،ولم تكن في مواجهه أو صدام أو نقاش مع أحد .

قتلها امام اطفالها أكثر ما أثر بي وصدمني

وتابع: حقيقة... لا أعلم ، ان كنت سأواصل الصداقة مع عائلة المرحومة، لسبب بسيط باني لم أكن أعرف عائلتها معرفة شخصيه ،ولم يكن هناك أي أطار يجمعنا ،من جهتي لا مانع عندي من التعرف على العائله وأرغب بصداقتهم .

وقال: قتلها امام اطفالها هذا أكثر ما أثر بي وصدمني . أي دين وأي شرع يشرع ويحلل قتل أمرأة أمام أطفالها وهي تحاول الدفاع عنهم ،هذه ليست رجولة ولا بطوله ،نبينا الأكرم كان يوصينا قبل كل معركه مع الكفار بأن لا نقتل أمرأه وأن لا نقتل طفلا وحتى أن لا نقطع شجرة . فكيف يمكن أستعاب مثل هذا العمل ؟

وأنهى د. نصار: برأيي تتوجب التوعية ،وتخطي حدود الغرائز البدائية وتحكيم العقل ،لا شيء مستحيل لا يمكن حل أي مشكله بدون تحكيم العقل . أنا لا أخص طرفا دون الاخر ،الا يقتل العشرات من شعبنا من دون سبب ؟؟ الا تزهق أرواح بريئة لمجرد أن هناك شخصا مريضا بنفسه اراد أن يكون بطلا ؟؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]