حضرات المشاركات والمشاركين معنا، ولن أقول مع حفظ الالقاب لانكم أنتم من تزيّنون الالقاب وليست الالقاب من تزيّنكم.
نقف اليوم هنا في مدينة شفاعمرو، من قلب الجليل، نخاطب العالم ويلتف حولنا احرار هذا العالم في وقفة صمود وتحد، وقفة حق كان وما زال بوصلتنا في معركتنا من اجل الصمود على ارض الاباء والاجداد وهي ارض اجيالنا القادمة لنقول:
يا جذرنا الحي تشبث

واضربي في القاع يا اصول

هذه الجماهير العربية الفلسطينية التي صانت وجودها وهبت من نكبتها لم تقم بذلك محض صدفة، ولم يكن نضالها نوعًا من التخبط في الظلمات، وإنما كانت تسير على هديّ فكرها الذي آمن بأننا اصحاب حق واصحاب وطن وأنّ لنا من العزة والكرامة التي تؤهلنا لننتفض من أي نكبة او نكسة او مصيبة. وأن لنا أيضًا قيادة نجحت دائمًا في ان تقودنا نحو مقاومة سياسات القمع والتشريد والتهويد لترسم النضال يوما بعد يوم ولتجترح الانجاز تلو الانجاز متحدية سياسات القمع والتشريد والتهويد، فصنا هويتنا وصدرنا المقاومة شعرا ونثرا ورسخنا الدفاع عن الارض والمسكن، وجعلنا من يوم الارض مأثرة ويوما وطنيا لجميع ابناء الشعب الفلسطيني.
نحن ابناء وبنات جيل المكافحين من الذين عرفوا صياغة جدلية المواطنة والهوية الوطنية، ولم تنجح كل محاولات الفصل بين هذه الجدلية أن تتغلغل داخلنا أو ان تضربنا.
نحن ابناء وبنات جيل المكافحين المناضلين من توفيق طوبي واميل توما واميل حبيبي وتوفيق زياد ونمر مرقس وسميرة خوري وسميح القاسم، نقولها بأعلى الصوت هذا وطننا الذي لا وطن لنا سواه.
فإذًا لماذا نتوجه اليوم، اذا كنا بهذه القامة، الى العالم: نتوجه الى العالم لسنا مستنجدين او ضعفاء، ولكن أقوياء نصدّر نضالنا هنا الى العالم لنفضح الوجه القبيح لسياسة حكومة نتانياهو الفاشية العنصرية والصهيونية بإمتياز.
نحن سنزيل القناع تلو القناع عن ادعاءاته وزمرته، بديمقراطية هذه الدولة، نتوجه للعالم لاطلاعه على معاناة يومية مستمرة جراء سياسات هدم البيوت التي تتصاعد يوميا، وسياسات الافقار والتهميش، والاجراءات التي تهدف الى نرع الشرعية عن مواطنتنا وعن وجودنا.
إن حملة التحريض التي تشنها حكومة نتانياهو في هذه الايام، ليست طفرة او خطأ، انما سياسة ممنهجة تقايضنا فيها على هويتنا الوطنية مقابل مواطنة مجزوءة، مشبوهة، منقوصة، ومدجنة، تريد لنا أن نعانقها ونتخلّى عن هويتنا.
لكننا نقول، لن يحدث ذلك أبدًا، لأننا قادرين على أن نعرف كيف نرى هذه الحكومة تمدد من صهيونية هذه الدولة ويهوديتها لتأكل ما تبقى من فتات من مركبات الديمقراطية.
نحن اليوم اقوى من أي وقتٍ مضى لأننا، وربما هي محض صدفة أنه باللغة العربية مواطنتنا هي كلمة جذرها وطن بينما مواطنة الاخرين جذرها مدني. لكنها ليست صدفة أن مواطنتنا مجبولة بكوننا أبناء الوطن وهي تنبع من كوننا ابناء الوطن وليس فقط لأننا تحت غطاء دولة معينة او جزء من العقد الاجتماعي لهذه الدولة. لذلك، مواطنتنا لن تكون كاملة في أي يوم اذا ما انتقصت من هويتنا.

كما ان حملة التحريض العنصرية التي يقودها رئيس الحكومة الهمجية نتنياهو، ويساهم من خلالها في زرع الفاشية ترمي وبشكل منهجي منذ سنوات، الى مقايضتنا على حقنا الاساسي في العيش بكرامة في وطننا مقابل التنازل عن موقفنا المبدئي غير القابل للمساومة الى جانب شعبنا الفلسطيني في نضاله التحرري من الاحتلال واقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية واقرار حق اللاجئين بالعودة حسب قرارات الشرعية الدولية.
هذه المعركة التي نخوضها لا تقل اهمية عن معركتنا المنتصرة للبقاء في الوطن، انها معركة الوجود الحر والحق بانتزاع جميع حقوقنا المدنية والقومية.
فلا مساومة على حقنا في العيش الكريم والعمل ولا مساومة على حقنا في الابداع والانتاج الثقافي ولا على حقنا في صيانة هويتنا ولغتنا وادارة شؤوننا الدينية ورعاية مقدساتنا، واقدس الاقداس حياة الانسان، ابنائنا وبناتنا، اجيالنا القادمة.
لن نخضع والعالم معنا، لسياسات الارهاب الفكري والسياسي والجسدي، ولن تنجح هذه الحكومة الاسرائيلية باستغلال الاوضاع المأساوية التي تعاني منها منطقتنا، والهجمة الشرسة التي تمارس وتشترك هي ذاتها فيها على الشعوب العربية، في تحويل انظار العالم عن الجرائم التي ترتكبها بحق شعبنا الفلسطيني وتسويق ذاتها بلباس الضحية التي تواجه ما تسميه ارهابا من الداخل.
خطاب ديزنغوف الذي القاه نتنياهو راقصا على الدماء، يأتي ضمن سياسة التحريض على الجماهير العربية ومحاولة بائسة لرسم حدود مواطنة جديدة مشوهة ومنقوصة يريد رسمها لنا، وضمن سياسة قطف الراس التي يريد فرضها علينا. لن نصمت على مخططات نهب الاراضي في النقب أو هدم البيوث او عن 60% من اطقالنا الذين يعيشون تحت خط الفقر غن الملاحقات السياسيه والاعتقالات والترهيب.
نحن اليوم اقوى من اي وقت مضى، بشبابنا وشاباتنا الواعين، باكاديميينا الذين نطاول بهم السماء وعمالنا وعاملاتنا نملك الادوات النضالية والقواعد المبدئية التي تجعلنا نخاطب الجمهور الاسرائيلي اليهودي، خطاب اصحاب حق، وخطاب ديمقراطي إنساني اصيل.
نحن نملك من القوة ما يجعلنا نعزز حصانتنا الوطنية والمجتمعية من خلال، اولًا احترامنا لتعدديتنا ولأطيافنا المختلفة، وثانيًا من خلال رفع الصوت ضد كل القوى التي تعبث بوحدتنا وبوجهنا وتاريخنا الناصع، وثالثًا من خلال استثمار جميع طاقاتنا الداخلية وعدم تحييد أيّ من مركبات جمهورنا بحيث نستثمر طاقاتنا ومن ضمنها طاقات نسائنا لتساهم بكل ثقلها في معركتنا هذه.

وسنبقى كذلك الى ان ننتصر بإحقاق حقوقنا كاملة
هنا على صدوركم باقون كالجدار
نجوع ---- نعرى ---- نتحدى
ننشد الاشعار
ونملا الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الاطفال ----- جيلا ثائرا وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
إنا هنا باقون
فلتشربوا البحر

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]