" كل إنسان قد يكون كبيرًا في مكان ومَكبورًا في اماكن أخرى، فتكون هذه القيمة الرائعة مرة حقًّا له ومرة واجبًا عليه " هذا ما قاله الشيخ توفيق حمادة ابراهيم (ابو عادل) البالغ من العمر (88 عاما) من سكان قرية ساجور ، حيث يكرر ويشدد على المثل الفلسطيني الشعبي الذي يقول " اللي ما عنده كبير يشتري كبير" ، موجها رسالة للأهل بغرس قيم الاحترام بشكل عام ولكبار السن بشكل خاص في نفوس الابناء منذ نعومة اظافرهم، وتدريبهم عليها بشكل عملي، حتى يتعودون عليها في كل المواقف والمحافل .

اللّي ما عندوا كبير يشتري كبير...

يروي الشيخ أبو عادل  قصة المثل الشعبي الفلسطيني "اللي ما عنده كبير يشتري كبير" ويقول: حفاظًا على كرامة الرجال من شماتة النساء، قرّر احد الملوك إعدام كل رجل يبلغ الخامسة والستّين، وهكذا كان، وبعد وقت قصير هبّت على البلاد عاصفة غريبة عاتية، فانحبس المطر ويبس الزرع وجفّ الضرع، فلجأ الملك إلى تدبير سريع حيث أمر رجاله أن يحصدوا العاصفة، وحصاد العاصفة عند بعض ملوك الزمان تدبير معروف، لذلك قيل: " من يزرع الريح يحصد العاصفة " ، لأنّ بعض ملوك الزمان كانوا يحصدون ما زرعوه في أغلب الأحيان، وهبّ أبناء ذلك الزمان، إلى مناجلهم يحصدون العاصفة بلا هوادة، يوميًّا من " الفجر إلى النجر " ، دون أن يترك لهم مجالًا للراحة، فكان عملهم مرهقًا وميؤوسًا منه وبدون جدوى، ولاحظ الملك يومًا، وهو يتفقّد حصاد العاصفة، أن أحد الحصّادين كان جالسًا يختلس الراحة ومنجله إلى جانبه، وعندما اقترب منه قام هذا بحركة غريبة بكلتا يديه، فانتهاره، فقال " المعذرة يا مولاي جعت ففركت سنبلة ممّا حصدته وأكلت حبوبها، إذ يحقّ للعامل أن يأكل ممّا جناه " ، قال الملك " ولكنّك لم تأكل إلّا الهواء " ، أجاب" ومن يحصد العاصفة لا يأكل إلّا الهواء "، فأطرق الملك برهة ثمّ قال " هذه حكمة من حكم الشيوخ، ولا يمكن أن تصدر عن شاب مثلك، فقل لي من علّمك أن تفعل ذلك، وإلّا قتلتك ؟ " فخاف الشاب وقال "عفوًا يا سيّدي، عندما أمرتم بقتل كل كبير في المملكة، شفقت على والدي الشيخ فخبأته في مكان ألجأ إليه كلّما احتجت إلى نصائحه، وهو الذي علّمني أن أفعل ذلك" فانفرجت أسارير الملك وقال " صحيح ، " اللّي ما عندوا كبير يشتري كبير "، فجرى كلامه مثلًا. "
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]