" هذه الحكومة العنصرية تحاول أن تنتقي مصطلحات حياديّة لتعبّر عن سياساتها العنصرية المستمرة اذ تستعمل المصطلح 'شفافية' لشرعنة الملاحقات السياسية، وتستعمل المصطلح ' تفتيش' لتعبّر، بصورة لطيفة، عن المس بحقوق الانسان، وتحاول حصر احتلالها واضطهادها لشعب كامل بأنه صراع اسرائيلي-فلسطيني. لكن كل المحاولات اللغوية لتجميل هذه السياسات باءت بالفشل. إن الموافقة على اقتراح القانون معناه أمر واحد فقط: أن الملاحقات السياسية وموسم صيد كل من يحاول ان ينتقد السياسات الاجرامية لحكومة نتانياهو قد بدأ، وهذه المرّة برعاية القانون."

بهذه الكلمات افتتحت النائبة عايدة توما-سليمان (الجبهة – القائمة المشتركة) خطابها امام الهيئة العامة للكنيست أمس (الاثنين) والذي ناقش اقتراح قانون الجمعيات الجديد او ما اسمته الحكومة بـ " قانون الشفافية" والذي ويلزم الجمعيات التي تحصل على تمويل من حكومات أجنبية بأكثر من 50% من ميزانيّتها بأن تُعلن عن مصادر التمويل في كل اعلان او مستند رسمي تقدمه هذه الجمعيات. كما ويلزم الاقتراح كل مندوب عن هذه الجمعيات أن يُخبِر حول حصول الجمعية على تمويل من حكومات اجنبية في كل توجه رسمي له لعضو كنيست او في كل جلسة برلمانية يشارك فيها.

كما قالت توما-سليمان " وزراء هذه الحكومة ورئيسها، يحاولون إغتيال كل صوت عقلاني يحاول أن يفضح ممارسات وجرائم الاحتلال القمعية في المناطق الفلسطينية المحتلة، والمس اليومي لحقوق الانسان في هذه المناطق. وجاء ليغطّي عن عجز هذه الحكومة لايجاد حل سياسي وحلول للضائقة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها مواطني الدولة."

وتوجهت توما-سليمان لنوّاب الكنيست الذين هاجموا اعضاء الكنيست عن التجمع في القائمة المشتركة قائلة " كل من إشترك بحملة التحريض اليوم ضد نوّاب المشتركة، عليه ان يفهم أن هذا القانون الان يستمد قوته وشرعيته من التحريض ضد النوّاب الذين يطالبون بإنهاء الاحتلال ويطالبون بالمحافظة على كرامة الانسان وحقوقهِ. لا يمكن أن تشارك بجوفة التحريض من جهة، وتحاول حماية الديمقراطية من جهة اخرى."
كما اضافت توما-سليمان، " من يريد أن يتحدث عن الشفافية، إذًا فليبدأ بنفسهِ ويكشف أمام الجمهور مصادر تمويل الجمعيات والاجسام اليمينية التي تشارك وتخدم سياسات الاحتلال في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية، فليكشف عن مصادر تمويل الحركات العنصرية الفاشية مثل "ام ترتسو" وغيرها من التنظيمات التي تنادي لقتل العرب وتدنّس المقدسات وتقوم بعمليات 'تدفيع الثمن'، من أين تحصل هذه الجمعيات على ميزانيّتها ومن يموّلها؟"

وفي نهاية خطابها قالت توما-سليمان " تحدّث نتانياهو اليوم أن هذه الشفافية هي ضروريّة للمحافظة على 'الكرامة القومية' لدولة اسرائيل، ولكن على ما يبدو أنني ولأنني عربية لا افهم ماذا تعني الكرامة القومية بمنظورهِ. لكنّ الكرامة القومية هي بالضرورة ليست الملاحقات السياسية والتحريض الارعن الذي يشنه نتانياهو وزمرته ضد الجماهير العربية وضد قياداتهم، وهي ليست ملاحقة ووصم كل من يعمل على المحافظة على حقوق الانسان والاحتلال."

هذا، وفي نهاية جلسة طويلة مشحونة، أقرّت الهيئة العامة للكنيست اقتراح القانون بالقراءة الاولى حيث وافق عليه 50 عضو كنيست.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]